7. مشوّش.

119 9 11
                                    

" أين زوجكِ نات؟" سألت ماتيلدا آنا باستغرَبٍ. ( ملاحظة : انا مو فانز لتشبيكة آنا و نات ابدا انا فانز لراي و آنا لكن تشبيكتهم تخدم احداث القصة في الوقت الحالي)
ردت عليهَا آنا قائلَةً " انهُ حقًا مشغول خلال هذهِ الفترةِ" ثم اكملت " على اي حال، اينَ العروسانِ؟ الم تكن نيّتكِ دعوتهمُ اليومَ على العشاءِ؟"
تحولت ملامِحُ ماتيلدا السعيدةِ لقدومِ ابنتِها آنا الى ملامِح حزنٍ تخللتها مشاعرُ الاحباطِ.
ردت ماتيلدا"غلبتهمُ الظروف". مما جعلَ آنا تتعجبُ من مقصدِ والدَتها، لكنهَا خمنت من ملامِحِها انهُ ليسَ ظرفًا عاديّا مما دفعَها لأن تسأل، لتردّ عليها ماتيلدا قائلةً" سافرت إيمَا لرحلةِ عملٍ في انجلترَا، لذا سيأتِي نورمانُ وحيدًا."
عبست آنا لانهَا كانت متحمسةً جدًا للقاءِ إيما مرّةً اخرى لكن هذهِ المرةِ كزوجةِ اخيها.
لم تمضي بضعُ دقائقَ الّى و هنالكَ شخصٌ يضرقُ على البابِ، و على ما يبدو من طريقَةِ طرقهِ للبابِ انّهُ نورمان.
دخلَ يزيفُ ملامِحَ سعادتِهِ و القى السلامَ على والديهِ و اختهِ الذي بدى و كأنّهَا سبقَ و قد لاحظت تعَكُّرَ مزاجِهِ مما دفعَهُ لان يتوترَ بعضَ الشيءِ و بدأ يحكُّ انفَهُ.
جلسَ على مائدةِ الطعامِ ثمّ قال " ما ازكى رائحةَ الطعامِ، انا حقًا لستُ جائعًا لكن طعامكِ يا امي فتحَ شهيتي لأكلِ".
ابتسمتْ ماتيلدا و كانت حقًا سعيدة، بينما في الجهةِ الاخرى كانت آنا، التي ايقنتْ انهُ ليسَ على ما يُرام، و انّ هذهِ السعادة و الحماس ما هيَ الى قناعٌ يرتديهِ لاخفاء شيء.
هي حقًا ارادت ان تعرفَ ما خطبه لكنهَا لم تكُن تريدُ ان تسألهُ بشكلٍ مباشِرٍ لكي لا تقلِقَ والديهُما، و انما كانت تريدُ ان تستخلصَ منهُ ردّةَ الفعلِ عن طريقِ سؤالِهِ بطريقةٍ ملتوية.
" اذًا، كيفَ حالُ إيما" سألت آنا و هيَ تعرفُ جيدًا بأنّ هذا السؤالُ كفيلٌ بأن يستخلصَ لها المعلومات التي تحتاجها لمعرفة ما خطبُ نورمان.
توقفَ نورمان عن الاكلِ للحظةٍ لكنهُ سرعانَ ما امسكَ نفسهُ و نظرَ لعينِ اختهِ آنا، و بدأ بمدحِها بابتِسامةٍ تعلو وجهه، و تحديقهِ بعينيها طوالَ كلامِهِ.
بالطبع لم يكُن نورمانُ غبيّا ليترُكَ ايةَ ردةِ فعلٍ ليست في محلّها لتستقبلَها آنا، بل و تأكدّ الى النظرِ في عينيها مباشرةً اثناءَ كامِلِ حديثِهِ، و ما استنتجهُ من سؤالِ آنا هذا انهُ تراخى قليلًا و لم يكن يخفِي مزاجهُ السيء على اكملِ وجهٍ لأن هذا السؤال لم يأتي من عبثٍ، فقد لاحظت آنا انهُ لم يكُن على بعضِهِ و تقصّدت هذا السؤال.
تأكّدَ نورمان من ان يكمِلَ جميعَ طعامهِ، بينما كانت العائلةُ تدردِشُ رنّ هاتِفُ ماتيلدا، و مما اتضّحَ من ابتسامَتِها انّ المتصل إيما.
"

مرحبًا عزيزتي كيف حالكِ؟ آملُ انكِ بخير، كيف هي سفرتُكِ؟ انا حقًا بالكادِ نمتُ خلالَ هذهِ الاربعةِ ايامٍ بسببِ تفكيري بهذهِ السفرةِ." قالت ماتيلدا بسعادةٍ لإيما لإيما.
نظرَ نورمان و أيقَنَ من كلامِ والِدتهِ انهُ آخِرُ من يعلم بسفرِها.
" أستأذِنُكم عن الطعامِ. " قال نورمان و هوَ ينهَضُ عن المائدةِ.
ردت ماتيلدا عابِسةً" لكن نورمان، لقد وضعتُ لكَ طبقًا آخر! "
اردفَ نورمان" آسِفٌ يا امي، انا حقًا لستُ بمزاجي. علي الذهابُ الآن"
"كنتُ اعرفُ انكَ لستَ في مزاجِكَ" قالت آنا ماسِكةً يدهُ معيقةً حركتهُ.
" كما توقعت، لاحضتِ انزعاجي بسببِ عدمِ تواجدِ إيما، كم اشتاقُ لها." قال نورمان.
و على ما يبدو انهُ لم يكن غبيًا ليترك ايّ مجالٍ لاظهارِ مشاعرهُ الحقيقية؛ بل سارعَ الى اظهارِ اشتياقِهِ لها كسببٍ لانزعاجِهِ، مما تركَ آنا في حيرةٍ من أمرِها.
عادَ نورمان الى المنزلِ آخذًا حمامً ساخنًا ليسترخِ بعضَ الشيء.
اثناء استحمامِهِ، جرّتهُ الافكار و بدأ يفكِرُ بعمقٍ عما اذا كانَ ما يفعلهُ الآن صحيح، عما اذا كانَ يجِبُ عليهِ مراجعةَ نفسهِ.
امسكَ صابون الشعرِ و كلّ هذهِ الافكار كانت تملأ عقلهُ.
منذُ صغرهِ، كان هادئًا جدًا، كانَ يحبّ عائلتهُ و يسعى لأن يجعلهُم فخورين، ارادَ ان يحمي اختهُ الوحيدةَ آنا بما اوتيَ من قوةٍ.
منذُ دخول آيشي الى حياتهِ هوَ حقًا لم يعد يعرفُ ما هوَ بعدَ الآن، اصبحَ مشوش، تغيرت شخصيته.
للأسوأ ام للاحسن؟ هل ما يفعلهُ صحيح؟ هل اسلوبهُ الذي يصبحُ سيئًا بعضَ الاحيانِ مع إيما جيد؟
" سحقًا!" صرخَ نورمان تحتَ الماء الذي يتساقطُ من الاعلى عليهِ، ليسَ فقط بسببِ الافكارِ  التي جعلتهُ يشعُرُ و كأنهُ يغرق في محيطٍ من الافكارِ اللا متناهيةِ التي تسحبهُ الى الاعماقِ ، بل لسخونةِ الماءِ التي حرقت جلدهُ بسببِ ارتِفاعِ درجةِ حرارتهِا بشكلٍ كبيرٍ فجأة .
يومٌ جديد، حياةٌ جديدة، هذهِ الجملةُ التي بدأ بِها نورمان يومَهُ مبعِدًا عنهُ جميعَ الافكارِ السيئةِ.
كانَ مستعدًا للخروجِ معَ حبيبتهِ آيشي.
مجرد وصولِهِ الى هناك ارادَ الخروجَ من السيارةِ لكنهُ لمحَ آيشي تقِفُ معَ رجُلٍ تحتَ شجرةٍ، مما دفعهُ الى الذهابِ بخفةٍ لمعرفةِ ما يجري.
" اذًا، كما اخبرتُكِ، ستنهينَ علاقتكِ معهُ مجرد انتقامِكِ منهُ و احضارِ المبلغِ الذي طلبتهُ منكِ، اريدُكِ ان تدمريه." قال الرجُل الذي كانَ يقِفُ معها.
ردت عليهِ آيشي " أنا حقًا لا يمكنني ان اغفِرَ لهُ، لقد دمّر لي حياتي، كانَ المنافِسَ الاكبرَ لشركةِ والدي و تفوّقَ عليها الى ان افلست شركةُ والدي، لقد دمرّ حياتي، هذهِ الشركةُ هي الشيء الوحيدُ الذي تركتهُ امي قبل مفارقتِها الحياة، لذا انا معكَ الى النهايةِ يا سيد بيتر."
وقفَ نورمان، مصعوقًا مما سمعهُ، تمنى لو انهُ لم يأتي هنا، تمنى لو كانَ يحلُم، لم يكُن قادِرًا على ادراكِ الحقيقةِ.
لم يكن قادرًا على استيعابِ ايٍ مما سمعهُ، كم تمنى الموت في هذهِ اللحظةِ.

ما احاكيلكم عن نفسيتي الزق حاليًا💀.
المهم، كيفني و انا ادللكُم بتنزيل الفصول؟ ان شاء الله يكون عجبكم و لا تبخلوا علي برأيكم لانه اكثر شي ممكن يسعدني و يشجعني على الاستمرار. 🤍

 ♡ الوعد - Promise ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن