٥

6.3K 631 93
                                    

إنه وقت الغداء، كان بانشي يضع الأطباق على الطاولة لاحظت فين نظرات داركوس الكريهة له.

استطرد بانشي "آسف على التأخير، لقد أُفسِد الطعام واضطررت على إعداد غيره بسرعة" كان يرمق داركوس بنظرات غريبة.

تنهدت فين "لا بأس لا داعي للإعتذار يا بانشي، شكراً على الوجبة"

تناولت طبقها واضعة تركيزها على ما حولها، كانت تراقب الجميع بطرف عينها، هناك شيء غريب بين بانشي وداركوس الآن، الشاب هذا يبدو غاضِب بقوة ويضع ملاعق فارغة في فمه، لماذا يدّعي أنه يأكل؟

تنهدت فين وتركت ملعقتها "شكراً على الوجبة، أنا سأنهض"

"أنا أيضاً" قال داركوس وسارع إلى غرفته، أشارت فين إليه كأنها تسأل بانشي ما خطبه، لكنه اكتفى برفع كتفيه دليل على عدم معرفته، قررت تركه وشأنه لبعض الوقت، لكنه لم يصدر أي صوت أو يخرج من غرفته منذ ساعتين، ما جعلها في النهاية تتجه إليه.

طرقت على بابه، لكنه لم يستجِب لهذا فتحت الباب ببطء، كانت تستطيع رؤيته يحاول تشغيل التلفاز خلال الظلام، اِلتفت إليها قائلاً "ماذا الآن؟"

"هل أنت مستاء يا داركي؟"

"لا"

خطَت داخل الغرفة لتصرّح "إسمع، هل ترغب بقضاء وقت ممتع؟"

"رفع كتفيه بلا مبالاة لتبتسم هي وتستطرد "إجلب مفاتيح السيارة، سوف أجهّز نفسي"

داركوس لم يعرف بعد إلى أين يذهبون، كان يقود السيارة بينما هي تدله على الطريق، في النهاية وجد نفسه أمام ناطحة سحاب، فين أمسكت ساعِده وأخذته بالقوة إلى المِصعَد الكهربائي وأوصلته إلى السطح.

هناك يستطيع رؤية كل المنازل ذات المصابيح المضيئة والبريق، السيارات الضئيلة التي تمشي في القاع، جلس على الحافة ولاحظت فين أن خطتها نجحت وأنه انجرف مع منظر المدينة، كانت تفرك ذراعيها بيديها بسبب الرياح الشديدة في هذا الإرتفاع.

جلست بجانبه لتستطرد "ما رأيك؟"

"إنه ممتاز" قال بشرود، فين أرجعت أنظارها إلى الأفق وقررت ألا تقاطعه مهما كان يفعل أو يفكر الآن، لكنه سألها "فين... ماذا تفعلين عندما تقعين في مصيبة"

همهمت كما لو أنها تسخر من نفسها "في العادة، أنا شخصياً لا أحلّ مشاكلي، بل أهرب منها"

تنهد باِستياء "ماذا لو كنتِ لا تستطيعين الهرب؟"

"صدقني يا داركي... أستطيع الهرب دائماً"

كان فيه شيء غريب أكثر من ذي قبل، لاحظت فين بعد وقت قصير أنه يحدّق بها هي وليس المدينة، بادلته النظرات وحركت رأسها كسؤال.

استطرد داركوس "ماذا عن الآن؟ هل أنتِ هاربة من مشكلة الآن؟"

لم تستطع تخبئة تفاجؤها من هذا السؤال "ما الذي جعلك تعتقد أني هاربة الآن؟"

|| النخبة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن