"رَجُل كَامورا"

1.2K 117 52
                                    


بيرثا

"زَوج من؟"

سألت بذهول وانا أحدق في أبي تارة وفي مراد الذي ينظر إليّ من أعلى إلى أسفل متعجباً من هيئتي المُذرية لوقوفي حافية القدمين تارة أخرى.

"أين كُنتِ بتلك الهيئة يا بيرثا.. لا أحب رؤية زوجتي غير مُهندمة بذلك الشكل"

قالها مراد وهو يبتسم في سخرية محاولاً إثارة استفزازي وضرب بسؤالي عرض الحائط .

"هل ظننت أنني زوجتك بالفعل.. هل جُننت؟"

أردفت بصوتٍ عالٍ في اللحظة التي هم أبي ليقف أمامي وآخذ بذراعي لنبتعد خطوتين عن مراد الذي قد لوُنَ وجهه من كلماتي.

"أبي ماذا تفعل بي! ماذا تفعل بإبنتك! هل تزوجني رغماً عني لرجل بعمرك؟ كل ذلك لأنني أطلب حريتي!"

أكملت بنبرة باكية وأنا أنظر لأبي بنظرة مترجية.

" هل حريتك هى الترنح كل ليلة بمنتصف الليالٍ؟"

"لن أتزوج بذلك الرجل مطلقاً!"

أنفجرت غضباً ف نظر إلينا مراد وعلقَ أبي عينيه على خاصتي في حنق شديد جعلني أشعر بالخوف وألعن نفسي بداخلي بأنني عدت إلى ذلك المنزل.

"ستصعدين الآن.. تُبدلين حالتك المذرية تلك وأراكِ هنا بعد عشرون دقيقة وإلا سوف أصعد بنفسي، ولن يُعجبك ذلك كثيراً"

قالها آمراً وهو يصك على فكيه مشيراً لي بأن أصعد إلى غرفتي.

صعدت الدرج مهرولة ورأيت أمي تقف أمام باب غُرفتها التي تمكث بجانب غرفتي، كانت تنظر إليّ وكأنها تُخبرني بأنها آسفة على ما يحدث، ولكني حدقت بها بعين ترقرق من الدموع ولم أنطق بحرف، ثم دخلت غرفتي وصفعت الباب خلفي.

"بيرثا"

جاء صوت ميرال من الخارِج يُصاحبه طرقات أصابعها على الباب، ولم أجيب فأكملت.

"عزيزتي إفتحِ لي رجاءًا"

"لا أريد التحدث يا ميرال، ولن أخرج من غرفتي حتى يرحل ذلك الرجل الذي بالأسفل"

"لن آتي لأرغمك على تلك الزيجة أو حتى لمحاولة إقناعك، ولكن إفتحِ حتى لا يسمعني أباكِ"

تحركت نحو الباب وقمت بفتحه وكانت ميرال تقف أمامه، فدفعت بجسدي نحو صَدرها وأجهشت في البكاء وبادلتني هى الأخرى.

لم أستطع الوقوف على قدماي ف أجلستني أرضاً بنفس الوضعية وهى تحتوي جسدي مُربتة على كَتفي في حنانٍ.

مضى عشر دقائق حينها خرجت ميرال من غُرفتي بعد تفكيري معها بأن أوافق على تلك الخِطبة حتى استطع الفرار من تحكمات أبي، واحاول التخلص من ذلك المدعى مراد لاحقاً.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

آحبَبتُه مُلثمًا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن