١٣

5.5K 619 66
                                    

ارتدت فين بنطال جيز ممزق الركبتين وقميص أحمر ذو مكعبات سوداء ولطّخت عينيها بالكحل حتى تحصل على هالة مستمعي الروك.

كانت تعرف أن داركوس سيرتدي سُترة كالعادة ولن يأبه لموضوع الحفلة لذا ذهبت تتفقد الوضع لتعثر عليه يلعب ألعاب الفيديو، ضربت الباب بيدها بقوة وصاحت "إنهض من مكانك أنت ستسبب لنا التأخير"

"فقط دعيني أنهي هذه المهمة!"

تأففت فين باِنزعاج لتسحب جهاز التحكم من يده وتكمل المهمة التي يعجز عن إنجازها وتطفئ الشاشة. طقطق بلسانه بملل "الآن ليس لدي شيء أتهرب به"

"توقف عن العبث! ربما يكون غرايدي قد وصل الآن"
اقتنع داركوس في النهاية أن عليهم الوصول قبل باقي الناس حتى لا يضيع غرايدي ولا يقفوا في الصف الأخير من الحضور.

داركوس وصل هناك وبدأت أسوأ كوابيسه تتحقق، مئات البشر هنا يقفزون ويحملون أشياء تضيء في الظلام والمسرح المليء بالمؤثرات البصرية والدخان، غرايدي وفين يصيحون مع الجميع والموسيقى تكاد تثقب طبلة أذنه وقلبه معاً وتلك الفرقة الغريبة على المسرح والمُغنّي الرئيسي يكاد يمزق حباله الصوتية من الصراخ.

غرايدي كان يحشر آلة التصوير في كل مكان ويسجل الحفلة والصراخ كله.
داركوس جعل أصابعه في أذنيه وصرخ بقوة "سأذهب للحمام" لكنه رحل ولم يرجع إلا بعدما توقف المُغنّي وذهب ليأخذ استراحة قصيرة مع فرقته، فين كانت تحدق به بنظرات سامة وغرايدي يحدق بالصور التي التقطها بحماس مفرط.

كان داركوس يضع قبّعة سترته وكمامته أيضاً، كانت رائحة كل هؤلاء البشر سيئة جداً، تلك ثاني أسوأ لحظة في حياته لكن رغم ذلك بقي مع فين حتى لا تقتله بعد الحفلة.

انتهى ذلك الكابوس ورحل كل منهم في طريقه، فينيكس كانت منهكة بسبب كل ذلك القفز والصراخ لكنها التقطت ما يقارب المئة صورة وحصلت على توقيع المُغني المفضل لديها.

وصلت البيت ونظفت بقايا الكحل واستبدلت ثيابها لتستعد للنوم، سرعانما وضعت رأسها على الوسادة غرايدي اتصل بها، تأففت باِنزعاج لتجيب "ماذا!؟"

كان غرايدي مرعوب بلا سبب "فين هناك شيء يجب أن تشاهديه"

"غراي أرجوك أنا حقاً متعبة وأريد النوم"

"لا! إسمعي، داكوس لم يظهر أبداً في الصور، أقسم لكِ لقد تعمدت تصويره ولكنه غير موجود في الصور نهائياً"

طقطقت فين بلسانها "غراي توقف، هو لا يحب أن يتم تصويره وربما هرب من إطار رؤية الكميرا لذا لا تفزع لهذه الدرجة"

"فين لماذا لا تصدقيني، لدي فيديو يظهر فيه صوته بوضوح ولكن صورته غير موجودة! حاولي التقاط صورة له وستفهمين! إستمعي لي إني لا أكذب أو أتخيل صدقيني"

|| النخبة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن