《3》 طوكيو || كيم نامجون. ✔

|-وِحدة.

Uhgood| RM

نامجون كان يقود درجاته ويتسكّع بها في أحد شوارع طوكيو، يخلوا الآن من البشر تقريبًا حيث الجميع في أشغالهم..

شغفه بالحياة هو التجوال بدراجته، المتاحف وما تحوي مِن فن، كذلك الخضار الواسع وكل شيء يجعلك تشعر بالحرية؛ كأنّكَ تتنفس بصدق..

كان يعشق هذه الأمور حتى يهرب من عقله، حتى لا ينهار فجأة، تلك الطريقة هي ما تناسب شخصًا مثله يبحث عمّا يبثّ له بعض الراحة في كل شيء؛ فينتقي كلّ ما هو جميل ومميز ليجعله مهربًا جميلًا وشغفًا يُجَدده قبلَ أن يفعل هو.

فقط شخصٌ واحد مَن يجلس في ساعات الظهيرة على حافة الطريق ويعانق جسده المرتجف، على ما يبدو هو يبكي بشدة على أمرٍ ما.

"آنسة..أنتِ بخير؟" وجّه حديثه للغريبة عنه بلغة يابانية واضحة.

سؤاله حمل قلقًا خافتًا لكنّها التمسته بسبب تعابيره، وكيف أوقف دراجته فورَ أن تدارك موقفها تبكي وحيدةً على جانب شارع خالي وتواسي نفسها بنفسها..

لم يستطع فعل شيء ففورما نظرت له كانت تبدو خائفة، أو ربما كرهت رؤية أحدهم لها هكذا؛ لم تفعل الكثير سوى تركه والرحيل سريعًا.
فقط غفلت عن شيء صغير..
مُذَكّرة صغيرة ذات لونٍ أحمر باهِت؛ سقطت منها أثناء ابتعادها مسرعةً، لذلك هو التقطها وجال بنظره لعلّه يجدها؛ بالرغم من قصر المدة إلّا أنّها اختفت.

الوحدة ستقتلك ببطء بعد القليل من الوقت.
ستتآكل روحكَ وتبدأ بأفعالِ غريبة،
ستشعر بقلبكَ يتمزق شيئًا فشيئًا،
ستبدأ بالتحدث مع نفسك باستمرار حتى يقلق الآخرين ويهابونكَ،
ثُمّ ستبكي بشدة حين تفيض بالمشاعر ولا تجد من تلتجأ إليه؛
فلا أحد يهتم حقًّا..

قرأ نامجون ما كتبت دون أن ينوي ذلك فغرضه هو البحث عن اسمها أو عن أي معلومات قد تدلّه عليها، بدلًا من ذلك قابلته كلماتها التي أشعرته بالضيق نوعًا ما، ربما لأنّه شعر بذات الشعور أيضًا سابقًا، أو الآن حتّى.

لا يدري..

"ساكورا تاكاهيشي.." نطق اسمها بخفوت يضع المذكرة في سلَّة الدراجة مكملًا جولته ببالٍ منشغل، رغبةً في الوصول لصاحبة تلكَ المذكّرة.