الفصل السادس و الثلاثون ترويض الفهد ج٢

39.6K 884 35
                                    

المرء يعرف دوما اللحظة التي يُغرم فيها .
إيليف شفق .
~~~~~~~~~~~~~~

الانسان دائما ما يظن انه قد وقع بالحب و لكن حقيقة الامر اننا يمكن ان نحب اكثر من مره و لكننا لا نقع بالغرام الا مرة واحده فقط بالعمر لتكون هي الناهيه و الخاتمه التي لا نستطيع بعدها ان نرى غير من عشقنا .

لا رجال و لا نساء العالم قد تحرك شعرة من ذلك العاشق ، فلا مال و لا جاه قادر على تحريف مسار عشقه ذلك و تصبح بعدها الامور ضبابيه اكثر حتى تتضح الرؤيه و يبادله الطرف الاخر العشق ذاته
و لكن اصعب الامور عندما تعشق و تبادل بحب او تعود او ربما امتلاك .

هذا ما شعرت به رغم تأكدها من مشاعره و لكن الا تبنى العلاقات على التصرفات و الافعال لا الاقوال فقط !

وجدته ينظر لها بتجهم و شرد لحظات و ما كان الا تذكره تلك المكالمه الهاتفيه السريعه لطبيبه النفسي للاخذ بمشورته فقد هاتفه فور خروجه من منزله فرد عليه الاخر فورا بعد ان استمع له و لما حدث من وجهه نظره و لكن تلك المره لم يغفل فارس عن اخباره باحكام و رؤيا من حوله للموضوع معللا لربما رؤيته هو خاطئه فرد جابر متعجبا : يعني جنابك خايف يكون وجهه نظرك غلط ؟

رد بحيره : ممكن ، لان لاول مره داده حنان و مازن مش بس يغلطوني لأ و كمان يكون رأيهم واحد و دول اكتر اتنين عمرهم ما غلطوني في حاجه يبقى اكيد في حاجه غلط .

رد الطبيب ببسمه سعيده فخرج صوته سعيد بدوره : انا فرحان انك وصلت للمرحله دي مش بس الاعتراف بمرضك و جريك ورا انك تتعالج ، ده الانا اللي عندك خفت خالص و بقيت مصدق من جواك انك ممكن تغلط .

رد بضيق : ما انا بشر يا دكتور .
ضحك جابر ملئ فمه و رد ساخرا : يعني مش فهد ؟
اجاب بصرامه : فهد برده بس بشر و ممكن اغلط .

تنهد الطبيب فيبدو انه لن يتخلص مطلقا من غروره و لكن ما وصل اليه حتى الآن مشجع و يدفع للتفاؤل فقال له بتروي : بص يا فارس باشا المدام بتاعتك زي ما قولتلك قبل كده عندها صدمه كبيره و مش ممكن تتحل بسهوله و بجلستين ، و حتى لو باينه قدامك طبيعيه اغلب الوقت فجرب تدخل دماغها و انت هتلاقي متاهات ممكن توديك ورا الشمس و الصح اننا نتعامل معاها بحذر لانها ممكن تنفجر باى لحظه .

ضحك فارس فتلك هي المره الثالثه التي يستمع فيها لانفجارها الوشيك و استمع لطبيبه يوضح : قولتلك قبل كده انها محتاجه تحس بالامان و انها اهم حاجه في حياتك...
قاطعه قائلا : منا بعمل ده .

رد مفسرا : و بتيجي بعدها تعمل حاجه تفقدها ثقتها بيك و بنفسها ، عشان كده زود على احساس الحب و الامان اللي انت المفروض توفرهولها، احساس الندم و التمسك بيها و الخوف من فقدانها لانها اكيد حاسه ان دورها في حياتك ملوش تأثير .

تاه و هتف بحيره : يعني اتعامل معاها ازاي ؟
قال جابر : سيبها تطلع اللي جواها يمكن تهدى و بعدها اتأسف ، عادي جدا مش هينقص منك حته لو اعتذرت .

أحببت طريدتي وترويض الفهد (الجزئين بعد التعديل) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن