الفصل التاسع

52 1 0
                                    

أقف بين الخضوع التام والأعتراف بـأنني هزمت في معركتي ضد الحياة، وبين خيارين الجلوس ومشاهدة حياتي وهي تنهار في هدوء تام وبين النهوض من مكاني وأنقاذ ما يمكن أنقاذه ، لم يكن الأنهيار الأول لكن كان الأنهيار الأعظم الأكثر تعري وشتان ما بين أن تتألم وتتعرى، هذة القرارات التي ترضي قلبي كلها تعاقبني أشد عقاب والقرارات المنطقية العقلانية لن تؤدي الا لهلاك روحي ، أقصد ما تبقى منها، المسألة واضحة " نستمر أم نرحل وللأبد "، أنتَ لا تفهم معنى أن يتبرأ شخص من نفسه ، يقرر الرحيل عنها ومنها ويعود اليها باكيًا ، انا في المنتصف بين نفسي ونفسي وحين أقول أنا أحارب وحدي ، فـ أنا لست بـ كاذبة ، انا حقًا أخوض صراع ضد نفسي، أحاول كسب رضائها وفي لحظة أنقلب عليها وأجلدها ..
أنا لست في مكان واحد  ولا يمكنك أن تفهمني .. انا في اللا شيء في المنتصف الفارغ !! "

┈┉┅━━🎞️🎞️━━━‏━━━┅┉

لاحت نظرة متعبة داخل مقلتيه، كان يقف بالشرفة يدخن سجارته في صمت مرعب ..لا طاقه له للكلام ولو كان هناك ما هو أهدأ من الصمت لفعل.. تلاعبت الرياح بخصلات شعره الأَدعَج مثلما تلاعبت الأيام بعقله فأفقدته صوابه..
عقاربّ الساعة تدور بشكل دائري بطريقة بطيئةِ جداُ ، حيث عندما تمر دقيقة واحدة فقط تشعر كأنها الدهر بأكمله قد مر أمام عينهًا ، الساعة لا تزال تسير بشكل بطيء مرهق لِـ قلبهِا النابض و عينان مراهقتان   والخوف لا يزال يتسلل إليهِا ببطء شديد يجعلهاِ يشعر بأنهاُ وسط الجحيم..

الصمت بينهما كان تقيلا.. إقتربة ساندرا منه دون ذرة خوف واحدة تردعها عما هي مُقبلة عليه، ثم نظرت إليه مرة أخرى حين كان تحاول إمساكه إلا أن نظراته قيدت حركتها.."لا تقتربي مني " بدا صوته غريبًا عنها، بدا لو كان صوت شخص أخر غير جونغكوك كل ما ترى داخل سوداويتيه مجرد فراغ...ذلك الفراغ الذي لا  ينتهي لأنه  أعمق بكثير من أن يزول..كان يكره ذلك الشعور الذي يسيطر عليه في تلك اللحضة..الغرق الكلي، حلقة مفقودة شيءٌ ما يشدهَُّ إلى الماضي،  الشكٍّ والحيْرَة، يشعر وكأنه يحمل جبالاً على كتفه كيف لها واللعنة أن تكون عذراء..
عاد شريط الذكريات للعمل تلك الليلة عاد بكل ألمها لتحبسنه في قمقمه الضيق ، فلا مجال معه للحركة..كان يشعر بالإختناق رغم وقوفه في الشرفة وكأن وجودها يحبس عنه الهواء
سحق تلك السجارة تحت قدميه وهيا فقط تراقب تحركاته ،أرتدي ملابسه وخرج دون أن يلتفت إليها ..

اخدت  تتقلب على سريرها دون فائدة حتى بدا الصباح بنوره..

             _★_★_★_★_

لم يكُن قاسياً شعورها بالغُربـه ، لم يكُن قاسياً شعورها بالوحده ، ولكن كان قاسياً جداً عليها أن تُصبح لهآ أوجُهه مُتعدده.. أكثر الصفات التي تؤلمُها أصبحٓت تٓتقمصها بِجداره،كيف أستطاعت أن تُمثل بتلك الطريقة..

كان ستيڤان يقف بسيارته
امام البحر..وبجانبه ساندرا ..كان كل واحد منا متقوقعة في عالمه الخاص، هي تنظر أمامها الى نقطة وهمية دون أن ترف أهدابها الجميلة ، وهو ينظر عبر النافدة إلى الٳنفعالات التي تحدث خارجا نعم الكل منفعل متفاعل مع اللاحياة التي تآلفوا واندمجوا معها  يتأمل بعضهم فينفلت منه البعض الآخر، كنت في كل مرة ينظر إليها و هي شاردة تضع راسها على نافذة السيارة، يشفق عليها أكثر من ذي قبل، يحزننه الوضع الذي  تكون عليه..تلك العلامات الأرجوانية  التي تملئ رقبتها عبثاً حاولت إخفاؤها..يدها محمرة وكأن الدم عصر بهما..

الرقَص عَلىٰ أَوتَار الجَحِيم / J. JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن