# النهاية.
بعد مرور عدة أيامٌ أخرى... بعد دفن ماركو... بعد حفر قبره بيديّ والده الذي خسر كل شيء في حياته... أبنائه ومكانته وحبّه ونفوذه وكل شيء... بات الآن مجرّد أسمٌ عاديّ ينطقه الجميع بلا حماس او سؤال... في غضون هذه الأيام لم يترك هيثم زوجته الجميلة لوحدها... بل إصطحبها لعدة أماكن كان يزورها مسبقا... أراها معالم بلاده الإيطالية ، وزاروا آثار البُندقية وروما وغيرها الكثير...
يوم الأحدْ... وسط مطعم صغير يطلّ على البحر في أحد زوايا إيطاليا الجميلة ، جلس هيثم برفقته محبوبته التي كانت في قمّة سعادتها... وصلت قوائم الطعام وباتوا يختارون شيئا ليتناولوه... ولكن جميلتنا لاحظت شرود زوجها وتعايُشه في عالم آخر غير عالمه... فمدّت يدها ليده حتى يهرب من شروده وينظر لها قائلا بشكل تلقائي: " لا أريد شيء.... ليست لي شهيّة. "
تعجّبت جميلتنا ولم تستطع منع ضَحِكتها: " ما خطبك؟ لم أتحدّث أساسا... "
فرَكَ عنقه بإنحراج ولأنه كُشف أمامها... فقالت بنبرة ناعمة وحنونة: " يبدو أنك كنت تعيش في عالم آخر... مابك يا هيثم؟ لستَ على طبيعتك الأيام الماضية ، هل حصل شيء لك؟ بالشركة.... لا أدري يعني مشكلة؟!. "
إبتسم بإصطناع قائلا: " لا كلا.... لم يحدث شيء صدقيني... ولكنّي أشعر بتشتُت... "
ضغطت على يده أكثر كمن تُعطيه من حنّيتها القليل من الجرعات لتقول: " ماذا حدث؟ أخبرني... أنظر أنا لن أسامحك إن خبّأت عليّ شيئٌ يجدر بي معرفتهُ. "
أرخى نظراته أرضا وصمت للحظة... ثم نظر إليها وحاول قدر المستطاع أن يتوازن في نبرته وصوته فقال: " زه... زهراء.... ماركو... لقد أعدموه وتوفي قبل عدة أيام. "
أجل بالطبع لاحظت نبرته المترنّحة... المهتزّة... المتألّمة رغم أن ماركو كان يكرهه ويحقد عليه من العدم ، ولكنّه من جهة أخرى شقيقهُ... أخيه الذي خرج من نفس الرحم الذي خرج هو منه... حتى لو كان بينهم الكثير من المشاكل... يبقى الأخ أخا وتبقى العِشرة عشرة... أجل يكره ماركو أخيه ويغار منه ولكن بالتأكيد لهم لحظاتٍ جميلة مع بعضهم البعض ، أما عن مشاعرها فكانت تصرخ وتتألم لحاله.... وضعت نفسها بنفس موقفهُ بالضبط... وتخيّلت ذلك على أختها... هو يشعر بأن أخيه الصغير يكُنّ له مشاعر كراهيه ، ماذا عن أخت زهراء؟ التي تُحبّها أكثر من نفسها؟ بالطبع صعب! حتى بالخيال صعب!! ، إرتفعت من مقعدها وإتجهت نحوه وقامت بإحتضانه بكلّ قوتها حتى قام بمبادلتها... فسمعها تُتمتم بهدوء قائلة: " أنا.... أنا آسفة يا عزيزي... آسفة لخسارتك. "
أنت تقرأ
الغرفة [ 365 ]
Romanceالغرفة ٣٦٥... الغرفة الغامضة... الغرفة المريبة... التي أغلب الأحداث تدور بداخلها... شخصٌ يسكُن رأسه نصف عقل... وفتاةٌ بعمر الزهرة تتعذب بسببه وبسبب جنونه... تحاول النجاة منه ومن حياتها الموحشة والمظلمة... ترى هل ستنجح بذلك؟ الأجابة مجهولة.