6.ما هيَ الحقيقةُ اساسا؟

118 9 20
                                    

"انه حقًا منفصمُ الشخصية، تتغيرُ شخصيتهُ كلّ ساعةٍ" قالت إيما لصديقتها جيلدا بينما كانتا تجلسان ِ في الحديقة.
ضحكت جيلدا قائلة " انا متأكدةٌ انكما تعشقانِ بعضكما، لكنّ الآخرَ ينكرُ ذلك".
ردت عليها إيما " جيلدا لا تستَفزّيني! هل تضنينَ انّي كبطلاتِ الروايَاتِ الرومانسيّةِ التي لا تعرفُ ما هيَ مشاعرُ الحب".
قاطعتها جيلدا قائلةً" اذًا، الم تقررَا الانجاب؟ كم طفلٍ ستنجبا؟"
غطبت ايما و بدأ وجهُهَا بالإحمِرَار غضبًا مِمَا دفعهَا لقول" جيلدا الم اقل لكِ توقفِي عن اغاضتِي ولا تذكرينِي بذلك الشخصِ ابدًا! "

" عزيزي جيمز، أنا حقًا غيرُ مطمئنّةٌ لهذَا الزواجِ، أنا حتى لم انم جيدًا هذانِ اليومَانِ من كثرةِ التفكيرِ"
وقفت آنا مقاطعةً ما كانَ جيمز على وشكِ أن ينطقَ بهِ ردا على ماتيلدا و قالت " لا تفكرا كثيرًا، انا متأكدةٌ ان هذا القرار افضلُ قرارٍ اتخذناهُ في حياتِنَا".

نظرَ اليها بشوقٍ يتوقُ الَى حضنها.
ركضَ سريعًا و حضنهَا بكلِّ اشتِيَاقٍ و حبّ.
" اشتقتُ لكِ يا عزيزتي، لقد مرّ عليّ هذانِ اليومانِ كأنّهما عقدانِ منَ الزمنِ، تمنيتُ أنّها انتِ مَن كنتي مكانهَا، حاولتُ ان انجذبَ لها، حاولتُ التصنع، التزييف، التمثيل، لكن لا جدوى من هذا؛ قلبي ملكٌ لك، انتِ منِ استحوَذْتِي علَى قلبِي". نطقَ نورمان بكلّ اشتياقٍ وحنانٍ، حيثُ كانت دموعهُ على وشكِ ان تنهمرَ من عينيهِ.
ابتسمت آيشي و بدأت تزيلُ الدموعَ التي توشكُ ان تسقطَ على خيدّيهِ.
" نورمان، لقد تحملتَ الكثيرَ، و انا أُيقِنُ ذلِكَ جيدًا، انا اقِفُ معكَ مهمَا كانت ظروفُكَ، و سؤحِبكَ رغمَ الظروفِ، و اعلمُ أنّ قلبكَ ملكٌ لي،، أُحِبُّكَ يَا نُورْمَان". ردّت عليهِ آيشي.
نورمان شخصٌ غامضٌ الى حدّ ما، حاول ان يتمسك بمبادئهِ التي رافقتهُ منذُ صغرهِ و لم يفكر ابدا في تغيير نمط تفكيره او نمط حياته او نمط شخصيته، انهُ يرى آيشي كالشيء الناقص الذي مهما كانت حياتك كاملة، فسيستمرّ بمرافقتكَ شعورُ النقص، هذا النقص الذي لن تشعر باي سعادةٍ الى اذا حصلتَ علَيهِ، لكنّكَ حقًا لا تعرفُ ما هو.
و هذا الشيء الذي كانَ يفتقِرُ اليهِ نورمَان طيلةَ فترَةِ شَبابهِ، الى شخصٍ يزيّنُ حياتهُ بالألوانِ،، يجعلهُ ينتظِرُ كلّ يومٍ بحماسٍ الى الحياةِ،، ينظرُ الى ماضيهِ و حاضرهِ و مستقبلهِ باشراقٍ و إيجابيّةٍ.
" اذًا نورمان، كيف كانت زَوجَتكَ الآنسةُ إيما". قالت آيشي بالقليل من الحزنِ و السخريةِ بينما كان الاثنان يمشيانِ في الحديقةِ.
ردّ عليهَا نورمان بعدمِ مبالاةٍ قائلًا " انها حقًا ليست سيئة، انّها حقًا لا تطيقُني و انا لا أُطيقهَا".
بعد النزهةِ الرومانسيةِ للاحباء، عادَ نورمانُ الى المنزِل، كان سعيدًا جدًا.. الى أن تذكر انه يتشاركُ المنزل الان مع إيما.
" لقد عُدت" قال نورمان اثناء اغلاقهِ البابَ خلفهُ.
تقدمت احد الخادماتِ ثم قالت" سيدي، إن الآنسة إيما ليست في المنزل، اوكلتني ان اقولَ لكَ بأنّها سافرت في رحلةِ عملٍ الى بيريطانيا".
نظرَ نورمان بصدمةٍ، يكادُ يستوعبُ ما قيلَ لهُ، و من غيرِ ان ينبسَ ببنتِ شفةٍ صعدَ الى غرفةِ النوم غاضبًا،  لم تكن متواجدةٌ حقًا مما يعنِي انها ليست من احدِ مقالبهَا التي اعتادَ عليها اثناء صغرهم.

امسكَ هاتفهُ ليتصلَ بهَا.
" مرحب-"
قاطعها قبلَ ان تكملَ كلمةً واحدةً حتى، قائلًا بنبرةٍ منَ الغضبِ " بأي حقٍ تسافرينَ من غير ان تقولِ لي، أنا آخرُ من يعلم؟!"
لم تترك لهُ المجال للإكمالِ حتى و اجابتهُ "عذرًا، لكني زوجتُكَ بالاسمِ فقط، لستُ مضطرةً حقًا لمشاورتِكَ".

توقفَ نورمان عنِ الكلام عاجزًا عن لمّ كلمَاتٍ يقولها. مما جعل إيما تقول "ليسَ لديكَ شيئًا لقولهِ، سؤقفِلُ الخطّ الآن. "
صرخَ نورمان قائلًا" اقفليه فأنا لستُ اهتم!"
اقفلت إيمَا الهاتف.
جالسةٌ على سريرِ غرفتها الفندقِيّة الذي تقِيمُ فيهِ و هيَ قد انهت حمامهَا للتو الى ان جاءَ نورمان و عكّر صفوَ مزاجِهَا.
تتأملُ هاتفهَا بينما هيَ غارقةٌ بأفكارهَا.
بدأت تنهمِرُ الدموعُ على وجنتيها دمعةً دمعة، بالتدريج،، الى أن رمت نفسهَا على السريرِ و اجهشت بالبُكاءِ. " أنا اكرهُك نورمان، اكرهُكَ!"

خطواتُ فتاةٍ في آخِرِ زُقاقِ احدِ الشوارِعِ الخاليةِ، الى ان اوقفهَا صوتُ رَجُلٍ " اذًا، هل تسيرُ الخطةُ على ما يُرام؟"
ردّت عليهِ بابتسامةٍ عريضة " اجل، وقَعَ في الفخ، تبقت مرحلةُ تمزيقهِ إربًا إربا".

انشاء الله يكون عجبكم الفصل و آسفه على السحبة الطويلة، بدت المدرسة لكن بحاول انزل فصول اكثر لان حاليا نفسيتي زفت بشكل مخيف فالكتابة بتخفف عني، شاركوني آرائكم لانها مهمه 🤍

 ♡ الوعد - Promise ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن