البارت الحادي عشر

86 2 1
                                    

ذهبوا إلى غرفة المكتب.
قال عز بهدوء وهو يجلس على الكرسي براحه: عارف أنتَ عايزني فإيه، شوف عايزنا نعمل إيه وأنا معاك المهم نخلصها منه.

فاجابه سفيان بتفكير: مش عارف يا عز، هو مين أقرب واحد لياسين ده، وعايزك تعرفلي كل حاجه عن شغله، شغال كويس ولا ماشي غلط في شغله، بص من الآخر كده عايزك تجبلي كل صغيره وكبيره عنه، وده لإني معرفش حاجه عنه أنا أول ما عرفت إنها إتجوزت معرفتش غير إسمه وأنه رجل أعمال في لندن وليه شركات هنا بس هو مش بينزل مصر غير في الضرورة، لكن معرفش عنه أي حاجه بعد كده، ثم تابع بغضب: أكيد واحد زي ده زبالة شغله كله شمال في شمال.

قال عز سريعًا: لا والله ده شغله كويس ومافيش حد محتاج إلا لما بيساعده و راجل محترم جدًا والله بس مش فاهم ليه بيعمل كده في سيليا بجد.

فتطلع إليه سفيان بإستغراب وقال بسخرية: وأنتَ بتدافع عنه كده ليه هو أنتَ المحامي بتاعه؟

فنظر عز له بتوتر ثم قال بتلعثم: أصل هو يبقى يعني صاحبي وكده.

فقال سفيان بشك وهو يتطلع إلى تعبيرات وجهه بتركيز: صاحبك بس يعني!

اومأ عز رأسه بتوتر فتابع سفيان بهدوء: تمام، أكيد الواد ده عنده أهل عايزك تجبلي كل حاجه عنه وعن عيلته، بص هات تاريخه من ساعت ما خرج من بطن أمه لحد دلوقتي، فتابع بغضب: و ربنا لاوريك مين هو سفيان و اعرفك ازاي تاخد حاجه مش بتاعتك يا ياسين.

قال عز بمزاح مصطنع: إهدى يا دوك في إيه، هتقتل الواد بكلامك ده مش كده.

أجابه سفيان ببرود: هيتقتل فعلًا.

نظر له عز بتوتر ثم استأذن منه و رحل.

في الصباح.
هبطت سيليا إلى الأسفل وجدت سفيان يجلس بجانبه امرأه كبيرة في السن و يتمازحون، فشردت سيليا في ابتسامته التي تسحرها حتى فاقت من شرودها على صوت سفيان وهو يقول بصوتٍ عالي:  عارف إني قمر و مز علشان كده سرحتي فيا.

حمحمت سيليا بحرج وذهبت لتجلس بجانبهم وقالت وهي تنظر له بتوتر: و أنا هسرح فيك ليه يعني، ده أنا كنت مستغربة بس مين اللي قاعده جنبك.

غمز لها سفيان ثم قال بمزاح: إلحقي يا بطه بتقولك مش سرحت فيا.

فقالت فاطمه بمرح: اتنيلي ده أنتِ ضحكتك كانت من الودن للودن وأنتِ عامله تبصي على الواد جامد.

أحمرت وجنتيها بشدة وقالت بتلعثم محاولة تغيير الحديث: مش هتعرفنا و لا إيه.

قالت سفيان بابتسامه فهو يعلم مخططها: أعرفك حاضر و معرفكيش ليه يعني، بطة صاحبة تيته وخطيبتي.

فقالت سيليا بصدمه: خطيبتك إزاي يعني؟

أجابها سفيان وهو يحتضن فاطمه ويقبل رأسها: خطيبتي في إيه، وقريبًا هنتجوز كمان، بس هي ترضى عني وتوافق بس، مش موافقه يا ختي ومطلعها عيني علشان شافتني بكلم سعاد بنت أم سعاد وبتقول قال إيه غيرانه.

إنطفاء قمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن