Chapter Number -7-

165 7 2
                                    








# قسوة.







بعد مرور أيام على آخر حادثة حصلت بين أبطالنا... تبدل كل شيء في غضون هذه الأيام ، تجددت زهراء وكأنها خرجت من يرقتها وأصبحت فراشة لامعة ، تحررت من الذكور وباتت شخصيتها قوية للغاية لا تُقهر... تقف في صف الحق وتمحق الباطل ، تطالب بحقوقها وتدافع عن نفسها ، وكل هذا يعود لزوجها الذي له فضلا كبيرا عليها مع جهلها بذلك ، الذي ما إن تزوجها لاحظ ضعف كيانها وشخصيتها بين الناس ، ولاحظ كذلك أنها ضحية الذكور تماما كوالدته ، غيّرها تماما وغدت فتاة أقوى ، الرياح لا تهزها ، تتسائلون مالذي حلّ ببطلنا مع شخصية زهراء الجديدة؟ لأخبركم... أخذت تعذبه ، لا تقسو عليه بل تعذبه!!! تُجهده ، تُتعبه ، يأتي مبكرا من عمله ولا ينام إلا ساعة واحدة ويصحى للعمل من جديد ، في أحد الليالي كان هيثم جالسا في مكتبه ويقوم بتوقيع عدة وثائق وأوراق ، ليتفاجئ بدخولها عليه بحلّتها الرائعة والمميزة ، بشعرها الطويل المسترسل الى ظهرها ، وبفستانها محط الأنظار ، أخذ ينظر إليها بتمرد واضح من عينيه وعقله الذي سافر الى عالم الخيال بسبب ما يراه الآن... أبعدت بيديها طاولة مكتبه الصغيرة ثم ألصقت قدمها على صدره تماما ، كانت ترتدي كعبا طويلا ذو خيوط يجب أن تُربط لكي تمسك قدمها ، فقالت له بنبرة طغت عليها النرجسية: " هيا... إربطها لدي موعد لا أريد أن أتأخر عنه. "

صمت ولم يقل شيئا ، بل إبتسم بهدوء ثم رمى القلم الذي كان يدور بين أصابعه نحو الأرض... ثم رفع يداه وفعل ما طالبته به ، وهو كان يبعث نظراته التي تملئها الحب لها وهي أدركت ذلك ، وكلما رأته ينظر لها بتلك الطريقة تغض بصرها لكيلا يصرخ قلبها أكثر ، بعدها أبعدت قدمها عنه ثم إقتربت منه وجذبت بطاقة الخروج الخاصة بالباب من جيبه ثم لاحظت حزامه ، إنه من أحد العلامات التجارية باهضة الثمن ، لتبتسم ببرود ثم تنزعه بعنف وتفتح أحد النوافذ لترميه فيسمعها تقول: " الفقراء الذين بالخارج هم بحاجة له أكثر منك. "

ثم رحلت من الغرفة بل من الشقة بأكملها ، ركبت إحدى سيارات الأجرة وإتجهت لموعدها الذي تزعمه كما قالت ، هذه مجرد ليلة من الليالي التي تعرض فيها هيثم لكمية من الإساءة والإهانة منها ، وما كان يفعله بها كانت تفعله به وأقوى أيضا ، كل أعمال المنزل كان يقوم بها عوضا عنها كما أنه بأمرها ، حتى ينتهي به المطاف تعبا على سريره ، بالأضافة الى أنها إتخذت نهجه وأسلوبه في الإهانة ، إذ أنها جعلته الوحيد الذي ينزع حذائيها ويُلبسهم إياها ، هو كان فقط يأمرها بنزعهم لا أن تُلبِسهم ، ولكن هي لا... دمجت الأمرين بأمر واحد وبات الوضع مهينا له كرجل ، لاحظته ولاحظت أنها جرحت رجولته فقالت وهو كان ينزع حذائيها: " أرأيت؟ هكذا كانت ردة فعلي... كنت تُهينني بفعلتك هذه ، كنت تجرحني... تؤلم كياني وتهاجم كبريائي وتدهس على كرامتي.. ولم يصدر مني صوت... تعذبت بصمت حتى دموعي منعتني من أن أخرجها ، هذا ما يحصل مع من يذلّون ويهينون أمثالك ، تذوق مما جعلتني أتذوقه. "

الغرفة [ 365 ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن