دلف كل شخص منهم إلى غرفته، عدا سيليا وسفيان التي كادت أن تذهب، لكن أوقفها سفيان.
فقال سفيان ببرود: رايحه فين يا قمر إحنا لسه مكملناش كلمنا، هتحكيلي ولا خايفه تثبتي إنك هتطلعي مهزأه ورخيصه أكتر؟!
فاردفت سيليا بصوتٍ عالي: بس بقى كفاية، عمال تهزأني وتيجي على كرامتي كتير وأنا ساكتالك وأقول بكره يفهم بكره يفهم، وأنتَ غبي يا سفيان مش فاهم حاجه، عايزه تفهم أنا سيبتك ليه؟! هعرفك يا دكتور سفيان، ثم تابع بألم في صوتها ورجفه تسري بجسدها عندما تتذكر ماضيها الذي عاشته: بعد ما رجعت لندن كنت ناوية أقول لماما وأنقل كل حاجه لمصر وأجي أعيش هنا معاكم، كنت ناوية اعملهالك مفاجأة، لكن أنا اللي اتعملي المفاجأة مش أنتَ، مجرد ما قولت لماما مش رضيت وقالت إنها هتجوزني واحد هنا شافني وأعجب بيا، ولما قولتلها إني بحبك قالتلي أنك متنفعنيش وبتضحك عليا، وأنك طماع وعايز تاخد الجزء بتاع ورث بابا، وقالتلي أن بكره هيتكتب كتابي، واخدت مني الفون ومعرفتش اكلمك، وخلتني اكلم أسر بالعافية، وبمناسبة الرسالة اللي اتبعتت أنا مكنش معايا الفون ومش اخدته غير لما اتجوزت ولما جيت امسكه ياسين كسره كمان يعني ملحقتش امسكه حتى.
كان يقف سفيان يستمع إلى حديثها بتركيز شديد ثم قال بهدوء: وبعدين إيه اللي حصل؟
تابعت سيليا حديثها: عز حاول يمنع ماما؛ لأنه كان عايش معانا بعد وفاة مامته بعد إصرار ماما عليه، وبرضه مكنتش سامعه حد غير نفسها، ولما قولتلها على جثتي إني أتجوزه فضلت تضربني وحبستني في الأوضة لحد معاد كتب الكتاب.
قاطعها سفيان بغضب حاول ألا يظهره: طيب ومش كلمتي باباكي تقوليله ليه ماهو اكيد كان هيلحقك.
أجابته سيليا والدموع تسيل على وجنتيها: ماما دايمًا كانت بتحاول تكرهني في بابا حتى لو تلاحظ لما كنت بنزل مصر مكنتش بتكلم معاه كتير، ومع ذلك قولتلها هاتي الفون أكلم بابا قعدت تقولي مش لقيت غير أبوكي اللي تكلميه محدش عارف مصلحتك غيري انا اللي ربتك مش هو وفضلت تضربني أكتر.
نظر لها سفيان بحزن على ما مرت به معشوقته الصغيرة ثم اقترب منها وأزال الدموع التي كانت معلقه بعينيها وقال بحنان: كملي أنا سمعك.
اومأت سيليا رأسها بتوتر ثم تابعت: بس جيه يوم كتب الكتاب وعز كل ده بيحاول يقنع ماما أنها توقف كل اللي بيحصل ده وهي مكنتش سامعه لحد أي حاجه، كان عندي أمل أن أسر يجي بسرعه يمكن يلحق يوقف كل ده، لكن للأسف أسر جيه بعد ما كتبنا الكتاب، بس وروحت مع ياسين، ومن ساعتها وأنا مش بكلم ماما تاني ومش مسمحاها على كل اللي عملته فيا ده.
سألها سفيان بتوتر: حبتيه؟
قهقهت سيليا بصوتٍ عالي فنظر لها سفيان باستغراب فهي من عدة دقائق كانت تبكي بشدة فكيف تبدل حالها هكذا.