دلف عز وسفيان إلى غرفة آسر الذي كان يجلس نصف جلسه وهو ينظر أمامه بشرود لا يعي إلى دخولهم، فجلس عز على طرفه الأيمن وسفيان على طرفه الأيسر وآسر بينهم، تطلع إليهم بحزن ثم نظر أمامه مره أخرى، فأشار سفيان إلى عز بأن يتحدث، فاومأ عز برأسه وأخرج هاتفه سريعًا من جيب بنطاله.
فشهق عز بصدمه وقال: ألحق يا واد يا سوفي مين الواد المز ده.فأجابه سفيان بإعجاب: لا ده باين عليه اجنبي يا بني.
كان يجلس آسر يستمع إلى حديثهم بفضول فنظر إلى الهاتف فوجد أنها صورته وهو صغير.فقال آسر بابتسامة بسيطة: مش بقولك يابني إني مز ومحدش مصدقني اهو سفيان إعترف اهو.
أطلق عز صفيرًا من فمه وقال: أيوه يا إيسو والعه معاك.
تطلع له سفيان بإشمئزاز ثم قال: يا جماعه هي ديه وراثه طيب، أنتوا بتجيبوا الدلع الغريب ده منين بجد.
فقال آسر وهو يحتضن عز محاولًا استفزاز سفيان وقد تناسى حزنه بعض الشيء من الحديث معهم: إيه يا ابو السوس مالك في إيه الواد زيزو يعمل اللي هو عايزه صح ولا لا يا زيزو؟
أجابه عز بابتسامة مشرقة: صح يا إيسو يا حبيبي ثم أكمل بحزن: أنا مش عارفه أنتَ إزاي هتتجوز وتسيبني.
فقال سفيان بسخرية: ده على أساس أنه مسافر يعني ولا إيه! ديه الأوضة جنب الأوضة.
فقال آسر بشرود: مش لما أتجوز الأول، شكل الموضوع مطول أصلًا.
أجابه عز سريعًا بمرح: هتتجوز وهتبقى أحلى عريس كمان وهظبطك يا واد يوم فرحك هو أنا عندي كام إيسو يعني مش فاهمه.
فسأله آسر بتفكير: هترقصلي يا زيزو؟
وقف عز وأمسك يد سفيان سريعًا ثم قال بابتسامة ساذجة: وهي ديه فيها كلام هنرقص أنا والواد سوفي.
قاطع حديثهم صوت طرقات الباب، فسمح آسر للطارق بالدخول فدلفت الفتيات إلى الغرفة، فتطلع آسر بحزن إلى ميران التي كانت تقف بوجه شاحب، وعينين منتفخه بشدة من البكاء.
فقال آسر بحزن: أنا أسف.
فأجابته ميران سريعًا: أنتَ مش ليك ذنب يا حبيبي، ده حظي عادي وأكيد خير يعني.
ذهب إليها آسر وأمسك وجنتيها بيديه فأزال تلك الدموع التي عالقه بهم ثم قال بحنان: صدقيني هعوضك عن كل ده وهعملك احلى فرح في الدنيا وهتشوفي وتقولي آسر نفذ كلامه و وعده.
ابتسمت ميران على حديثه ثم قالت بهمس: ده على كده أسوري بيحبني اوي.
قال بهمس مماثل هو الآخر: اسورك بيموت فيكي مش بس بيعشقك يا ميران حياتي.
اقتربت سارة منهم وهي تضع يدها على وجهها بهيام قائلة: شايفين الرومانسية يا عيال قيس وليلى في زمانهم والله، كملوا كملوا احنا نجيب فشار ونقعد نتفرج عليكم.