12

29 6 2
                                    


كانَتْ عَلَى وَشَكِ التّماسِكِ المُؤقت كَعادَتِها،

لَكِن،

هذهِ المَرّة كانَتْ مُختَلِفة،

في لَحظَةٍ وَجَدَتْ نَفْسَها بَيْنَ ذِراعَي شَخصٍ ما،

تَبَيّن لها بَعْدَها أنه شَقيقُها،

"أَعْرِفُ أنكِ طَلبتِ مني عَدَمَ التّدَخلِ في مَشاكِلِك، لكنّي سئمتُ مِن رُؤيَتَكِ تَتَألّمينَ وأَنا أقِف مَكتَوفَ الأيدي،

صَحيحٌ أنّي أَصغُرُكِ بعام لَكِن هذا لا يَعني أنني لا أَفْهَمُك، إن كنتِ تَظُنين أَنني سَوفَ أتَألّم أو أَتَأذى لاقتِرابي مِنْكِ فأنا حَقًا أتَألّم أَكْثَرَ لرُؤيَتكِ تُعانين وَحدَك،

أَنتِ دائِمًا تَقولينَ أَنَّكِ لا تَهتَمين لكنّي أَعْلَمُ أنّه يَهُمُّ وَكَثيرًا،

لا يُمْكِنُكِ تَحَمّل كُلّ شَيْءٍ بِمُفْرَدك،

أُريدُ أَنْ نَتَقَرّبَ مِن بَعْضِنا أَكْثَر،

أُريدُ أَنْ نَتَشارَكَ أحْزاننا وأَفراحَنا،

أُريدُ أن نَبكي وَنَضْحَكَ مَعًا،

أُريدُ أَنْ لا تَكتُمي بِداخِلِكِ شَيْئًا،

أُريدُ أَنْ تُخبِريني بِكُلّ ما تَشْعُرينَ بِه،

أُريدُ أَنْ أُعانِيَ مَعكِ، هَلْ تَسْمَحين؟"

وَبَعْدَها لَمْ تَتَكلّم،

هي اسْتَسلَمَت لِحِضنِه الدافِئ الذي لَطالَما رَفَضَتْهُ كَوْنَها تراه صَغيرًا جِدًا عَلَى أَنْ يَحتَويها،

لَكِن الآن،

حِضْنُهُ يَبدو أَوْسَعَ الأَماكِن بالنِّسبَةِ لَها،

وَأكْثَرَها دِفئًا،

وَرُبّما عِنْدَما تَرَكَتْ نَفسَها تَبكي بَيْنَ ذِراعَيْهِ،

هِيَ أَعْطَتْهُ الإشارَة بالقَبولِ،

أنّها سَتَسمُحُ لِنَفْسِها أَنْ تَضْعُفَ أَمامَه،

أَنّها سَتُشارِكُهُ كُلّ ما يَدورُ ببالِها،

أنّها سَتَثِقُ بِهِ وَلَنْ تَخشى شَيئًا مَعَه،

أَنّها لَنْ تَنتَظِرَ سَنَدًا آخَرَ ما دامَ هُوَ بِجِوارِها.

🎉 لقد انتهيت من قراءة لا يهم 🎉
لا يهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن