البارت السادس

123 4 1
                                    

كان سفيان يقود سيارته بغضبٍ شديد وهو يتذكر ماقالته جدته، ظل على هذا الحال لمدة لا يعلم كم وقتها.

بينما كانت سيليا تقف في شرفة غرفتها تطلع بشرود إلى النجوم التي تحتل السماء وهي تتذكر ماضيها.
قالت سيليا بحزن: شوفتي يا ميران أخوكي، بقى ينسى يوم زي ده؟!
اجابتها ميران وهي تربت على ظهرها وهي تحاول تهدئة سيليا: يا سيلا أنا متأكدة إن في حاجه غلط، وأنتِ عارفه سفيان كويس.

وقفت سيليا بأعين ممتلئة بالدموع وهي تقول: عادي بقى أنا كده كده طيارتي بعد اسبوع، ومش هكلمه تاني، خليه يقضي الاسبوع ده مع نفسه بقى.
وصعدت إلى غرفتها مسرعه وهي تبكي.

بعد مرور بعض الوقت إنتبهت سيليا إلى صوت إرتطام شديد يأتي من أسفل، فهبطت سريعًا إلى أسفل وجدت الظلام الدامس يحل أرجاء المنزل، فهب الخوف بداخلها، فتحت هاتفها لكي يبعث لها إضاءة وهي تهبط حتى فُتح الضوء فجأة وسمعت أصواتهم وهم يرددون لها بعض الكلمات وسفيان أمامها يبتسم.
ذهب سفيان لها ثم قال بصوت منخفض في أذنها كأنه يخشى أن يستمع له أحد: كل سنه وأنتِ طيبه يا قطتي.
نظرت له سيليا بصدمه فهي للتو كانت تظن به ظن خاطيء، فابتسمت سيليا له بسعادة شديدة وقالت: وأنتَ طيب ومعايا يا قلب قطتك.
قالت سيليا لميران بخنق: هو أنتِ كنتي عارفه؟
اومأت ميران رأسها بابتسامه ساذجه.
فاكملت سيليا وهي تتوعد لها: ماشي وربنا لاوريكي يا ميران يا بنت ام ميران.

جذب سفيان إنتباهها وهو يخرج من جيب بدلته علبة ذات اللون الازرق، ففتحها وأعطاها إياها ثم قال بحنان: الخاتم ده لأجمل بنت في الدنيا.
فالبسها إياه وقبل يدها بحنان.
نظرت سيليا إلى الخاتم والدموع تتجمع في عينيها فوجدت به اسمها الذي يناديها به"قطتي".
قالت سيليا بصوت مرتجف: بحبك.
أجابها سفيان بنظرات ممتلئة بالعشق: وأنا عمري ماحبيت ولا هحب حد زيك، مفكرة إني نسيت عيدميلادك صح؟ ياقطتي كنت بعملك المفاجأة ديه علشان كده مش عرفت اقولك إني فاكر حاجه، مكنتش أعرف إنك هتعيطي والله، دموعك الغالية عليا ديه مش عايز اشوفها تاني يا قطتي طول مانا عايش، وبعدين تعالي هنا يا بت هو في حد يقدر ينسى عيدميلاد قلبه برضه؟

هزت سيليا رأسها بالنفي ثم قالت بفرحة عارمة: ربنا يخليك ليا يارب ويكتبك ليا بقى علشان خللت والله.

أمسك أذنيها بمرح ثم قال: خللتي إيه يا أم شبر ونص أنتِ، أنا أصلًا لغاية دلوقتي مش مصدق أنتِ إزاي دكتورة والله.

قالت سيليا بغضب مصطنع: يعني أنا اللي مصدقه أن أنتَ اللي دكتور، وبعدين أنا طويلة مش شبر ونص.

أجابها وهو يبتسم: لا شبر ونص يا قطه، وبعدين بكره أبقى أكبر دكتور جراحه وتشوفي ياللي مش مصدقه أنتِ.

قالت بحنان وهي تنظر له: وأنا عارفه أصلًا إنك هتبقى أكبر دكتور، تعرف ليه؟ علشان أنا حبيبي شاطر ومافيش اشطر منه، ولما بيحط حاجه في دماغه بيعملها.

إنطفاء قمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن