٨

6K 599 148
                                    

المكان كان مزدحم جداً في مركز المدينة، أغلب الناس يرتدون كمامات ويحملون حقائب التسوق خاصتهم، من بينهم جميعاً كانت فينيكس واقفة أمام نافورة في الشارع، تضع كمامتها وتراسل غرايدي موبخة إياه بسبب تأخره.

"أنا هنا!" سمعت صياحه من مكان قريب، كان يحمل في يده كوبان كبيران من الشاي المثلّج مع فقّاعات بطعم الفراولة.

"أعرف أني تأخرت لكن هذا الشاي يستحق العناء، تفضلي" سلم لها الكوب لتتفوه "لا عليك أبداً! شكراً على المشروب، أنت مازلت تحب الشاي كما في السابق"

"وما أدراكِ، الشاي هو زوجتي المستقبلية"

استمرا بالسير بعض الوقت وكانت فين تتلقى مكالمات كثيرة ولكن هاتفها في وضع الصامت.

صعدا الحافلة لعشر دقائق حتى أوصلتهم لمدينة الملاهي.

حدّقت فين بلعبة القطار الضخمة لتبتسم بشرّ ما جعل غرايدي يقول بخوف "وأنتِ مازلتِ تحبين الأشياء المرعبة، إسمعي ستكون فكرة جيدة إذا ذهبت للحمام قبل البدء باللعب معكِ"

كتمت ضحكتها وربتت على كتفه "لا تقلق أعدك أنك سترجع سالم للبيت، سوف أنتظرك هنا"

رحل غراي إلى الحمام، كان يغسل يديه عندما شعر بدخول شخص ما، كان يستطيع رؤية الباب مفتوح من انعكاس المرآة ولكن لا يوجد أحد.

استدار لتفزعه رؤية رجل ذو كمامة بيضاء سميكة يقف خلفه، ركض مذعوراً للخارج حيث فينيكس تنتظره ليمسك ذراعها بينما يلهث ويشير باِتجاه الحمام "كان رجل! ليس له انعكاس! رجل ذو كمامة بيضاء"

"غراي ما الذي يحصل لك" قالت باِستغراب ووضعت يدها على كتفه، راقبت مدخل الحمام لثوانٍ لتستطرد "ولكن لا يوجد أحد"

اعتدل غراي بوقفته ليضع يده على صدره آخذاً أنفاسه "لا أعرف، لقد أخافني"

"حسناً بما أنه لم يعد موجود إنسى أمره واستمتع بوقتك! هيا دعنا ندخل القطار، أريد الجلوس في المقاعد الأولى"

"التواجد معكِ مرعب أكثر" صاح غرايدي بدرامية مصطنعة ما جعل فين تضحك بشرّ وتسحبه من يده معها.

صعدوا في المقدمة وانطلق القطار في منحنيات وتعرجات ليعلو صياح الراكبين، الخوف يجعلها تنسى مشاكلها الحالية، كان يوم مذهل بالنسبة لها…

***★**_Heyv_**★***

داركوس عاد للبيت وقرر التوقف عن مراقبتهما، بانشي كان يحدق به بلوم شديد، تأفف وارتمى على الأريكة ليخلع كمامته ويحدق بالسقف بشرود.

وقف ذو البدلة السوداء أمامه قائلاً "أين كنت؟ دعني أخمّن_" قاطعه بنبرة باردة "كنت أراقب فينيكس"

"يمكنك مراقبتها ولمَ لا، ولكن ماذا ستقول لها إذا عرفت؟"

"لا يهمني…" أرخى رأسه على الأريكة من جديد ليتابع "لقد اختفت رائحة الدماء منها… اعتقدت أن الأمر سيطول إلى أسبوع أو شيء كهذا"

|| النخبة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن