١٥

5.8K 616 96
                                    

أقفلت باب الغرفة وجلست مكانها حتى تشاهد الفيديو الذي سجلته، رفعت إضاءة الشاشة ووضعت سماعاتها وراقبت بكل تركيز ذلك المقطع، في البداية ظهر بانشي بشكل طبيعي وبعد ذلك داركوس لم يظهر، كان صوته واضح لكن مجسّمه غير مرئي تماماً.

"هذا مستحيل" تمتمت وفركت عينيها جيداً لتعاود مشاهدة المقطع، لكن داركوس ليس موجود فيه، كان ظِلّه واضح على السجادة ولكن هو شخصياً لم يظهر نهائياً.

داركوس مصاص دماء، لكنه ليس شخص سيء… هي فقط ترى صورة بشعة له في ذاكرتها، صورة واحدة، يجب أن تنفي شكوكها، يجب أن تبحث أكثر، كانت ذكرياتها تتشوش أكثر من ذي قبل وتدفعها للشك بقدرتها على التفريق بين الواقع والخيال.

خرجت من غرفتها، كان الممر فارغ حيث أن بانشي رحل إلى المطبخ وداركوس مايزال في غرفة المعيشة، دخلت غرفة داركوس وهي تضيء طريقها بمصباح هاتفها، كانت شاشة لعبته مشوشة وتُظهِر خطوط خضراء، كما قال بانشي لقد أتلفها.

حسب الأشياء التي قرأتها في ذلك الموقع، مصاصي الدماء يملكون توابيت.
رفعت ملاءة سريره الطويلة وشاهدت ذلك التابوت وتلك الكتابة باللغة الإنجليزية عليه فأصاب هذا المشهد سهم في ذاكرتها، لقد رأت هذا من قبل…

سحبت التابوت بحذر وكان ذلك سهل مع انزلاقه فوق السجادة الملساء، فتحت الغطاء بحذر وصعوبة وعثرت فيه على دُمية القط التي اشترته له، ذلك السوار الملوث بالدماء أيضاً كان هنا بالإضافة إلى ملفّ ورقيّ.

فتحت الملف وأدركت أنه نسخة العقد الأصلية. حيث وقعت الكثير من الأوراق لتكون صديقة لداركوس وفي المقابل تعيش معهم ويقدمون لها الحماية. كان هذا منذ زمن.

كان فيه شيء مختلف، النسخة التي تملكها هي تحوي أوراق أقلّ، قلبت بين الصفحات وعثرت على ورقة إضافية، توقيعها موجود عليها، هي لا تتذكر أنها وقعت ورقة لها شكل كهذا.

قرأت المكتوب جيداً، وكانت تلك الورقة تقول، أن فينيكس بعد فترة من بقائها في بيتهم ستكون ضحية لأجل داركوس، عند تحوله لمصاص دماء كامل ستعطيه كل دمائها بكامل موافقتها وستدفن جثتها في حديقة البيت.

كل هذا الكلام أرسل أمواج من الرعب في نفسها، أرجعت كل شيء في مكانه محتفظة بآخر بند من العقد واتجهت إلى غرفتها، أقفلت الباب وقرأت ذلك البند مرات عديدة، ماتزال لا تصدق عينيها.

الأحداث بدأت ترتبط ببعضها، هذا البيت معزول عن نظر أي بشر حتى يأخذ مصاص الدماء حريته، بانشي كان يقدم لها الوجبات المتكاملة لأجل دمائها، كان يغذيها بشكل جيد تماماً كما يفعل مربي الدجاج قبل الذبح.

كانت تلك الأفكار تكسر قلبها وتجعلها تكره نفسها، لقد كانت غبية جداً ولم تكتشف الأمر إلا بعد فوات الأوان…

|| النخبة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن