٢

7.2K 691 173
                                    

"فينيكس استيقظي!" صرخة داركوس جعلتني أفتح عيني وأصرخ بذُعر… كنت ألهث بالفعل بينما هو جالس بجانبي في الظلام، نهضت بجلوس ووضعت يدي على رأسي لأهمس "ماذا حدث"

"أنتِ تبكين…" قال ورفع إصبعه باِتجاه وجهي، لقد تواجدت في هذا البيت لثلاث أيام وكانت هذه أول مرة يتحدث فيها داركوس بهدوء معي، مسحت دموعي بعنف "أنا لا أبكي… هذا عرق مثل أي شخص يراوده كابوس… رجاء أخرج من غرفتي"

"مَن هو دان؟" سؤاله صدمني وجعل عيني تتسعان.

"لقد كنتِ تصرخين بإسمه وتبكين…"

"داركوس توقف! المرء يقول صباح الخير أو يجلب الماء، إنه فقط كابوس"

عقد حاجبيه بغضب "أنتِ تكذبين… أنتِ دائماً تكذبين" كان صوته عالٍ ليخرج من غرفتي ويغلق الباب بعنف.

دلّكت رأسي وتنهدت بقوة، لماذا يتدخل هذا البغيض في كوابيسي الآن…

بعد القيام بالمهمات الصباحية، جلست على مائدة الإفطار معهم، من المدهش كيف أن مدبر المنزل يعد وجبات متكاملة ولكن الأحمق هذا لا يأكله أبداً، داركوس يبدو هادئ اليوم ولا ينظر إليّ بلؤم.

بعدما ساعدت السيد بانشي بإعداد السمك للعشاء كما وعدته منذ ثلاثة أيام، داركوس كان يأكل بشراهة عكس هذا الصباح، أخبرني بانشي أنه مضطر على ترك المنزل لبعض الوقت، سوف يرجع بعد ساعة على الأقل، كان يهمس لي أمام الباب بأن أعتني بالمنزل في غيابه لأنه لا يثق بجنون داركوس.

أُغلِق الباب الآن علي في بيت هذا الرجل… ماذا يمكن للمرء أن يفعل حتى يرفع معنويات شخص مكتئب؟ ربما يحاول التحدث إليه ومعرفة الأشياء التي يحبها…

مررت بجوار غرفته، المكان هادئ جداً، طرقت الباب لكنه لم يفتح، كان مُقفلاً على نفسه ولا يستجيب، تنهدت وقلت بصوت مسموع "سأكون في غرفة المعيشة أشاهد فيلم! يمكنك الإنضمام إلي متى ما شئت"

تركته وشأنه وجلست هناك، ليس لدي صبر، الفيلم ممل، قصة ليس لها نهاية ولا يهمني معرفة نهايتها… بعد عشر دقائق من المشاهدة أرخيت رأسي على الأريكة بكسل وغفوت فقط.

"فينيكس فينيكس أين أنتِ! ساعديني!"

داركوس كان يصرخ بقوة وصوته يصدح في أنحاء البيت، ققزت من مكاني بفزع وركضت باِتجاه صوته، شاهدت دماء كثيرة على الأرض، كان يقف في مقدمة الدرج ويضغط على معصمه بقوة والدماء تقطِّر منه على الأرض.

أصابني الهلع وبدأ قلبي بالخفقان، داركوس كان يتنفس بسرعة ويحدّق بي فقط، حاولت الحِفاظ على أعصابي وركضت إلى غرفتي باحثة عن الهاتف، هو بدأ يصرخ مجدداً "لا! لا تتركيني!!"

أمسكت هاتفي وسرعانما أضأت الشاشة انطفأ من جديد بسبب نفاد بطاريته، داركوس ظهر خلفي فجأة وسحب كتفي "لا! لا تتصلي بأحد"

|| النخبة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن