البارت الثالث

195 5 0
                                    

في الصباح.
كانت تنزل سيليا من الدرج حتى رأت شخصًا ما جعلها تقف مكانها بصدمه، لكن بعد عدة لحظات ذهبت إلى أحضانه وهي تصرخ بشدة.

أردفت سيليا والدموع تمليء عينيها: عز حبيبي، إيه المفاجأة القمر ديه!

أحتضنها عز هو الآخر وقال بحنان: وحشتيني يا قلب عز.

جاءهم ذلك الصوت الذي جعلها تخرج من أحضانه بفزع: إيه المسخرة وقلة الأدب ديه، هو عيشة بره خلاص نستك دينك وتربية اهلك ليكي يا بنت عمي ولا إيه؟!

قالت سيليا بصوتٍ باكي: أولا: عيشة بره مش نستني حاجه ولا ديني ولا تربية أهلي، ثانيًا: عز ده يبقى زي أسر حتى اسأل تيتة وأسر، أنا وعز من سن بعض واتولدنا في نفس اليوم بس مامت عز توفت وهي كانت صاحبة ماما وساعتها كنا في لندن مش هنا وماما رضعته معايا يعني يعتبر اخويا يا استاذ سفيان.

قالت سارة وهي تحك رأسها بتفكير: والله العظيم الواحد مبقاش فاهم حاجه خالص، يعني أنا اختكم في الرضاعه وهو اخوكم في الرضاعة، ماشاءالله ماما رضعت اولاد الناس كلهم ولا ايه.

جذبها أسر من التيشرت بخفه واردف بنفاذ صبر: بت أنا مش ناقص الشغل بتاع كل يوم ده وأنتِ اللي غبية، مانا قايلك الموضوع ده خمسين مره، كفاية اللي حصل امبارح.

قال عز بفضول: أنا أسف على التدخل يا أسر بس إيه اللي حصل امبارح!

سحب أسر شعره للخلف وتنهد ثم قال: مافيش يا اخويا قالولي يلا نعمل فكرة مجنونه قولت بس أنا أبو المجانين كلهم وقولتلهم يقولوا، وياريتهم ما قالوا.

كان يتطلع له عز بفضول كمن يروي له قصة مشيقه، وكانت سيليا تنظر إلى سفيان بحزن والدموع تمليء عينيها، لكن هو كان ينظر إليها نظرات لم تفهمها.

أكمل أسر حديثه: قالولي يا أسوري يا حبيبي تعالى نلعب لعبة الشايب
قاطعه عز بتفكير: بس فين الجنان في لعبة الشايب برضه ده أي حد بيلعبها.

أجاب عز بنفاذ صبر وهو ينظر إليهم: استنى بس على رزقك قولت بس دول أطفال وأنا ههاودهم المهم لعبنا، وطلع مين اللي معاه الشايب؟ العبد لله، المهم الجاموستين دول حكموا عليا بإيه إني أروح الفيلا اللي جنبنا ديه وافضل ارن الجرس كتير لحد ما حد يفتح وأقوله هات جنيه اجيب بيه مصاصة، ثم أكمل وهو يتأوه ويتحسس ضهره: طلع اللواء اللي ساكن فيها هو اللي فتحلي الباب ومسكني ضرب مش رضي يسبني غير لما مراته فضلت تصوت، ثم نظر إليهم بغيظ وهم ينظرون له ببراءة كالاطفال: ودول كانوا قاعدين مايتين على نفسهم من الضحك، آه يا ضهري آه والله يا عز يابني مش عرفت انام بسببه شوف وش اخوك بقى عامل ازاي من الضرب شوف.

كان يكبت عز ضحكاته على هؤلاء المجانين ثم ذهب إليه وأحتضنه بشدة فهو لم يراه منذ فترةٍ طويلةٍ.

صعدت إلى غرفتها وأبدلت ملابسها وذهبت إلى الخارج، فذهب خلفها سفيان.

كانت تتمشى سيليا حتى جاء لها سفيان.
فقال بإحراج: احم، أنا أسف على اللي حصل جوه، مكنتش أعرف فعلًا أته يعتبر أخوكي، ومحدش قالي أصلًا على الموضوع ده خالص ومش فاهم إزاي.
نظرت له سيليا بحزن ثم أكملت طريقها وقالت: عادي أديك عرفت يا بن عمي.

إنطفاء قمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن