بتونس بيك| وردة.
ثَبُتَت ساكورا تناظر ذاتها في المرآة، تتفقّد حالها وتتأكّد منه مرارًا وتكرارًا؛ تتمعّنُ بملابسها حيث ترتدي سروالًا بُنّي اللون وسترةً بيضاء طويلة الأكمام ذاتَ قماشٍ قطني خفيف، ومعهما حزام لخصرها بلونٍ مماثل للسترة يتخلله بعضٌ مِن المعدن الذهبي.
ليسَ بموعدٍ هو ما دعاها لهُ نامجون، لكنّها حتمًا شديدةُ الحماس.
عرضَ هو عليها الخروجَ للتنزّه قليلًا سويّةً للتعرّف أكثر لا غير؛ فالجو جميل اليوم يجعلكَ مُقبلًا على الخروج.نامجون كذلك كان يقف أمام هوسوك يناظره بترقّب..
"إذن؟"
"مثالي!" رفعَ هوسوك إبهامه لنامجون بابتسامة لطيفة تُزيّن مَحياه وتُظهِرُ غمزاتيه فوقَ مبسمه "جميلٌ للغاية؛ نامجون أهو موعد كما يقول يونغي هيونغ؟" قالها هوسوك على عجلةٍ بحماسٍ مفرط، لا يستطيع كبح فضوله أكثر.
"لا لا أرجوك لا تقل هذا أنتَ أيضًا! أعني هي فقط نزهة صغيرة حسنًا؟" ازداد اضطراب نامجون، وسببه حديث هوسوك؛ ليومئ له الآخر، لا يرغب بضغطه.
"على الأقلّ ليس بعد.." تمتم بخفوت هامسًا مِن أسفل أنفاسه وهو يعدّل بضعةَ خصلات تمردت مِن شعره نحو جبهته.
استمع نامجون لقهقهاتٍ يعرفها جيّدًا كان مصدرها جونغكوك الذي يختلس النظر، وقد رفع إبهامه لنامجون فورما ناظره بابتسامةٍ خجلة بعض الشيء.
.
.
."
مرحبًا ساكورا". محادِثًا لها بخفوت وقفَ نامجون خلفَ ساكورا، منحنيًا بجذعه ما يكفي ليَقرَبها.
وجدها واقفةً حيثُ اتفقا التلاقي تعبث بأناملها فتبيّن سريعًا قلقها مِن الوقوف وحيدةً في انتظاره.
"أعتذر، على ما يبدو أتيت متأخرًا قليلًا". أردف فورما التفتت نحوه مسرعةً، ويعلوا وجهها ابتسامة خافتة ومطمئنة.
نفت له بخفّةٍ هادئةً عكس دواخلها شديدة الاضطراب، ثُمّ أخرجت هاتفها تكتب شيئًا سريعًا له.
'أنا هنا منذ دقائق قليلة. شكرًا لقدومك'. مرّرت هاتفها له لتجد حاجباه يرتفعان حينما قرأ جملتها.
"لماذا تشكرينني على أيَّة حال؟ أنا من عرض أن نتنزه معًا". أمال رأسه ليجدها تنحني برأسها قليلًا؛ فأدرك أنَّها تخبره شيئًا ك'لا بأس' مثلًا.
توجّه كلاهما تاليًا لحديقةٍ تلبيةً لرغبة نامجون؛ يوجد بها القليل مِن الألعاب والأطفال أيضًا.
قليلًا وذهب نامجون بعدما استأذنَ ساكورا يُحضر لكلاهما المثلجات، وفي أثناء ذهابه كتبت ساكورا أمرًا رغبت بسؤاله عنه.
أمرٌ يشغلها ويقلقها مذ بدأ تقرّبها لنامجون.
'نامجون هل محلّ إقامتكَ هنا؟ أم أنكَ في زيارة؟'
فور جلوسه جوارها أعطته هاتفها تأخذ مِن بين أصابعه المثلجات، وأبقت بصرها معلّقًا عليه في انتظار إجابته عليها.
"أنا في زيارةٍ لبضعة أشهر لا غير؛ يعني قررنا أنا ومجموعة مِن أصدقائي القدوم هنا بعدما جاهدنا للحصول على إجازة. تعلمين تخلّيت عن أيامٍ عِدّة لأتمكن من فعلها".
'الإثنان الذان كنت معهما في الحديقة سابقًا؟ وأيضًا ذلك الذي حدَّق بي في المتحف صحيح؟'
حاولت ساكورا إخفاء خيبة أملها وشرعت تغيّر الموضوع.
أدركت كونه سيرحل عنها بالتأكيد وفي القريب العاجل أيضًا؛ كالكلّ، وكَم آلمها ذاكَ.تعلّقت كثيرًا بنامجون وفي وقتٍ قصير، لا يبدو هذا أمرًا في صالحها.
"أجل هم، وثلاثة آخرون أيضًا. همم..ربما أمكنكِ التعرّف عليهم في وقتٍ لاحِق؟" ابتسم لها يشير على ما بيدها مِن مثلّجات "خاصتكِ تذوب تناولي القليل منها ثم نستكمل حديثنا".
في الواقع لم يفعلوا بعد ذلك؛ لأنّ نامجون توجّه نحو أرجوحةٍ يجلسُ عليها، وكان بجوارها أخرى طلب مِن ساكورا مرافقته مشيرًا عليها.
كان مبتسمًا ويبدو في غاية الجمال والهدوء، أحبَّت مظهره بشدّة فسارعت تشير له أن يبقى ثابتًا على وضعه هذا، وقامت بالتقاط صورة له، ثُمّ أرسلتها له فورًا قبل جلوسها جواره.
"أكان هذا ضروريًا؟" نظر له مبتسمًا كما تحب وتتوقع منه دومًا.
'بدوتَ لطيفًا'. أشارت له تلك المرة بلغة الإشارة لينظر لها هو بمعالم مشوشة قليلًا كونه لا يفهم ما تقول حقًّا.
"تقول أنك لطيف". تحدّث طفل يبدو في العاشرة من عمره أو مقارب لذلك السن، ينظر له ثُمّ أبعد نظره عنهما يكمل لعبه في الرمال بقربهما.
"هل أنا كذلك؟" نظر لها ثم لصورته ينزل رأسه وقد اكتسحه الخجل، هو خجول للغاية لكنه يتخطّى ذلك سريعًا ليعاود التحدث بطبيعية.
تلقي المجاملات أو الكلام اللطيف عنه له تأثيره الخاص عليه؛ خاصةً لو كان من ساكورا..
أنت تقرأ
《3》 طوكيو || كيم نامجون. ✔
Fanfictionالوحدةُ ستقتلك ببطء، لكن ماذا إن التقيت بأحدٍ يصبح لكَ الصديق والحبيب والعائلة؟ أستجازفُ وتترك الكُلّ خلفك لتبقى حيثُ هو؟ أم ستتركه يمُر مرور الكرام مختارًا الألم على صحبته.. كيم نامجون. ساكورا تاكاهيشي. التصنيف: قصة قصيرة، رومانسي. -قصة قصيرة دافئة...