جزء 3

841 80 5
                                    

شعرت أشجان بأن يد نرجس ترتجف فنظرت الى عينيها .. رأتها دامعة كئيبه ، لم تنبس ببنت شفه إذ أنها عرفت السبب في حزن صديقتها .
طوال اليوم الأول لم تفارق أشجان نرجس أبدا ، فالفتاتان كانتا خائفتين من هذا العالم الجديد المجهول !
أنقضى اليوم الدراسي الأول وعادت الفتيات الى غرفتهن الصغيره تلك وما أن أقتربت نرجس وأشجان من باب الغرفة حتى سمعتا صوت رؤى يتعالى .. وريم تحاول تهدئتها وما أن كاد يتحول الأمر الى عراك حتى دخلت الفتاتان الغرفه .
صمتت رؤى حينما التقت عيناها بعيني نرجس ثم اتجهت إليها و هي متلهفه كما يتجه الطفل الى امه:
‏_نرجس .. أختاه ، بربك أنظري إلى ريم إنها تريد أن تعلق صور أولئك الفساق ع الحائط ! وأشارت الى صور بعض المطربين والممثلين التي كانت في يد ريم .
ابتسمت نرجس كعادتها ثم قالت لرؤى:
‏_السلام عليكم أولا ! فردت الفتيات السلام ثم أكملت حديثها..
‏_يارؤى ياصديقتي لايحل الامر بهذا الصراخ .. أهدئي قليلا ثم نظرت الى ريم التي كانت لاتفهم لماذا هذا الغضب ، أتجهت إليها نرجس قائله :
‏_ريم عزيزتي علقي هذه الصور في أي مكان يحلو لك !
تعجبت رؤى من كلام نرجس وقالت لها :
‏_كنت أعتقد بأن عقلك اكبر من هذا ..!!؟ كيف ...
وماكادت تكمل كلامها حتى أمسكتها نرجس من ذراعها مسكة خفيفه وقادتها الى سريرها و هناك وبصوت خافت رددت نرجس بعض الكلمات التي بالكاد سمعتها رؤى :
‏_عزيزتي .. ماهكذا نجذبهم الى رحاب الله .. لتفعل ماتشاء الآن ، وبعدها سنتكلم معها بهدوء وتعقل مع إحضار الدلائل والبراهين ع صحة كلامنا و هذا ماسيجعلها تتراجع عن موقفها وتقوم بإزالة تلك الصور بنفسها ..!
هدأت رؤى بعد أن أقتنعت بكلام نرجس ثم اعتذرت من سوء تصرفها وعن عصبيتها تلك وحاولت أن تبرر موقفها بأنها ما غضبت الا لدينها الحبيب وبأنها تغضب إذا رأت أحدى صديقاتها تهين الاسلام بهذه الخزعبلات!هدأتها نرجس وأقنعتها بأن الأسلام يبقى عاليا دائما وابدا لا يهان بتصرفات أحد مهما كان .. والذي يهان هو الأنسان المذنب إذا لم يتب ويندم ع فعله.
قامت نرجس متجهة نحو سريرها وحاولت ببعض الكلمات اللطيفه أن تعيد صفاء الجو، وبدأت كل واحدة تسرد ماجرى في يومها الجامعي الاول ..
‏.

نرجسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن