البارت الأول

936 17 4
                                    

كالبلهاء وقعتُ في غرامه من ابتسامته فقط.
أغلقت دفتر مُذكراتها التي كانت تقرأهُ وهي تبتسم ثم نظرت إلى وجهها في المرأة فتلاشت ابتسامتها سريعًا، تنهدت بحزن ثم قالت: يا ترى فاكرني يا سفيان ولا لأ؟
انفتح الباب بقوة فإنفزعت سيليا، نظرت بإستحقار إلى الذي يقف بجوار الباب ببرود
بعد عدة ثواني تحدث أخيرًا: ميعاد طيارتك الفجر هتقعدي لحد الفرح ما يخلص وترجعي تاني، أي حركة كده أو كده هتلاقيني قدامك، ثم تابع بصوتٍ عالي: فاهمه؟
قالت سيليا بخوف ورجفه: فاهمه فاهمه.
قال بهدوء تام: شطورة يا روحي، ثم مسد على شعرها بإستمتاع وأردف بجوار أذنها بصوتٍ منخفض كأنه يخشى أن أحد يستمع لما يقولون: هتوحشيني يا سيليا، طبعًا أكيد عارفه لو حد سألك على أي حاجه هتقولي إيه؟
قالت سيليا بتوتر: عارفه.
تابع ياسين: حبيبي الشطور يا ناس.
نظرت له سيليا بإستحقار.

في مصر.
في منزلٍ ما كانت تجلس العائلة على مائدة الطعام في هدوءٍ تام، بعد عدة ثواني قطع أسر هذا الصمت: تيتة هي سيليا هتيجي امتى؟
تحدثت الجدة وهي تنظر في الصحن الذي أمامها: بكره الصبح، الساعة ١٠ يكون أي حد فيكم في المطار مستنيها.
تحدث أسر بسعادة؛ لِمجيء أخته: أنا اللي هروح اجيبها طبعًا يا تيتة، ده أنا مش مصدق أن أخيرًا سيليا هتيجي.

في لندن.
كانت سيليا تقوم بتحضير حقيبة السفر بسعادة؛ أنها أخيرًا سوف تذهب إلى وطنها، وعائلتها التي تفتقدهم بِشدة، وخاصةً ذاك الشاب.
ثم ذهبت سيليا إلى شرفتها بعد أن أغلقت حقيبتها وتنهدت بحزن واشتياق وهي تفكر في مصيرها الذي ينتظرها.

في مكانٍ آخر.
كان يجلس ذلك الشاب على مكتبه يستمع إلى الممرضة وهو ينظر إلى الأوراق التي أمامه بلا مبالاة.
قال سفيان بهدوء: روحي خلي دكتور أحمد يجهز علشان ميعاد العملية، وخلي ورق البيشنت ده عايزه.
الممرضة: حاضر يا دكتور.
أغلقت الممرضة الباب، ثم عاد نظره إلى الأوراق التي أمامه.

بعد قليل من الوقت قام سفيان؛ ليجهز لدخول غرفة العمليات.

في غرفة العمليات.
قال سفيان بهدوء تام للذين يقفوا أمامه بتوتر وخوف: انتوا دكاترة المستقبل صح؟ انتوا هتفضلوا واقفين مكانكم هنا وتشوفوا كل حاجه وتركزوا في اللي بعملوا، و واثق انكم كلها كام سنه وتبقوا مكاني هنا وانتوا اللي بتعملوا العمليات اللي زي ديه.

بعد عدة ساعات خرج سفيان، وخلفه دكتور أحمد، والطلاب الذين كانوا في الغرفة، طمأن سفيان عائلة المريض بأن العملية قد نجحت وعاد إلى مكتبه بإرهاق.

في لندن.
أردف ياسين وهو يجلس على المقعد: ايه ياروحي حضرتي شنطتك؟
اومأت سيليا رأسها.
ثم تابع: هتوحشيني يا سيليا الكام يوم دول والله.
قالت سيليا لنفسها بخنقه: وأنا هرتاح منك.
فقام من على المقعد وذهب تجاه سيليا وتابع وهو يمسد على شعرها ويستنشق رائحته: عارف إني كمان هوحشك بس أنتِ مكسوفه تقولهالي عارف ياروحي مش تقلقي.
نظرت له سيليا بإستحقار.

إنطفاء قمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن