# تسامُح.
دام هذا الحال لثلاثة أيام متتالية... في منتصف ليل إحدى هذه الأيام عاد هيثم من عمله بعد أن تعافى جزئيا وبات قادرا على العمل ، عاد الى شقته الخاصة ، لاحظ عدم وجودها في الغرفة فإستغل الوضع لكي يدلك نفسه بالمرهم الذي كتبه له الطبيب ، فوقف أمام المرآة وهو يمشي عارجا... ثم نزع ربطة عنقه تليها معطفه ويلي معطفه قميصه الأبيض الناصع... بعدها أخذ من المرهم قليلا بيده ثم دلك به كدمات صدره وبطنه بهدوء وكان يتألم قليلا لأنها لم تتلاشى بعد... بعدها تناول حبوب الفيتامين التي أوصى بها الطبيب ، بعد ذلك نزع بنطاله العملي ثم جلس أعلى السرير يدلك ركبته التي تؤلمه من نقص الفيتامينات وبسبب ذلك الدواء الملعون الذي سحب كل طاقته ومناعته... عاد مستقيما على قدميه من جديد وواقفا أمام المرآة يفكر كيف سيدلك ظهره ويده لا تستطيع الوصول له ، فدقق بنظره في المرآة ليأخذه عقله لمكانا آخرا تماما ، وقتما كان يتلمس شعيرات خده شاردا فُتح مقبض الباب لتدخل جميلتنا وتقع عيناها عليه تماما... تصنّمت مكانها ما إن تفطنت لجسمه المنحوت بدقة وجمال أما هو فلم ينتبه لها كان يتمعن النظر بنفسه في المرآة....
لاحظت أن عيناها تمردت على كل جزء من جسده فقررت أن تستدير للوراء وتقول بعصبية قليلة وقلبها يخفق بشدة وتنفسها غير منتظم: " ما هذا ياا!! ألا يمكنك أن ترتدي ملابسك؟ تهوى التنزّة بدون ملابس أم ماذا؟. "
إبتسم ووجد أنها الفرصة الذهبية له والتي لا تتعوض ولن تتعوض ، فأخذ المرهم وتقدم إليها ليقول بصوته المبحوح: " ظهري لم أتمكن من الوصول له ، هل تساعديني؟. "
هي كانت ملقية ظهرها له وكانت تحرّك عيناها وتٌقلّبهم مترددة من قبول طلبه وتنفذيه... لتستدير أخيرا ولكنها أنصدمت من شدة قربه منها ، صدره يكاد يلتصق بصدرها لشدة إقترابهم من بعض... توترت كثيرا وإحمرت وجنتيها ، لتحاول العودة للوراء ولكن الطريق مسدود لا مجال في ذلك... نظراتها كانت مرتخية تماما نحو الأرض من شدة التوتر ، أما هو فكان ينظر لعيونها الواسعة ذات الرموش الكثيفة الجالبة للأنظار ، فأخذت منه المرهم بهدوء وهو قام بالإستدارة ليعطيها ظهره ، وضعت بعضا منه على الأمكنة المحددة في جسده ودلكته بهدوء ، ليصدر منه أنينا متألما للغاية مما يحصل له الآن... فكان يشدّ على يديه بكل قوة حتى برزت عروقه مغمضا عينيه بعنف يحاول تجنّب ألم ظهره الفتّاك... ما إن توقفت عما تفعله حتى فتح عيونه وأرخاها تماما... فتعود إبتسامته مجددا ويستدير إليها قائلا: " شكرا لك. "
ثم مدّ يده ليدها لكي يسحب منها المرهم ولكن أصابعه تمردت عليها... جذب منها المرهم ووضعه بيده الأخرى... ويده الأساسية كان يمررها نحو ذراعها بالكامل ، ولأنها كانت ترتدي قصيرا وكاشفا لذارعيها كانت فريسة سهلة له ، بحدود بالطبع... أحس على نفسه وما يفعله ليبتعد تدريجيا عنها ويعود لأدراجه ، ذهب نحو إحدى الأرائك لينام بها بعدما أخذ مخدته ليسمعها تقول له: " ماذا تفعل؟ أين ستذهب؟. "
أنت تقرأ
الغرفة [ 365 ]
Romanceالغرفة ٣٦٥... الغرفة الغامضة... الغرفة المريبة... التي أغلب الأحداث تدور بداخلها... شخصٌ يسكُن رأسه نصف عقل... وفتاةٌ بعمر الزهرة تتعذب بسببه وبسبب جنونه... تحاول النجاة منه ومن حياتها الموحشة والمظلمة... ترى هل ستنجح بذلك؟ الأجابة مجهولة.