أغلقت سيليا الهاتف بغضب، ثم هبطت إلى الحديقة وهي تتنفس بعمق وتتذكر ذكرياتها التي تلاحقها.
شهقت بصدمه عندما رأت سفيان يقف خلفها بوجهٍ شاحب كَشحوب الأموات، وجسده يرتجف بشده، وينظر أمامه بشرود.
قالت سيليا بخوفٍ وتوتر من منظره: مالك يا سفيان في إيه؟!لم يجيب عليها وظل يتطلع أمامه بشرود فأعادت بث سؤالها مره أخرى.
أجابها بعد عده ثواني برجفه: مات.قالت له سيليا بخوفٍ يزداد، ودقات قلبها تتعالى: مين اللي مات؟
نظر لها سفيان والدموع تتجمع في عينيه: يامن، طفل عنده ١٠ سنين يا سيليا، موته بإيدي.
أمسكت سيليا يديه التي كانت ترتجف بشده وجذبته ليجلس على الأريكة بتوتر ثم قالت وهي ترى حالته بهذا الشكل محاولة تهدئته: إهدى وفهمني براحه إهدى علشان خاطري، قتلته إزاي!
قال سفيان بصوتٍ مرتجف: كان عنده مشكله في القلب، والعملية كانت ماشيه كويس، فجأة لقينا قلبه بدأ يقف، ومعرفتش ألحقه، حاولت كتير يا سيليا والله، كان مخليني أوعده أنه هيخرج من العملية عايش، مش وفيت بوعدي يا سيليا، مشوفتيش منظر أهله وأنا بقولهم الخبر، مامته مكنش عندها غيره، مجرد ما قولتلها قعدت تصوت ومكنتش مصدقه وتقولي يامن عايش يا دكتور، معرفتش أنقذه يا سيليا.
كانت تستمع سيليا إلى حديثه والدموع تفر من عينيها بصمت، فقالت مقاطعه إياه بحزن وقلبها يتمزق على حالته تلك: أولًا: أنتَ مش ليك ذنب في الموضوع، أنتَ بنفسك قولت أنك حاولت كتير صح ولا لا؟
أومأ سفيان رأسه بحزنٍ فتابعت سيليا: يبقى ده قدره، وهو راح للي أحسن مني ومنك، خليك مقتنع بده كويس، ولو على أهله فربنا يصبرهم على فراقه، إهدى بقى والله مش ذنبك ده قدره.أومأ سفيان رأسه بشرود فتابعت سيليا بمرح مصطنع محاولة التخفيف عنه: وبعدين إيه ده دكتور سفيان بذات نفسه قاعد معايا وبيحكيلي اللي مزعله كمان، هو أنتَ سخن ولا إيه؟
تنحنح سفيان بحرج ثم قال وهو يقوم: أنا أسف مكنش قصدي فعلًا ومعرفش ليه جيت حكيتلك أنتِ، بعد إذنك.
وقفت سيليا سريعًا ثم قالت: إهدى بس إهدى أنا حسدتك ولا إيه، وبعدين أنتَ ناسي زمان مكنتش بترتاح غير لما تحكي ليا كل حاجه، وأنا كنت بسمعك وأنا فرحانه و....
قاطعها سفيان بهدوء يعاكس حالته: اديكي قولتي بنفسك زمان، يعني فعل ماضي وإنتهى، دلوقتي حضرتك بقيتي مدام ومتجوزة وعندك زوج أكيد ميحبش كده.
قهقهت سيليا ثم قالت بحزن: زوج! سفيان أنا سيليا حبيبتك، سفيان أنا عمري ما حبيت حد غيرك، ولا عمري شوفتني عروسة لحد غيرك.
قال سفيان بحدة أخافتها: صح وجريتي من ورايا اتجوزتي، واكتفيتي بماسدج بس، فكراها ولا نسيتيها؟ لو مش فكراها أفكرك ده أنا حافظها
بعتيلي سفيان أنا خلاص هتجوز شاب محترم وكويس وبيحبني وأنا كمان بحبه اوي وفرحانه إني هتجوزه، أنا عمري ماحبيتك ولا هحبك يا سفيان إنتَ زيك زي أسر أخويا مش أكتر، فمتعلقش نفسك بيا وإتجوز وعيش حياتك، إنجوي.