مـضـت آلآيآمـ بسرعة وانقضت الأشهر الأربعة للعطلة الصيفية وها هو العام الدراسي الجديد قد أتى كانت #نرجس في طريقها إلى المدينة التي تدرس فيها وكانت طيلة وجودها في القطار تفكّر بما قد تجده من تغيرات في عامها الدراسي الثالث.
هل ريم نجحت في الإختبار؟
هل إن رؤى تزوجت أم ما زالت مخطوبة؟
قد تكون أشجان هي الأخرى قد خطيبت!
وعندما وصلت إلى إلى التفكير بأشجان وجدت نفسها مشتاقة بشكل كبير لرؤية ذلك الوجه الجميل والبريء..آه كم أنتِ طيبة يا أشجان وكم أتمنى أن تكوني سعيدة في حياتكِ.👈«ما اجملها من دعوة من قبل صديقة» 😍
كانت نرجس تخاطب صديقتها بهذه الكلمات قبل أن يحصل اللقاء الفعلي بينهما وكانت في داخلها تشعر أن هناك تغيّرًا كبيرًا قد حصل لإشجان يجعل بطلتنا تشعر براحة كبيرة 😌 رغم عدم معرفتها لهذا التغيّر.
وصلت نرجس إلى تلك المدينة وبسرعة تمتزج بالغبطة اتجهت نحو باصات الركاب التي انطلقت بها إلى القسم الداخلي. هناك وجدت رؤى وريم بإنتظارها ركضت نحوهما 💛، وبشوق ولهفة احتظنت رؤى وقبلتها😘 وبنفس اللهجة اتجهت نحو ريم وهي تردد :
صديقتي الحبيبة أخبريني هل نجحتِ؟
اجابت ريم وهي تحتضن نرجس : آه يا صديقتي 😢 نعم لقد نجحت بفضل دعائكم لي يا أختاه.
وبعد ان أطمأنت نرجس على ريم وحمدت الله تعالى على نجاحها نظرت إلى رؤى وقالت :
وانتِ يا رؤى كيف حال خطيبكِ؟ ألم تتزوجا بعد؟ اجابت رؤى بالنفي وبأن الزواج قد يكون بعد التخرج بإذن الله 😊..سألتهن عن اشجان ولماذا لم تصل بعد..
قالت رؤى: لا علم لنا اتمنى ان يكون مجيؤوها قريبًا فلقد اشتقت إليها كثيرًا.
وبعد ساعة ⏰ تقريبًا من وصول نرجس طرقت أشجان الباب وهمّت بالدخول فتعالت أصوات الجميع 😀😃 معبرة عن سعادة اللقاء ..وبعد ان قمن إليها وقبلنها وساعدنها في إدخال الأغراض إلى الغرفة رأت الفتيات ان هناك تغيرًا مثيرًا للإنتباه 😶، نعم فإن أشجان وبرغم ما تملك من جمال 😍خلّاب إلا إن جمالها هذه المرة مختلف تمامًا..نعم وجهها خال من اي مكياج وهدا ليس بجديد ! فلقد تركت تلك المواد منذ العام الماضي إذن ما السر؟
احست نرجس بأن وجه صديقتها بدا متنورًا بنور الإيمان وأصرّت على أن تستغل اقرب فرصة وتسألها عن حالتها الروحانية التي أكيد هي السبب في هذا النور البديع..وفي الجامعة ومنذ اليوم الاول لهذا العام بدات الدراسة الفعلية والمكثفة للفتاتين نرجس واشجان إذ إن اختصاصهما يعتبر من الإختصاصات الصعبة وأصعب مرحلة فيه هي المرحلة الدراسية الثالثة والتي تمر بها فتاتينا الآن وفي أول استراحة حصلت عليها الفتاتان قامت نرجس بفتح الموضوع الذي بداخلها :
أشجان يا اختاه هل لي ان أسألك؟
-تفضلي يا نرجس وبدون ان تستأذني ما الذي يشغلك أخبريني؟
-إن أمرك بات يحيرني كثيرًا فمنذ يوم امس عندما دخلت علينا الغرفة أحسست بأن هناك تغيرًا طرأ عليك بل انني حتى في أيام العطلة كنت أنتِ اكثر واحدة تأتي على بالي وكنا اشعر بأن روحك اصبحت قريبة مني أكثر من ذي قبل فما الذي حدث برأيك ليجعلني اهواك هكذا؟!
ابتسمت اشجان وهمّت بالقول :سبحان الله 😮يا نرجس إنه نفس الشعور الذي يملكني في هذه العطلة لقد أحسيت بان روحينا معًا وجسدينا فقط هما اللذان إبتعدا عن بعضهما.
-ولكن يا أشجان ألا ترين ان هناك أمرًا ما قد حدث؟
-حسنًا يا نرجس سأقول لك الحقيقة التي جعلتنا قريبتين من بعضنا هكذا.
-وما هي يا اشجان اخبريني بربك؟
الذي اظنه بل والذي انا متاكدة منه هو انني منذ ان بدات اشعر بمولاي المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف» وبحبه الذي صار يملأ خافقي حينها بدات روحينا أنا وانتِ تقتربان اكثر من بعضهما لأنهما تتجهان نحو نقطة واحدة وهدف واحد ألا وهو رؤية بقية الله الحجة بن الحسن «صلوات الله عليهما وسلامه» واللقاء به والتشرف بخدمته.
-ماذا تقولين يا أشجان ! هل يعني هذا أنك الآن من المنتظرين لقائم آل محمد «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين»؟
_ ولكن يا أشجان كيف حدث هذا ومتى?
_ هل تصدقين يا نرجس لو قلت لك لا أعرف كيف حدث هذا ولكن متى فأستطيع أن أنني بدأت أفكر في هذا الأمر منذ تلك الليلة التي حدثتني فيها عن الإمام صاحب الزمان نعم منذ تلك الليلة شعرت بأني محتاجة إلى محبة هذا الإنسان العظيم ورغم إني كنت ما أزال غير مقتنعة تماما بوجوده بيننا إلا إن أمره بدأ يشغلني خاصة بعدما كنت أسترق الإستماع إليك وأنت تناجينه ليلا , كانت كلماتك اتجاهه تشعرني به وبوجوده وخاصة عندما كنت تناديه وتخاطبيه بتلك الكلمات التي عرفت بعد ذلك أنها ضمن دعاء الندبة ... ليت شعري أين أستقرت بك النوى? أم أي أرض تقلك أو ثرى? أبرضوى أو غيرها أم ذي طوى? عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوى... ْعزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى ... هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء? هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا? هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى?...
كانت أشجان تردد تلك الكلمات ودموعها تجري على خديها أما نرجس فدهشتها من حفظ أشجان لهذه الكلمات عن ظهر قلب جعلتها لا تصدق ما ترى وتسمع! نظرت إليها أشجان وهي تمسح دموعها ثم قالت : نعم يا نرجس في ليال كثيرة كنت أردد تلك الكلمات معك لأني حفظها عن ظهر قلب كما ترين وعندما كنت تقرأين هذه المناجاة تمتلأ الغرفة جميعها بعطر خاص لم أستنشق أطيب منه من قبل وحتى قبل أن أعرف بأن حبيبك هو صاحب الزمان كتت أتمنى أن أرى ذلك الحبيب الذي تعشقينه كل هذا العشق وتذوبين في حبه صدقيني يا نرجس في بعض الليالي كنت أنتظر تلك الساعات على أحر من الجمر بل أنني كنت أجبر نفسي على أبقى مستيقظة لأكون معك حين مناجاته حتى أشم ذلك العطر وأذوب في تلك الروحانية التي كانت تملأ الغرفة أثناء تكلمك معه هل كنت ترينه يا نرجس أخبريني بربك ?!
تحسرت نرجس بعد هذا السؤال وقالت : آه يا أشجان إنها أمنيتي الوحيدة أن تكتحل عيني برؤيته ... وكم تمنيت أن يتعطف علي ولو بنظرة واحدة كما تعطف على كثير غيري ولكن آه من هذه اللكن ! إلى الآن لم أتشرف برؤيته وأكيد لأنني مازلت غير مهيأة لهذا الأمر العظيم وهو أمر التشرف بلقياه والتحدث معه.
لكني دائما أراه في منامي وأتكلم معه طويلا وعندما أستيقظ أكون قد نسيت ملامحه ونسيت بماذا تكلمنا ومالذي دار بيننا من حديث? !
قالت نرجس الذي أعرفه ان هذا الأمر لا يحدث لي ولكِ فقط ! وكتاب «#الكمالات_الروحية» يزخر بقصص كثيرٍة كقصتنا وأبطالها كانوا قد رأوا الإمام «عجل الله تعالى فرجه الشريف» سواء في الرؤيا أو اليقظة لكنهم لا يتذكرون ملامحه أو صوته ما عدا القليل هم الذين وصلوا إلى درجة معرفته حال رؤيته ووصفه وتذكر ملامحه أو صوته.
والسبب يعود إلى ذلك الإنسان نفسه الذي تشرف برؤية الإمام «عجل الله تعالى فرجه الشريف» وبإيمانه ونحن إلى الآن لم نصل إلى الدرجة التي وصلوها أولئك الذين تشرفوا برؤيته «عجل الله تعالى فرجه الشريف» وبقوا يتذكرون وجهه الشريف وقد نصل إلى تلك الدرجة يومًا ما إن شاء الله تعالى ...
![](https://img.wattpad.com/cover/315398324-288-k936591.jpg)
أنت تقرأ
نرجس
Espiritualنرجس" رواية من الأدب الملتزم المشبع بالقيم تناسب فتيات المرحلة الثانوية والجامعية، تدور أحداثها حول ٤ طالبات جامعيات في السكن الداخلي، تمثل نرجس قطب الرحى بينهن ومصدر جذب وتأثير وإلهام لهن ولغيرهن، تتم مناقشة العديد من المواضيع الدينية بين طياتها أب...