"تَسَاؤلات كَثيرة"

1.1K 102 34
                                    

الراوي

أفلتت بيرثا من بين ذراعيّ ذلك المُلثم وخرجت من منزله بدموعٍ راكضة نحو منزلها، فهى لا تعلم ماذا يجب عليها فعله.. هل تُخبر أباها بما حدث ولكنها تخشى آذية شقيقتها الوحيدة، أم تُكمل فيما يطلبه منها وتظهر أمام نفسها كخائنة أباها، الذي أصبح يُعاملها كالسجينة ولكن ذلك لا يُنفي كونه والدها.

دخلت إلى المنزل على أطراف أصابِعها حتى لا يشعر بها أحد، صعدت الدرج إلى غُرفتها ولكن جف الدم في عروقها عندما فتحت باب الغرفة.

"سحقاً يا إياس"

"مهلاً مهلاً إهدأي"

قالها إياس مُقهقهاً من إثر فزعة بيرثا عندما دلفت للغرفة ووجدته يجلس على مقعد مكتبها مُمسكاً كتابًا بيديه يقرأ فيه.

"كيف دخلت إلى هُنا؟"

"هل هى بأول مرة عزيزتي بيرثا!
إن والدتك تُحبني ف سمحت ليّ بالدخول"

"اسأل لأنه ممنوع عن سجناء النائب الزيارة
أترك.. الأهم، ماذا تفعل بذلك الوقت؟"

"أنتظرك.. وكنت أتسلى بكُتبك لحين عودتك
وأنا مَن يُفترض أن يسأل أينما كُنتِ بذلك الوقت"

"عِنده"

"مَن؟
الله يُخيب ظني ولا يكن مَن ببالي"

"هو الذي ببالُك"

"أجننتِ ماذا تفعلين بمُنتصفِ الليل عنده بمفردك!"

قفز إياس من فوق المقعد بإنفعال مُتجه نحو بيرثا التي تقف بثبات وتتكلم بكُل أريحية.

"وهل كان يوجد حل آخرٌ ليّ؟
إنه الوقت الوحيد الذي يخرج فيه أبي للعمل"

"لا لا.. سأجن منكِ"

كان يتجول بالغرفة أمامها ذهابًا وإيابًا في توتر واضعًا يديه فوق رأسه ثم أردف.

"إسمعي، سوف أذهب إلى ذلك الفتى"

"فتى!
هل هو نهب مني عُلبة بسكويت وسوف تذهب إليه لتصفعه؟"

"لا تسخرين..
سأذهب للتكلم معه ليس بإلا"

"إياس إنه شخص ليس بهين، ولا يُمكن أن تذهب إليه بمُفردك بتلك السهولة"

"حسناً لا أذهب بمفردي، سوف آتي معك المرة القادمة"

"يا الله..
أخبرني الأهم هل عرفت جديدًا عن ذلك الذي يُدعى رؤوف الهاشمي"

آحبَبتُه مُلثمًا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن