جزء 23

317 35 0
                                    

كآنْٺ مْخُـ‘ـُٱوٌفُ رؤى و ريم وأشجان تتزايد يومًا بعد يوم على مستقبل نرجس وكانت كل واحدة تتساءل في نفسها:
كيف إذا بقيت نرجس بلا زواج؟ وكان أكثر ما يبتهلن به بعد الصلاة هو الدعاء لصديقتهن بأن تجد «إبن الحلال » كما سهل لهن هذا الأمر ووجدت كل فتاة شريك حياتها.

كانت نرجس تلاحظ تغيّر تصرفات الفتيات الثلاث اتجاهها فكن في بعض الأحيان يشفقن عليها ويحاولن أن لا تتكلم أي واحدة منهن عن خطيبها خوفًا من جرح مشاعر نرجس التي بقت هي الوحيدة غير مخطوبة من بين فتيات هذه الغرفة.

كانت أشجان أكثر واحدة منهن قلقًا على نرجس وكانت تقول لخطيبها تقي:
لو أجد فعلًا من يستحقها فسأذهب بنفسي لأخطبه لها!

أما بطلتنا نرجس فما كانت تفكر لحظة واحدة في هذا الأمر إذ كان همها أكبر من أن تفكر بالزواج اصلًا، ورغم كل ما كانت تبديه من عدم إهتمام بأمر الزواج إلا إن أشجان كانت قلقة جدًا عليها فأشجان وبقية الفتيات عندما خطبن شعرن بالإستقرار والأمان وهن الآن يتمنين أن تشعر نرجس بذلك الشعور الجميل في ظل رجل يحبها ويرعاها.

#وفي إحدى الليالي استجمعت أشجان كل قواها وسألت نرجس قائلة:
نرجس يا حبيبتي سأقول لك أمرًا أرجو أن لا تفهمينه خطأ!
-سأحاول أن أتفهمك يا أشجان..قولي ما هو؟
-لماذا لا تطلبين من الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف » بحكم ارتباطك القوي به ان يدعوا الله لك بالزواج؟

أرتفعت ضحكات نرجس عاليًا ولأول مرة تضحك فتاتنا بهذا الشكل وكأنها اطلقت تلك الضحكات من صميم قلبها، ثم حاولت أن تكف عن الضحك عندما وجدت أن أشجان ما سألت سؤالها ذلك إلا لخوفها وحرصها الشديد عليها.

قالت لها نرجس: أتريدني أن أطاب من الإمام أن يدعوا لي بالزواج؟
-ولِمَ لا؟  (هكذا تساءلت رؤى وريم أيضا »
قالت نرجس: وقد بدأ كلامها جديًا و مؤثرًا كالعادة:
اسمعن يا صديقاتي اعرف انكن قد بدأتن تقلقن عليَّ، هذا بعد أن رأيت أن هناك تصرفات غريبة لم اعهدها منكن من قبل بالإضافة إلى الإشارات والهمسات التي اراها بينكن عندما تريد أيًا منكن ان تتكلم عن خطيبها.
أنا لا أرى أن هناك أي حاجة للقلق والإضطراب، صحيح والحق يقال أن كل فتاة تحتاج فطريًا إلى رجل يحميها ويحبها ويشعرها بالطمأنينة والسعادة لكن الذي أريد قوله هو أن الزواج ليس آخر المطاف أو الهدف الوحيد الذي نسعى من اجله وإذا لم يتحقق تتوقف الحياة ونموت عند هذه النقطة!

أما بالنسبة لي فإن الزواج أمر ثانوي و انتن تعرفن بهذا، فهدفي أسمى من أقضي وقتي بالتفكير بفارس الأحلام!
وتربيتي وأخلاقي أعلى من أن أصاب بحالة نفسية أو تسود الدنيا في عيني لأن زواجي تأخر! ثم ما زلت إبنة العشرين عامًا والطريق أمامي طويل..إن سر هذه الحياة وعلمها عند الله فلا نعرف ماذا سبحدث لنا في المستقبل فلماذا التسرع ولماذا كل هذا الخوف والقلق ثم ما يدريني فقد يكون الزواج في غبر مصلحتي الآن وكذلك فأنا مؤمنة وعلى يقين بأنه لن يصيبني إلا ما كتب الله لي «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ،هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ».

نرجسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن