جزء 16

473 39 2
                                    

إجتمعت فتيات القسم الداخلي في الصالة الكبيرة الواقعة في الطابق الأول لغرض الإحتفال بخطوبة إحدى الفتيات وهي ( حنان ) تلك الفتاة الغنية والجميلة ..
والتي طالما حاولن بنات القسم أن يعقدن صداقة معها لما تتمتع به من ثروة وجاه ومقام عالي بين أوساط الجامعة !
كانت أكثر فتيات القسم أو الجامعة تتمنى أن تملك ولو ذرة من جمال حنان أو تملك عشر ثروتهل ... !
وها هو اليوم موعد الحفل الخاص الذي أعدته الفتيات لصديقتهن المدللة والمحظوظة حنان!
عندما كن يجتمعن حولهر لا تسمع منهن إلا كلمات الإعجاب والإطراء وما إن يبتعدن عنها حتى ترى علامات الغيرة وكلمات البغض ونظرات الحسد تتطاير من أعينهن? !
وطبعا هذه ليست نظرة جميع الفتيات فإن هنالك من تنظر إلى حنان نظرة شفقة وألم لما تعيشه هذه الفتاة من سعادة وهمية غير دائمة وزائلة في يوم ما دون شك.
نعم هكذا كانت نظرة نرجس ورؤى وأشجان أما ريم فنراها قذ ذهبت بها الأحلام والأوهام نحو جمال تلك الحياة والسعادة التي تشعر بها حنان الآن فالمال والجمال والشباب الوسيم الذي سيكون زوجا لحنان كل هذا مماكانت تحلم به ريم وتتمنى أن تحصل ولو على واحدة مما حصلت عليه تلك الفتاة ورغم أن ريم فتاة ميسورة ماديا ومن عائلة غنية ومعروفة إلا أنها كانت دائمة النظر إلى من هم أعلى من مستواها مصحوبة نظراتها تلك بكل الإعجاب والتمني.
وهاهي الدقائق تمضي والفتيات مجتمعات في تلك الصالة التي تزينت بالبالونات والورود وهن ينتظرن إطلالة أميرة الحسن والجمال وبعد لحظات دخلت حنان وقد إرتدت أفخر الثياب ووضعت أرقى أنواع المكياج أما تسريحة شعرها فلقد جعلت الفتيات في دهشة وحيرة , صاحت ريم : آه ما أجملها.   . ..
كأنني في قصص الخيال!
وصاحت أخرى : كأنها سندرلا!
بدأ الإحتفال الآن , نهضت الفتيات من أماكنهن وتوجهن نحو حنان يهنئنها على الخطوبة وإجتمعن حولها وكل من في الصالة يغدق عليها الهدايا والورود تقدمت نرجس وصديقاتها نحو حنان وهنأنها بهذه المناسبة , وبعدها إجتمعن الفتيات في حلقة وهن يمسكن بحنان التي بدت في أسعد لحظات حياتها ثم بدأ الرقص والغناء.
سحبت نرجس نفسها عندما وجدت أن الأمور أصبحت مما لا يحمد عقباه فقد إرتفع صوت جهاز التسجيل بتلك الأغاني الصاخبة وبدأت أجساد الفتيات تتمايل مع الموسيقى والألحان في منظر جعل رؤى تبكي لأنها لم تألف هذا المشهد من قبل!  أما ريم فقد إنخرطت مع الفتيات تقلد هذه وتراقص تلك! كان منظرا مؤلما فعلا وقليلات هن الفتيات اللواتي لم يشتركن في تلك الحفلة.
حاولت أشجان أن تنقذ الموقف بأن سحبت ريم من يدها وأخرجتها من تلك الحلقة وقالت لها : أما ترين أن نرجس ورؤى قد إنسحبتا لماذا لا نتبعهما نحن أيضا?
قالت ريم : أرجوك يا أشجان دعينا منهما إنهما معقدتان! ! ولا تستطيعان الإنسجام مع هذه الأجواء لذلك إنسحبتا.
أما أشجان فكانت لا تعرف ما تفعل ضميرها يؤنبها لأنها لم تلتحق بنرجس ورؤى وألمها على صديقتها يجعلها تعود لإقناعها.
عادت نرجس إلى الصالة بعد أن هدأت رؤى التي كانت شبه منهارة وتركتها مستلقية على سريرها في الغرفة.  كانت نرجس قد عادت الى الصالة لنتظر حال صديقتيها وأين مكانهما الآن من هذه المهزلة.
كانت نتظر وهي واقفة في باب الصالة إلى الداخل علهر تقع عيناها على ريم أو أشجان.
وأخيرا وجدت ريم التي كانت منشغلة بالغناء والرقص , ثم حاولت أن تبحث عن أشجان وبعد مضني وجدتها تجلس بعيدا وقد وضعت رأسها على على المنضدة التي أمامها وقد إنخرطت بالبكاء
جاءتها نرجس وهي تشك في كون هذه الفتاة أشجان أم لا ,  حاولت وبحركة رقيقة أن ترفع رأس تلك الفتاة وحينها تأكدت من أنها هي , نظرت إلى عينيها الغارقتين بالدموع خاطبتها نرجس بدهشة : أشجان مابك يا حبيبتي?
لم تستطع أشجان أن تنبس ببنت شفة لكنها حضنت صديقتها وأرتفع صوت بكائها حاولت أخيرا أن تتكلم : نرجس أرجوك أبعدي ريم عن ذلك الفعل أو لست فتاتنا العاقلة والصديقة الناضجة?
إذن لناذا تتركين صديقتك في الموفف السيء بين رفيقات السوء والشياطين الرذيلة?
حاولت نرجس أن تهدئتها لكن طيبة قلب أشجان يمنعها من السيطرة على مشاعرها تجاه ما تراه من ريم.
قالت نرجس : سنصحبها لكن ليس الآن بل إن الله سيهيء لنا الوقت المناسب
مشت الفتاتان نحو باب الصالة للخروج من ذلك المكان إنتبهت ريم إلى خروجهما لكن المتعة التي كانت تشعر بها كانت تمنعها من اللحاق بهما.
دقت الساعة وكانت تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل صرخت رؤى : كيف ترضي أمينة القسم أن تستمر الحفلة إلى هذا الوقت المتأخر من الليل?
أجابت أشجان : لا تنسين أن أمينة القسم التي تتكلمين عنها قد رأيناها وهي في حالة من الإنتعاش والسعادة وهي ترى تلك الحفلة ولقد شاركت الفتيات في الرقص والغناء!
في تلك الأثناء كانت نرجس قد فرشت سجادة الصلاة لتبدأ في إداء صلاة الليل عندما طلبت منهرثا رؤى أن تنتظر قليلا حتى تقوم هي أيضا وتتوضأ وتشاركها الصلاة وما كان من أشجان إلا أن أسرعت مع رؤى للوضوء وإداء صلاة الليل سوية كان منظرا عجيبا فرغم صوت الغناء المرتفع من الطابق الأول ورغم أصوات الضحكات المتعالية من الفتيات في الصالة إلا إننا نجد نرجس ورؤى وأشجان قد صرن في حالة من الروحانية لم يمرن بها من قبل فهن لأول مرة يؤدين صلاة الليل مع بعض وهذا أن دل على شيء فأنما يدل على الإيمان الذي كان يملأ قلب كل واحدة منهن.
كن مصداق لقول الإمان علي عليه السلام ♢ ذكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء وسط الهشيم وكالدار العامرة بين ربوع الخربة ♢
ها نحن نراهن قد وقفن أمام الخالق يعترفن له بحبهن وشوقهن إلى رحابه في حين نجد أكثر فتيات القسم في الوقت نفسه قد وضعن أيديهن بيد الشيطان وذهبن وراء نزواتهن وأهوائهن وريم مع كل الأسف واحدة من تلك الفتيات.
دخلت ريم الغرفة بعد إنتهاء الحفلة وهي مرهقة ومتعبة ودهشت عندما رأت منظر صديقاتها الثلاث وهن في تلك الروحانية العالية يقفن أمام الله ويؤدين صلاة الليل بكامل الخشوع والخضوع للمعبود جل وعلا بحيث إنهن لم ينتبهن إلى دخول ريم التي بدأت تسلل وهي خجلة حتى وصلت إلى سريرها وأدخلت نفسها بكل هدوء داخل الفراش وبدأت نتظر إلى صديقاتها وهن في حالتهن العجيبة تلك!
بعد أن أكملن أداء تلك الصلاة المستحبة بدأت نرجس تناجي الله كعادتها لكن هذت المرة بصوت مرتفع لتشترك صديقاتها معها في المناجاة كانت تردد والدموع تهطل من عينيها كالأمطار :
اللهم إحملنا في سفن نجاتك ومتعنا بلذيذ مناجاتك وأوردنا حياض حبك وأذقنا حلاوة ودك وقربك وإجعل جهادنا فيك وهمنا في طاعتك وأخلص نياتنا فإنا بك ولك ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت.
ثم أكملت بصوت شجي تخنقه العبرة : إلهي لقد إنقطعت إليك همتي وإنصرفت نحوك رغبتي فأنت لا غيرك مرادي ولك لا لسواك سهري وسهادي ولقاؤك قرة عيني ووصلك مني نفسي وإليك شوقي وفي محبتك ولهي وإلى هواك صبابتي ورضاك بغيتي ورؤيتك حاجتي وجوارك طلبي وقربك غاية سؤلي وفي مناجاتك روحي وراحتي وعندك دواء علتي وشفاء غلتي وبرد لوعتي وكشف كربتي  , فكن أنيسي في وحشتي ومقيل عثرتي وغافر زلتي وقابل توبتي ومجيب دعوتي وولي عصمتي ومغني فاقتي ولا تقطعني عنك ولا تبعدني  منك يا نعيمي وجنتي ويا دنياي وآخرتي.
وهنا إرتفع صوت رؤى وأشجان بالبكاء والنحيب فقد كان صوت نرجس يفتت الصخر لأنه يصدر عن عقيدة صادقة وإيمان راسخ ,  أما ريم فقد إختنقت بعبرتها بصدرها فلم تكن تستطيع مشاركة صديقاتها دعائهن وتوسلهن بالله لأنها كانت قبل قليل تعصبه دون أدب أو خجل!
أما الفتيات الثلاث فبعد إكمال صلاتهن شعرن براحة أكبر عندما وجدن ريم قد رجعت للغرفة.
إتجهت نرجس نحوها وعندما أحست ريم بذلك أغمضت عينيها لتوهم نرجس بأنها قد نامت , وما كان من بطلتنا إلا أن قبلت جبهة صديقتها المسكينة وهي تقول :
إلهي لم تعصك بقصد المكابرة والجحود وإنما هي النفس الأمارة بالسوء فإرحمها وإهدها إلى الطريق المستقيم.
إقترب موعد الإمتحانات لهذه السنة والفتيات منهمكات في الدراسة والتحضير لإمتحانات المرحلة الثانية ومما كان يزيد من قلق الفتيات هو مرض صديقتهن أشجان , نعم فلقد هجم عليها المرض بشكل مفاجئ وسريع وصارت في حالة يرثى لها.
كانت نرجس تقضي ليلتها بالقرب من أشجان تحاول أن تقوي عزيمتها ولأنهما كانتا في نفس المرحلة وفي نفس الأختصاص بل في نفس الشعبة الدراسية فلقد كانت نرجس تقرأ بصوت عال حتى تسمع أشجان التي لم تكن قادرة حتى على إمساك الكتاب!  حتى أن رؤى وريم كانتا تتركان الغرفة لنرجس تذاكر فيها مع أشجان وتذهبان هما إلى غرفة أخرى للمذاكرة مع زميلاتهما في تلك الغرفة المجاورة.
إستمرت هذه طوال فترة المراجعة وهذا هو اليوم الأخير يأتي ولم يبق إلا ليلة واحدة تفصلهما عن يوم الإختبار الأول.
حاولت جاهدات أن يقوين من عزيمتها ويساعدنها على تحسين صحتها لكت الأمر كان يسوء يوما بعد يوم ...
وفي الصباح إتجهت نرجس نحوها لتعطيها الدواء وتطمئن عليها فسمعتها تردد بعض الكلمات مما جعل نرجس تتفاءل وتطمئن بعض الشيء ألقت عليها التحية ووضعت يديها خلف ظهرها لتسندها وتناولها الدواء وأثناء محاولة أشجان الجلوس تكلمت ببعض الكلمات وهي تهم بالجلوس ... نعم فلقد رددت هذه الكلمات يا صاحب الزمان يامولاي أدركني.
ثم تساقطت دمعة من عينها حاولت أن تمسحها بسرعة  , أما نرجس فلقد كانت تنظر إليها وهي غير مصدقة لما سمعت ... هل فعلا إن إشجان ندبت الإمام صاحب الزمان? ! هل إنها طلبت منه أن يدركها? ! هل بدأت تتعلق به وتتوسل به إلى الله?
قالت أشجان وهي تتوجع ألما لم بها : أرجوك يانرجس إطلبي من الإمام أن يكن معي في الإمتحان اليوم فأنا بأمس الحاجة إلى وجوده معي ودعائه لي ... إحتضنتها نرجس وبكت الإثنتان ... قالت الأخيرة حبيبتي أشجان من دون أن أطلب منه ذلك فإنه سيكون معك لا شك في ذلك صدقيني.
أجابتها أشجان : أنا أعرف يا نرجس بأني لا أستحق منه الدعاء أو الشفاعة لكنه يحبك ويسمع طلبك أرجوك إطلبي منه أن يدعو لي عند الله في أن أنجح في الإمتحانات أرجوك يانرجس.
قامت نرجس بتهدئة صديقتها ومساعدتها على النهوض وأكدت لها بأنها ستنجح طالما سيكون أبا صالح المهدي معها.
إنتهت أيام الأمتحانات ولم يبق إلا إستلام النتائج وإلإنتقال إلى المرحلة الدراسية الثالثة.
بعد أيام قليلة ظهرت النتائج كانت الفتيات قد نجحن في إجتياز الإختبارات بتفوق ولم يتبق إلا ريم التي تأخرت وما تزال الفتيات ينتظرنها لمعرفة النتيجة وهنا دخلت ريم الغرفة وقد تغير لون وجهها وبدأ عليها الحزن سألتها وبصوت واحد :
ما النتيجة ياريم?
لم تتكلم وإتجهت إلى سريرها باكية.
حاولت نرجس أن تفهم الموضوع لكن ريم كانت في حالة من الهستريا ولم تدع أي من الفتيات تعرف نتيجتها ـ
وفي المساء وبعد أن بدأت الفتيات بتحضير أمتعتهن - إذ في صباح اليوم التالي تكون كل واحدة قد رجعت إلى مدينتها - كانت رين قد هدأت قليلا وإتجهت هي الأخرى إلى تحضير أغراضها والإستعداد للرحيل قالت أشجان : هل سنفترق ياريم دون معرفة نتيجتك?
أجابت ريم : لدي ثلاثة مواد يجب أن أعود بعد شهرين لأعيد إمتحانها مرة أخرى لأني حصلت على تقدير ضعيف فيها. 
قالت رؤى إذن أنت لم تفشلي في جميع الإختبارات ولم تكن نتيجتك الرسوب وما تزال أمامك فرصة أخرى فلماذا كل هذا الحزن?
قالت ريم : أو تسأليني لماذا الحزن?  ما الفرق بيني وبينكن ولماذا أنتن قد نجحتن وأنا لا?
بل أن طلاب مرحلتي جميعم نجحوا إلا إننا لماذا علي أن أعيد الأختبار? هل هذا هو عدل الله ... أو ليس عادلا? ! لماذا إذن يفرق بيني وبينكن. .. لماذا لا يساوي في نتائجنا? ولماذا أنا بالذات لماذا لماذا? !!
وبدأت بالصراخ وعادت حالة الهستريا التي إنتابتها أثناء عودتها من الجامعة ,  كانت في حالة مؤلمة ومحزنة وقفت الفتيات عاجزات إزاءها
ثم أنها أكملت : إن من حقنا على الله أن يعطينا ثمرات تعبنا فلقد درست وتعبت ثم أستلم النتيجة هذه!  وهذه أشجان طوال فترة المذاكرة والتحضير للإختبار لم تقرأ ولا كلمة واحدة وهي نجحت وبتفوق وأنا أفشل في ثلاث مواد ولا واحدة ولا إثنين ... ثلاثة! !
بربكن أو ليس هذا ظلما?  لماذا يفعل الله بي هذا لماذا? أجبوني!
وهنا أجابت أشجان : هل تريدين من الله أن يعطيك حقك?  إسألي نفسك أولا ياريم هل أعطيت الله حقه ,  وبعدها طالبيه بحقك عنده !  ألم تسمعي قول أمير المؤمنين علي عليه السلام :♢ من أراد أن ينظر ماله عند الله فلينظر مالله عنده ♢
تذكري تلك الليلة التي قضيتيها بالرقص والطرب ألا تستحقين أن يعاقبك الله على ما إقترفتيه من ذنب تلك الليلة?
أجابت ريم مابك يا أشجان لماذا تكبرين الموضوع وتعطيه أكبر من حجمه?
ماذا يعني أن قضيتها بالرقص والغناء? أريد أن أمتع نفسي هل هذا حرام? إننا كنا جميعا فتيات ولا يوجد بيننا شاب في تلك الليلة حتى يطلع علينا وعلى رقصنا , ومن ثم ألم تسمعي بالقول : ساعة لربك وساعة لقلبك ... ها ألم تسمعي? !
ضحكت أشجان وقالت : أنا لم أقرأ هذا القول في كتاب معتبر أو أسمعه من حكيم بل دائما يتردد على لسان الجهال الذين يريدون تبرئة أنفسهم! وحتى إن كان هذا القول صحيحا فأكيد إن معناه ليس كما تتصورين أنت ... كم مرة تكلمنا عن الغناء خلال العام الماضي وأخبرتك حينها إنني أقلعت عن ذلك الفعل حال إثبات نرجس لي بأنه حرام حرام حرام.
فأجابت ريم : ولكني إلى الآن غير مقتنعة بأنه حرام ولو كان حراما كما تدعون فإنه من الذنوب الصغيرة وليس ذنبا كبيرا حتى أستحق العقوبة عليه بهذا الشكل!
وهنا تكلمت نرجس : أتذكرين ياريم ذلك الحوار الذي دار بيننا في بداية العام الماضي حول الصور التي أردت تعليقها على الجدار? قالت ريم بعد أن بدأ صوتها بالإنخفاض عما كان عليه
-نعم أتذكر
_ لماذا مزقت تلك الصور بعد الحوار?
- لإني خفت من المصير الذي ينتظرني لو أعجبت بأصحاب هذه الصور.
- وما هو المصير الذي خفت منه?
- جهنم وبئس المصير.
- إذن إن كانت أعمالهم جيدة لماذا يحشرون في نار جهنم إذ لم يكن الغناء أو الطرب حراما ... لماذا سيكون مصيرهم النار? !
- نعم يا نرجس لكني لا أفعل ما يفعلوه .. فأنا لا أعمل مغنية ولم أخلع حجابي كالمطربات ولم أشرب الخمر كأكثر الممثلين والممثلات فأنا أستمع إلى الغناء لا أكثر ولا أقل!
إسمعي ياريم سأروي لك هذه الرواية وأنت بعدها إحكمي هل الغناء حلال أم حرام ..
يذكر صاحب كتاب الفقيه أنه جاء رجل للإمام الصادق عليه السلام
وقال له : بأبي أنت وأمي إني أدخل كنيفا (الحمام ) ولي جيراة عندهم جوار يتغنين ويضربن العود فربما أطلت الجلوس إستماعا مني لهن.
فقال عليه السلام : لا تفعل!  فقال الرجل : والله ما آتيتهن إنما هو سماع إسمعه بأذني !
فقال عليه السلام : بالله أنت أما سمعت الله يقول : ♢إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عند الله مسئولا ♢
فقال الرجل : بلى والله كأني لم أسمع بهذه الآية من قبل!  إني لا أعود إن شاء الله وإني أستغفر الله ـ فقال له الإمام الصادق قم وأغتسل وصل ما بدا لك فإنك كنت قائما على أمر عظيم ما أسوء حالك لو مت على ذلك!  أحمد الله وسله التوبة من كل ما كره فإنه لا يكره إلا كل قبيح والقبيح دعه لأهله فإن لا أهل له
والآن يا ريم هل ما زلتِ مُصرّة على إن الغناء حلال؟! او انه من الذنوب الصغيرة؟!
هل رأيتِ بأن الإمام الصادق «صلوات الله وسلامه عليه» يعتبره امراً عظيما؟ بل واعدّهُ من الأمور القبيحة التي يجب ان تدعيها لأهلها.
ثم اسمعي هذه الأحاديث الشريفة التي جاءت في حرمة الغناء..
🌿قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم.
🌴وعن الإمام الباقر «صلوات الله وسلامه عليه» : الغناء مما وعد الله عز وجل عليه النار ثم تلا هده الآية :
«ومن الناس من يشري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله».
🌿وعن الإمام الصادق «صلوات الله وسلامه عليه» :
بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة ولا تُجاب فيه الدعوة ولا تدخله الملائكة!
وطبقاً لهذا الحديث الشريف أن لا تنظري من الله ان يستجيب دعائك ما دمت قائمة على هذا الأثم العظيم.
ولقد ورد في الحديث الشريف : «من اصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان ينطق عن الرحمن فقد عبد الرحمن وإن كان ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان».
وماذا تقولين يا ريم هل المطرب ينطق عن الرحمن أم عن الشيطان؟
-عن الشيطان طبعاً.
🎀قالت ريم جملتها وقد طأطأت برأسها 😔 كمن خسر المعركة قالت رؤى وهي توجّه كلامها لريم:
إن اعترافك هذا يذكرني بذلك الرجل الذي جاء ليسأل الإمام الباقر «صلوات الله وسلامه عليه» عن الغناء فقال له الإمام «صلوات الله وسلامه عليه» : يا فلان إذا مُيّزَ بين الحق والباطل فأنى يكون الغناء؟
فقال الرجل : مع الباطل.
فقال الإمام : لقد حكمت.
نعم فإنه سأل وأجاب نفسه..وهكذا حالك يا ريم أنتِ من حكمتِ على الغناء بأنه كلام صادر من الشيطان «فماذا بعد الحق إلا الضلال»؟.

نرجسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن