# قسوة.
بعد مرور أيام على آخر حادثة حصلت بين أبطالنا... تبدل كل شيء في غضون هذه الأيام ، تجددت زهراء وكأنها خرجت من يرقتها وأصبحت فراشة لامعة ، تحررت من الذكور وباتت شخصيتها قوية للغاية لا تُقهر... تقف في صف الحق وتمحق الباطل ، تطالب بحقوقها وتدافع عن نفسها ، وكل هذا يعود لزوجها الذي له فضلا كبيرا عليها مع جهلها بذلك ، الذي ما إن تزوجها لاحظ ضعف كيانها وشخصيتها بين الناس ، ولاحظ كذلك أنها ضحية الذكور تماما كوالدته ، غيّرها تماما وغدت فتاة أقوى ، الرياح لا تهزها ، تتسائلون مالذي حلّ ببطلنا مع شخصية زهراء الجديدة؟ لأخبركم... أخذت تعذبه ، لا تقسو عليه بل تعذبه!!! تُجهده ، تُتعبه ، يأتي مبكرا من عمله ولا ينام إلا ساعة واحدة ويصحى للعمل من جديد ، في أحد الليالي كان هيثم جالسا في مكتبه ويقوم بتوقيع عدة وثائق وأوراق ، ليتفاجئ بدخولها عليه بحلّتها الرائعة والمميزة ، بشعرها الطويل المسترسل الى ظهرها ، وبفستانها محط الأنظار ، أخذ ينظر إليها بتمرد واضح من عينيه وعقله الذي سافر الى عالم الخيال بسبب ما يراه الآن... أبعدت بيديها طاولة مكتبه الصغيرة ثم ألصقت قدمها على صدره تماما ، كانت ترتدي كعبا طويلا ذو خيوط يجب أن تُربط لكي تمسك قدمها ، فقالت له بنبرة طغت عليها النرجسية: " هيا... إربطها لدي موعد لا أريد أن أتأخر عنه. "
صمت ولم يقل شيئا ، بل إبتسم بهدوء ثم رمى القلم الذي كان يدور بين أصابعه نحو الأرض... ثم رفع يداه وفعل ما طالبته به ، وهو كان يبعث نظراته التي تملئها الحب لها وهي أدركت ذلك ، وكلما رأته ينظر لها بتلك الطريقة تغض بصرها لكيلا يصرخ قلبها أكثر ، بعدها أبعدت قدمها عنه ثم إقتربت منه وجذبت بطاقة الخروج الخاصة بالباب من جيبه ثم لاحظت حزامه ، إنه من أحد العلامات التجارية باهضة الثمن ، لتبتسم ببرود ثم تنزعه بعنف وتفتح أحد النوافذ لترميه فيسمعها تقول: " الفقراء الذين بالخارج هم بحاجة له أكثر منك. "
ثم رحلت من الغرفة بل من الشقة بأكملها ، ركبت إحدى سيارات الأجرة وإتجهت لموعدها الذي تزعمه كما قالت ، هذه مجرد ليلة من الليالي التي تعرض فيها هيثم لكمية من الإساءة والإهانة منها ، وما كان يفعله بها كانت تفعله به وأقوى أيضا ، كل أعمال المنزل كان يقوم بها عوضا عنها كما أنه بأمرها ، حتى ينتهي به المطاف تعبا على سريره ، بالأضافة الى أنها إتخذت نهجه وأسلوبه في الإهانة ، إذ أنها جعلته الوحيد الذي ينزع حذائيها ويُلبسهم إياها ، هو كان فقط يأمرها بنزعهم لا أن تُلبِسهم ، ولكن هي لا... دمجت الأمرين بأمر واحد وبات الوضع مهينا له كرجل ، لاحظته ولاحظت أنها جرحت رجولته فقالت وهو كان ينزع حذائيها: " أرأيت؟ هكذا كانت ردة فعلي... كنت تُهينني بفعلتك هذه ، كنت تجرحني... تؤلم كياني وتهاجم كبريائي وتدهس على كرامتي.. ولم يصدر مني صوت... تعذبت بصمت حتى دموعي منعتني من أن أخرجها ، هذا ما يحصل مع من يذلّون ويهينون أمثالك ، تذوق مما جعلتني أتذوقه. "
أنت تقرأ
الغرفة [ 365 ]
Romanceالغرفة ٣٦٥... الغرفة الغامضة... الغرفة المريبة... التي أغلب الأحداث تدور بداخلها... شخصٌ يسكُن رأسه نصف عقل... وفتاةٌ بعمر الزهرة تتعذب بسببه وبسبب جنونه... تحاول النجاة منه ومن حياتها الموحشة والمظلمة... ترى هل ستنجح بذلك؟ الأجابة مجهولة.