|2| أفيقِ.

2.7K 172 41
                                    


كم كان مؤلماً! مرور أسبوع كامل بدون رؤيته، لعله أكثر إيلاماً من الموت ذاته. القطيع بأكمله بالتأكيد يشفق على اللونا لأنها لا فقدت رفيقها، صحيحٌ أنه الألفا خاصتهم وأنهم يتألمون بشدة لفقدهم الرابطة معه لكن آلامهم لا شيء مقارنة بألمي، ومهما حصل لا أستطيع التوقف عن التفكير برحيله المفاجئ. لكن ما الذي يمكنني فعله؟! لقد تعبت. حرفياً لم أعد قادرة على الوقوف على قدماي.

رأسي يؤلمني بشدة لكثرة ما بكيت طوال الأسبوع ومعدتي تطلب طعاماً لأنني لم آكل طوال السبع أيام التي مضت. شعري أصبح مقرفاً. ورائحتي كمن لم يستحم منذ شهر، مع أنني أعد من الأشخاص الذين يستحون في اليوم أكثر من ثلاث مرات. لكنني فقط اكتفيت بالجلوس على سريري والبكاء.

شعرت بالدموع تتهاوى مجدداً على عيني. لا أستطيع، كيف يمكنني العيش بدونه كيف؟ شعرت بقلبي يتمزق مرة تلو الأخرى. لأجهش بالبكاء وأنا أضع يدي على وجهي بضعف. متى كنتُ بهذا الضعف؟ لم أعهدني يوماً هكذا. لكن غيابه عني هكذا يكسر روحي. ويهشمُ ما تبقى من قلبي المكسور. آه فقط لو أستطيع أن أراه. أن أشتم رائحته، أن ألمسه بيدي، أن تحتويني ذراعيه الطويل في عناق يكسر أضلعي لقوته.

طرق على الباب وبالتأكيد كان إليزا لكن لا قدرة لي على الكلام. لذا لم أتحرك وهي لم تتوانى عن فتح الباب والدخول كعادتها. من أين أحضرت مفتاح المنزل؟ " يا إلهي! ما الذي تفعلينه بنفسك فيولا. هذا لا يرضي أحداً ولا حتى كيفن." ومرة أخرى سقطت الدموع المالحة على وجنتاي مع ذكر اسمه المُحبب لقلبي.

'ما الذي تعرفه هي عن الفقدان.' قالت ذئبتي بصوت خافت بالكاد سمعت وابتسمت داخلياً بأسى لأنها ظهرت أخيراُ فقد خفتُ أنني فقدتها، فهي بالكاد تُظهر نفسها ولم أستطع الشعور بها منذ ثلاث أيام. ' مُحقة.' همست أغمض عيناي وأعود للاستلقاء على جانبي أسحب قدماي لي متكورة على نفسي.

تجاهلتُ أن إليزا بالغرفة وتجاهلتُ كلماتها مغمضةً عيناي. سمعتُ صوتها تتمتم بشيءٍ لم يصل لي، ولكن بعدها بدأت تجمع المناديل التي ألقيتها من حولي وعلى جانبي السرير أرضاً وتضعها في المهملات. قبل أن تتجه إلى خزانتي وتسحب منها بضعة ملابس وتضعها على السرير وتوجهت للحمام قبل أن أسمع صوت المياه، ثم أتت وجلست أمامي أرضاً فعدت لأغمض عيناي.

" إلى متى؟" فتحتُ عيناي ونظرت لها بحيرة ماذا تعني ولكن لم أسأل فلا قدرة لي على الحديث أو فعل أي شيء." إلى متى ستظلين هكذا؟ إلى متى ستتركين القطيع الذي فقد رابطته مع ألفاه يحاول التأقلم دون وجود قائد؟ إلى متى ستستمرين بإيلام نفسك؟ أفيقي فيولا أفيقي. كيفن ذهب ولن يعود وهذه هي سُنة الحياة. أعلم أن آلامك أكبر من أن أشعر بها أو أعرف ما هي لكن الذي تفعلينه خاطئ. خاطئ في حق نفسك وحق رفيقك الراحل وحق قطيعك. أفيقي." قالت ونزلت دموعي مع كل كلمة تقولها لأنها محقة بطريقة أو بأخرى، أنا سيئة.

رفيق اللونا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن