بيرثا
أستفِقتُ من نَومي لأجدني مُتكورة داخل نفسي، مُحتضِنة ذلك القناع الخاص به وكان مُبتلاً نسبياً بفعل الدموع التي قد إنهمرت من عَيني.
هل حقاً رفيد لا يُحبني! هل تقربه مني كل ذلك حتى ينتقم من أبي؟
إنني آحببته كثيراً، أحببت كل شيء به حتى تلك الندبة الموجوده أعلى حاجبه الأيسر التي كنت أراها كلما إقترب مني وأستنشقت رائحته."بيرثا أيُمكنني الدخول؟"
قاطعت حديثي مع نفسي ميرال التي طرقت باب الغرفة للتو، ما كنت أريدها لتدلف وتراني بتلك الحالة ولكني إن رفضت دخولها سوف تقلق بشأني، فسمحتُ لها بالدخول.
"لقد جلبتُ لكِ تلك الحلوى التي تُفضلـ..
مهلاً! ما بكِ يا بيرثا!"تعجبت ميرال عندما دلفت من الباب ورآتني أجلس على الفراش أضم رُكبتاي نحو صَدري وأحضتنهما بيداي الأثنين.
هرولت نحوي وأمسكت بوجهي وآخذت تُزيح بإصبعيها دموعي التي لبثت فوق وجنتاي.
"هل أتى أبي إليكِ عند خروجي؟
بالتأكيد قد لطمك مرةً أخرى يا عزيزتي أليس كذلك!"كانت تتسائل ميرال بصوتٍ مُرتعِش وحنون بنفس الوقت فلم تفشلُ بمرة أن تجعلني أزداد بالبكاء عندما تُحدثني بتلك النبرة الحنونة، فأرتمي بصدرها وأشرع بالصراخ.
"لا يا ميرال.. أبي لم يفعل شيئاً"
أجبتها بصعوبة وكأن لساني يعجز عن تكوين الكلمات كطفلٍ مازال يتعلم نطق الحروف لأول مرة.
"إذن ما أصابُكِ! هل ذلك المُلثم له يدٌ؟
حقاً سأذهب وألكمه بقدمي أسفل حِزامه"كانت تحاول ميرال جعلي أبتسم بأي شكلٍ ولكنها عندما ذكرته لم أجد نفسي سوى أرتمي بصدرها لأكتمل بُكائي الذي دام لساعاتٍ من قبل وأصرخ ببعض الكلمات.
"لقد أحببته كثيراً يا ميرال.. لما فعل ذلك معي"
"لتهدأي يا عزيزتي أستحلفُكِ بالله لا أقدر على رؤيتك في تلك الحالة..
إلتقطي أنفاسِك وأخبريني بما حدث..""ماذا يعني أن فتاة ظلت طيلة حياتها دائمة الشك فمن حولها، لا تثق حتى فيمن تراهم ولا تصدق الحب، بأنه قد يُخبئ لها القدر سقوطها بمصيدة هوى رجُل!، ولكن ليس بأي رجل، فإنها ستهوى رجل لم ترى وجهه! لم ترى سوى عيناه! تلك التي أودت بها فور رؤيتها..
ستهوى مُلثمًا..!"أكملتُ بتلك الكلمات لأول مرة بصوتٍ مُرتعِش وأنفاس مُتقطعة من كثرة البُكاء.
"بيرثا!"
أنت تقرأ
آحبَبتُه مُلثمًا.
Romansaعَيْناه الكاحلتان، ونظَراتُه الحادَّة الخاطِفة لِقَلب فَتَاة لا تُفكِّر بِالْحبّ .. أجبرتْني عَيناه على اَلهيامُ بِه، التِي لَم أرى سِواهَا وَأُقِر بِوقوعي بِبئْر حُبّه بِسببِها.