١٢

5.6K 631 94
                                    

فين كانت تضع نظاراتها السوداء مستلقية تحت الشمس في الحديقة وداركوس بجانبها متمدد تحت المِظلّة.

"أنتِ لن تستفيدي من الشمس وأنتِ تغطين جلدك من الأعلى للأسفل" قال وهو ينظر في سقف مظلته.

لتجيب هي "ماذا تقصد؟ أنا ضد التعرّي"

"لا أقصد التعرّي يا ذات الأفكار المنحرفة، أقصد إرفعي أكمامك، يجب أن تكشفي بعض من جلدك للشمس إذا أردتِ تغذية نفسك"

"اوه، لقد نسيت هذه المعلومة" قالت لترفع أكمام سترتها وتعاود الإسترخاء في كرسيّها القماشي.

"داركي… مَن سيذهب معي إلى الحفلة غداً بالضبط" قاطعت فين الهدوء ليحادثها "لست أدري، التذاكر ملك لكِ، تصرفي بها"

قلبت رأسها باِتجاهه "داركي، هل تذهب معي؟"

عقد حاجبيه وأدار رأسه نحوها "لا أستطيع، أنسيتِ أني أكره التجمعات والناس، كُره من النظرة الأولى! وأني لا أحب هذا النوع من الموسيقى"

قوست شفاهها "اوه بربك يا داركوس! إن لم ترافقني فلن أذهب"

تأفف بملل "حسناً سأذهب"

"رائع! شكراً لك يا صاحبي" أدارت رأسها باِتجاه السماء لتتابع كلامها "غرايدي سيأتي أيضاً"

زمجر بها باِنزعاج "فينيكس!"

هربت ضحكة من بين شفتيها لتقول "ماذا! هل تريد أن أخرج وحدي في الوقت الذي يطاردني به شخص مجنون"

طقطق بلسانه وتمتم "أنتِ هي المجنونة"

"لا بأس يا داركي، فأنت وعدتني أن تحميني أليس كذلك"

"سأفعل فين، لن أخذلك"

في أوقات كهذه عندما يعاملها داركوس بلطف هكذا تشعر بفراشات في معدتها، فينيكس سريعة الذوبان بسبب المعاملة السيئة التي مرت خلالها، فأي فعل لطيف تحسبه شيء عظيم.

أحياناً تفكر بسؤاله عن قصة تلك التوابيت لكنها لا تجرؤ، تخاف من رد فعله، ماذا لو كرهها عندما يعرف أنها وضعت يديها وعينيها على أشياء لا تخصها، هي تريد فقط أن تستمرّ هذه اللحظات اللذيذة بينهما.

في مكان بعيد عن هذه المدينة، المريض المشهور دان كان يخفي وجهه بالكمامة بسبب الصحافة ويتجول في الشارع وحده بدون حراس، كان لديه اتصال وارد، رفع هاتفه بملل ظناً منه أنه والده ولكن كان شخص آخر.

وافق على المكالمة وأجابه "أخبرتك لا تتصل بي إلا عندما_"

قاطعه الطرف الآخر "لقد وجدناها"

توقف دان عن السير بعيون متسعة "ماذا!"

"لقد وجدنا الآنسة فينيكس… إنها في منزل الإبن الأصغر لعائلة بليد"

بعد هذه المكالمة، دان جهز نفسه جيداً وجعل السائق يقود إلى ذلك العنوان الذي أُرسِل له، كان يملك مواد منومة في جيبه في حال حاربته فينيكس، كان متشوق لإيذائها ومعاقبتها على الهرب منه. وهذه المرة لن تهرب منه أبداً.

|| النخبة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن