2. يا له من وقح.

157 7 3
                                    

(تجاهلوا الاخطاء الاملائيه)
.
مشاعر ممزوجة من الحزن و الغضب، من القلق و الخوف، كانت عاجزة عن الكلام، تفكر بعمق في غرفتها عن هذا التغيير الذي سيسلب منها حريتها، هل كانت تتوقع بانها لن تعيش قصة حب و تتزوج الشخص الذي تحبه كما في ادوارها في المسلسلات؟ لا اظن ذلك.
اتفق الثنائي على ان يلتقيا الليله، فسيعود نورمان من السفر و هو يريد ان يجلس مع ايما للمناقشه عن امور مستقبلهم، شيء لا بد من ان يحدث بالطبع فهما لا يعرفان عن بعضهما الكثير بعد استقلال نورمان و بدء مسار نجاحاته في سنه السابعة عشر؛ حيث انهما لا يتذكران عن بعضهما سوى الكره و البغض الذي كانا يحملانه تجاه بعضهما البعض و الشجارات العديده التي لطالما كانت سببا في عدم وجود المحبه الكافيه التي تربطهما.
نظرت الى انعكاسها في المرآة، عيونها الواسعة التي هي مزيج من اللون المرجاني و حجر الزمرد، يغطيها جفن تنسحب منه العديد من الرموش الطويله المتفرقه الكثيرة. بدأت قطرات من الدموع تنهمر من عينيها الزمرديتين.
مسحت الدموع التي كانت على وجنتيها كما لو انها حبات الماس متناثرة على خديها الورديين، تشجعت و نظرت الى نفسها بحزم. "من الطبيعي ان تشعري بهذا يا ايما، فانت على وشك الزواج من شخص لا تحبينه، لكنه اختيار والدتك و حفاظا علي من استغلال الرجال لشهرتي و مالي؛ فهذا يريح عائلتي الاثنتين و يريحني ايضا، نورمان ليس بالشخص السيء فهو معروف بكرمه و طيبته." و اضافت "و معروف ببروده ايضا لكن هذا الشيء لا يهم ففالنهايه انا لا انوي كسب قلبه فكل ما ابتغيه كسب الاحترام طيلة حياتنا، فالحب لا يدوم، يذهب دائما و يبقى الاحترام المتبادل. تشجعي! تشجعي! انت قوية!. "

لم يرد الاثنان اقامه حفله خطبه، فقد كانت الحفلة في المنزل و لم يحضرها نورمان؛ كان في سفرة عمل فحضر المراسم عن طريق مكالمة فيديو الى ان انتهت مراسم الخطبه الاساسيه، الغير مكتمله فالواقع؛ لانه لم يكن متواجد بالاساس.
وصلت الى موعدها الاول معه، بعد مجيئه من السفر، و اخيرا سيكون بامكانها مقابلة خطيبها، لكن المفاجأة لم تكن هنا؛ فهي لم تجده في المقهى الذي اتفقا عليه سلفا. ظنت انها قد تكون وصلت مبكرا مع ان الموعد مضى على وقته ربع ساعة فهي ظنت انها متأخرة.
جلست على احد الطاولات و وضعت حقيبتها عليها، ثم نظرت من حولها الى المقهى؛ انه من احد المقاهي العديده التي اسسها نورمان، همست في دهشه " انا حقا لم اكن اعلم نجاحاته هذه من قبل مع اني كنت اسكن معهم" قاطعها نادل و هو يسألها "مرحبا انستي، هل هناك شيء يمكنني ان اساعدك به؟" ابتسمت ايما له و قالت "لا، انني انتضر حضور شخص معين" ذهب النادل و بدأت تشرد بافكارها.
مرت ساعتان و هو لم يأتي، احست ايما بالغضب لانها شعرت بانه يتم خداعها، نهضت و سحبت حقيبتها للخروج من المقهى لكنها توقفت عندما رأت رجلا طويل القامه يقارب طوله المتر و الثمانين، شعره الاشقر البلاتيني و عيناه الكرستاليتين، كانت تكسوه بدلة باللون الاسود مع ربطة عنق ذات لون ازرق غامق تزينها خطوط من الازرق السماوي و الرمادي.
قال ببرود "مرحبا." . " لما كل هذا التأخير؟" قالت ايما بنبرة من الغضب، " ها؟" قال، ثم نظر الى ساعته و اكمل "اوه تذكرت لقد تأخرت عن موعدنا ساعتين فقط" بدأت بصر اسنانها من الغضب، ماسكتا اطراف فستانها القصير باناملها الناعمه، ثم قالت بغضب " الا يمكنك حتى الاعتذار؟! انها ليست بكلمة صعبه! " تجاهل نورمان كلامها و جلس على مقعده امامها و اشار للنادل بأن يأتي لاخذ طلباتهم،" اريد كوبا من اللاتيه، " ثم نظر الى ايما و سأل " و انت ماذا تريدين؟" غطبت ايما اكثر فاكثر، لانه لم يناديها باسمها حتى، فقد نعتها بال'انت'، هدأت من روع نفسها و اجابته" اريد كوب ماء فقط" لم يعجبه طلبها و قال للنادل دون تردد " اجل، احضر كوبين من اللاتيه كوب لي و كوب لها".
قررت ايما بان تتجاهل ردات فعله المستفزه و ان تعامله بالمثل، فكرت في كيف ان لهذا الرجل المغرور بان يكون شريكا لحياتها، كيف سيمكنها العيش معه؟
قطع حبل افكارها بقوله " اذا، كيف حالك؟" نظرت الى عينيه مباشره، تواصلت اعينهما لفتره وجيزه و عم صمت، ثم قاطعت ايما هذا الصمت، "بخير قبل ان اراك" ابتسم نورمان و بدأ بالضحك مما اثار غضبها و دعاها لان تقول بنبره غضب شديد " و ما المضحك يا سيد نورمان راتري؟!" تحولت ضحكه الى ابتسامه و قال لها" لا، لا شيء، فقد ارجعت لي ذكريات طفولتنا، التي لم تكن جيده من الاساس؛ فانا حقا لا اتذكر اي ذكريات جيده تجمعنا معا" ابتسمت ايما و تابعت" ما باليد حيله، فطباعك سيئة حقاً" وصل كوبا قهوة اللاتيه، اخذ نورمان رشفة من كوبه و نظر الى ايما، ثم قال لها بملامح حازمه و جديه تعلو وجهه
" لندخل في صلب الموضوع؛ انا لم اتي هنا و اضيع وقتي فان وقتي ثمين. الزواج هذا لن يتم الا بتحقق شروطي، بعد الزواج، انا لن اتدخل في شؤونك و انت لن تتدخلي في شؤوني، لن احبك و انتي لن تحبيني، سنواصل حياتنا طبيعيه فالخفاء و كأننا لسنا متزوجين، انا لا اعتبرك زوجتي او خطيبتي في الحقيقه، و اكمل " لاكون واضحا معك، ستكونين زوجتي ظاهريا، يا ايما".
.
.
شكرا على القرآة و انشاء الله يكون عجبكم الشابتر، تجاهلوا الاخطاء الاملائيه.

 ♡ الوعد - Promise ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن