|4| فيليكس.

1.9K 140 195
                                    

جولة القطيع كانت ولا زالت وظيفتي اليومية الأكثر متعة وإثارة في حياة اللونا التي أعيشها. منذ أن كنتُ لونا رفقة ألفا إلى هذه اللحظة.

مضى أسبوع آخر وأنا أحاول التأقلم، الألم كبير ولكن أظن أن أصبح بإمكاني التحمل، ربما يجب أن أضع ملحاً فوق جراحي وأكويها، أو فقط يجب أن أكون أقوى، يجب أن أتحمل الآلام لأن قطيعي يحتاجني، لأنني اللونا.

اللونا التي لا يجب أن تكون ضعيفة، لأن قطيعها بالفعل سيضعف إذا ما كانت كذلك.

انتقلتُ إلى منزلي الجديد بعيداً جداً عن المنزل القديم الذي كان مليئاً برائحته وذكرياتي معه، تلك الذكريات التي تجعلني غير قادرة على النوم، التي تجعلني أتذكره في كل لحظة، بل في كل جزء من الثانية.

لم أستطع أن أبقى أكثر، الأمر مؤلم أكثر مما يمكن لأحد أن يتصوره، كأن أحدهم يمسك خنجراً من الفضة يضعه في قلبك ويحركه يميناً ويساراً، وعندما تكاد تموت يضمد جراحك ويعود ليطعنك مرات أخرى.

إليزا وبراندت الرائعان يساعدانني دائماً، و بهما وبتشجعيهما المستمر لي وبقائهما في جانبي في أكثر الأحيان أنا أصبح أقوى، صحيح أنني أبدو قوية وقادرة على الوقوف على قدماي و داخلي هش ورقيق، ولكنه أفضل من البكاء والنواح وأنا غير قادرة على فعل شيء.

لكن كل شي يتغير عندما يأتي الليل.

لأنني فقط أترك العنان لدموعي لتخرج بلا توقف، لم أمنعها ولا ليلة منذ موته، لقد مضى بالفعل تسعة عشر يوماً، ولا أظن أنني سوف أتأقلم حتى لو بعد مرور مئة وخمسين سنة أخرى.

المنزل الجديد جميل جداً ولكنه بلا روح للأسف، أو أنني أنا من فقدت روحها فلم تعد قادرة على العيش؟! عمل، بيت، منوم، نوم بالإجبار، استيقاظ وعمل... روتين قاتل يكرر نفسه ولكن لا أستطيع إيقافه أو تغيير حلقاته المبهمة.

هذه هي حياتي من دونه، قاتلة لا استطيع تحملها، ولن أستطيع أخشى أنني سأقدم على قتل نفسي في يوم من الأيام حتى أستطيع أن ألحق به وأعيش بجانبه.

لقد اشتقت إليه حقاً، بشكل لم أستطع تحمله أبداً.

الخوف في داخلي يتفاقم كثيراً، من أن تكون نهايتي في الحمام مقطوعة الشرايين وعيني شاخصتان وروحي قد فارقت جسدي، ربما الأمر يستحق، لأنني سأصبح معه إذا فعلتها.

لكنني خائفة أكثر من أن يلومني لأنني كنت جبانة، جبانة لأنني تركت القطيع في أقصى لحظاته احتياجاً لقائد.

خائفة جداً.

مسحتُ دمعة كادت أن تسقط أكمل سيري.

صحيح، كنتُ أقوم بجولة، وحرفياً هذه أجمل مهمة يمكن تقديمها للونا. أراقب الأطفال وألعب معهم وأتفقد المدارس والطرقات والأحياء العامة حتى يحصل المواطنون في قطيعي على العيش المسحتق لكل فرد منهم.

رفيق اللونا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن