# غيرة
بعد مرور القليل من الزمن ، أصبحت الساعة الرابعة عصرا وهذا وقت مغادرة هيثم عمله ، أخذ أشياءه الخاصة وفتح مقبض باب مكتبه ومشى في طريقه ، أثناء ذلك سمع أحدهم يتحدث بشأنه ، وعندما إستدار لذلك الشخص وجده نفسه مساعده الذي طرده ، فتقدم إليه وتنصت على بعضا من أحاديثه وهو يُخاطب زميلا له في العمل قائلا بكل عصبية: " عديم التربية!! فقط لأنني حاولت إقناعه في صفقة الفرنسيون طردني!! الأحمق لا يدري أن بفعلته هذه سيجعل شركة خوسيه آدامز المعروفة تبقى في الحضيض وتُفلس ولا أحد يتعامل معها مجددا ، هو ليس مستقبل هذه الشركة بل سببا لدمارها الشامل ، ومن أجل ماذا؟ قطعة زجاج داخلها سائل لا قيمة له؟ من أجل عطر سخيف؟ حتى أسم عطره أسخف بكثير ، ماذا يعني Hz؟ بالله عليكم يا رفاق مالذي يرمز له ذلك الرمز السخيف؟. "
إستفز كلام المساعد هيثم كثيرا ، لدرجة أنه كوّر يداه وأشع منها الغضب العارم ، ليقترب من خلفه قائلا بصوت مسموع لجميع من في الردهة: " قيمته غالية بالنسبة لي يا عديم الأحساس ، لماذا سأخبرك أساسا؟ من تكون أنت؟ مجرد **** يبحث عن المأوى ، سأمر المساء وإن شممت رائحتك هنا فلن أكون المسؤول عما سأفعله. "
تركهم بعدها وغادر الشركة ، حتى ركب سيارته الخاصة وإتجه فورا الى فندقه الخاص ، ماهي إلا سويعات حتى وصل وقام بفتح الباب ، ما إن سمعته تلك الجميلة حتى تظاهرت بالنوم سريعا ولكن بالطبع لا يخفى شيئا عن ذو الأربع أعين ، أجل رآها وهي تُمثل ذلك ، ليبتسم بسخرية من فشلها في إخفاء نفسها عنه ليقترب منها بهدوء ويركن نفسه وسط السرير حتى تجلّى خلفها وهي تلقي بظهرها له فهمس بإذنها قائلا: " زهراء... أفيقي هيا ، أيعقل النوم في وقت الظهر؟ هيا إنهضي كوني نشيطة مثل الخيل. "
ثم تحرر بعدها من السرير وأبتعد عنه ليقول بصوت عال: " كنت أفكر... ما رأيك بأن نخرج معا للغداء في الخارج؟ كما أننا نُغير قليلا عن هذه الغرفة ، بدت كئيبة بالنسبة لي ، لا داعي لرأيك لأنك موافقة من الأساس ، هيا بنا لتتجهزي ولنذهب هيا هيا بسرعة لا أحب التأخر. "
ثم توجه نحو خزانتها وفتحها قائلا: " والبارحة جهزت لك لباسا أنيقا يليق بك عزيزتي ، هيا. "
بعدها إستدار ووجدها لم تتحرك من موضعها ، فضحك قليلا وإقترب منها حتى ينحني إليها قائلا: " زهرتي... أعلم أنك مستفيقة وتسمعينني أيضا ، لذا سأخبرك بشيء مهما للغاية ، أنهضي ألبسي تجهزي ولنذهب سويا ، لا أريد لما حصل في الليلة الماضية أن يتكرر لأنني أحبك وأحاول جاهدا أن لا أحزنك ولكنك في كل مرة لا تتركين لي خيار ، كوني عاقلة هذه المرة ولبّي طلبي. "
أنت تقرأ
الغرفة [ 365 ]
Romanceالغرفة ٣٦٥... الغرفة الغامضة... الغرفة المريبة... التي أغلب الأحداث تدور بداخلها... شخصٌ يسكُن رأسه نصف عقل... وفتاةٌ بعمر الزهرة تتعذب بسببه وبسبب جنونه... تحاول النجاة منه ومن حياتها الموحشة والمظلمة... ترى هل ستنجح بذلك؟ الأجابة مجهولة.