جزء 9

557 48 1
                                    

يا أشجان أنا لم اجيء لتعرفيني على رافد بل جئت لأكلمك بأمر هام جدا
اطرقت اشجان برأسها إلى الأرض وكأنها عرفت ذلك الأمر ثم أستأذنت من هيام ورافد وذهبت مع نرجس التي اصطحبتها إلى داخل المكتبة ولحسن الحظ كانت المكتبة خالية من الطلاب فأجلت نرجس فكرة استعارة تلك الكتب وسحبت أحدى الكراسي المخصصة للمطالعة وجلس  وقد اسندت يديها إلى الطاولة التي وضعت وسط المكتبة ثم أشارت إلى أشجان بالجلوس
جلست الأخيرة ورأسها ما يزال مطرف إلى الأرض تكلمت نرجس وهي مستاءة جدا ؟
- أشجان هل تحبيني ؟
- نعم أقسم على ذلك
- وهل ستقبلين كل كلمة مني ؟ - نعم  .. وأنا بأمس الحاجة إلى كلامك !
عجيب وإن كنت محتاجة إلى كلامي هكذا لماذا لم تطلبيه مني سابقا ؟
- لا فهمتيني خطأ . . . أنا اليوم بالذات محتاجة إلى حديثك
- ولماذا اليوم ؟
- لما وقعت فيه من مأزق لا اعرف كيف الخروج منه !
- وهل هيام هي السبب؟
- نعم  ... أنها هي ولا أدري إن كانت تقصد ايقاعي ام لا !
- إشرحي لي يا أشجان وأنا مصغية لكلامك
- أنت تعرفين إنني أتجهت إلى هيام لأنها وافقتني في أمور كثيرة وكنت اضن بأني سأكون سعيدة معها ولم أكد أشعر بعطعم السعادة تلك حتى عرفتني على رافد الذي أبدى إعجابه بي و .. ( صمتت قليلا )
- وماذا يا أشجان اكملي ...
- لقد صارحني بأنه يحبني منذ اللحظة التي رآني فيها
- وهل جلست معه لوحدك يا أشجان ؟
- لا لا يانرجس صدقيني لم أدع هيام تتركني لحظة واحدة رغم أن رافد كان يصر على أن ينفرد بي ليصارحني أكثر لكني كنت أرفض
- ولماذا ترفضين ؟
- لا أعرف كان هناك خوف في داخلي يمنعني
- وثم ؟
ثم أرسلت إليه خبر بيد هيام بأنه إن كان يحبني فعلا فليسع في مفاتحة أهلي بالموضوع
- أحسنت وما كان جوابه ؟
- عندما رأيتيه معنا قبل قليل قد جاء ليخبرني بالجواب بنفسه
- وماذا قال... ؟
- قال بأنه حاليا يريد أن يتعرف علي من خلال ( تكوين صداقة ) ثم بعدها نقرر كلاما هل نلائم بعضنا أم لا ؟ !
- يا إلهي .. وهل تظنين أن هذا تفكير صحيح يا أشجان ؟!!
- أنا لا أعرف شيئا ولذلك قلت بأني محتاجة إليك
- اسمعي يا عزيزتي ... أنه يستطيع أن يتعرف عليك قبل الزواج وهذا من حقه لكن ليس بصيغة ( تكوين صداقة) كما أقترح هو .. بل بصيغة ( فترة الخطوبة ) التي أقر بها  الإسلام لما لها من تأثير كبير في تعريف كل من المخطوبين بالآخر يعني أنه يجب أن يخطبك أولا ويتم ذلك من خلال طلب يدك من أهلك وعند الموافقه تتم الخطبة على بركة الله ويعلن هذا أمام الجميع من خلال لبسك الخاتم الخطوبة وكذلك هو حينها فقط تتمكنين من الحديث معه ومعرفته ومعرفتك ولن تكونا آثمين أمام الله ولا أمام الأهل ولا أمام المجتمع بأسره فالكل يعرف بأنه خطيبك وبأنكما ستتزوجان...
ولكن أن يأتي ويقعد معك صداقة بدون رضى الرب وبدون علم الأهل فهذا هو الخطأ الكبير يا أشجان
- ولكن لماذا هو خطأ يا نرجس ؟
- يا عزيزتي ... بعدما تعقد تلك الصداقة بينكما من يضمن لك بأنك ستنالين أعجابه وبأنه سينال أعجابك وسيتم الزواج !
ومن ثم سيعرف جميع من في الجامعة بأنك ذات علاقة محرمة بنظر الدين أولا ونظر المجتمع ثانيا وستخسرين سمعتك يا أختاه ولن تجنين إلا الندم صديقيني هذا من باب المجتمع والعرف والتقاليد ... أما من باب نظرة الإسلام لهذه العلاقة فإنه يعتبرها غير شرعية لما تحتويه من نظرات مريضة سينظر إليكي بها ذلك الشاب الذي اعحبه شكلك وجمالك ويتمنى أن يشبعك بشهوته تلك بالنظر إلى مفاتنك فهل تضمنين لي بأنه لن ينظر إليك خلال تلك الجلسات وهل سوف تمنعين نفسك من النظر إليه ؟!
فالأسلام يرفض هكذا علاقات لما تحتويه من محرمات وليس( الزنا) مقتصر على العلاقة الجنسية المحرمة بل أنك إذا نظرت آلة شاب وأطلت النظر إليه فإن عينيك إذا نظرت إلى شاب وأطلت النظر إليه فإن عينيك قد زنت ... ! وإذا أستمعت إلى الكلام الشيطاني البذيء فإن أذنك قد زنت ... ! وإذا تكلمت بكلام لا أخلاقي وذي ريبة وفتنة فإن فمك قد زنى ... ! وهكذا فإن كل عضو من أعضاء الإنسان له حظ في الزنا وليس الفرج فقط حسب قول الأئمة عليهم السلام ثم صمتت نرجس لترى تأثير كلماتها على أشجان التي كانت صامته لا تتكلم
فأكملت  نرجس وهي محالة أنها الجلسة :
اسمعي يا أشجان أن كنت تهتمين لأمر دينك ولنظرة الله لك فحافظي على سمعتك وعلى شرف أهلك فأنت في مدينة غير مدينتك وما تفعلينه بعد خيانة لوالدك الذي وثق بك وأرسلك إلى مكان بعيد عنه فقط لأجلك ولأجل مستقبلك ولأنه واثق بك فلا تخونيه يا أختاه .. أنه لا يستحق ذلك منك ...
ثم قامت وتركت أشجان تسرح بمخليتها مما يمكن أن يحدث عقدت تلك الصداقة وهي تتخيل وترسم تلك الصورة في خيالها وتقارنها مع كلمات صديقتها نرجس
رجعت الفتاتان إلى مكان أقامتها وفي الطريق كانت كل واحدة منها تفكر بما دار بينهما من حديث وفي الغرفة قامت أشجان بإخبار نرجس عن قرارها النهائي ...

نرجسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن