آه يا نرجس..أتذكر جيدًا في أيام الإمتحانات للعام الماضي عندما كنت مريضة 😷 فعندما تصبح ورقة الإمتحان أمامي وبرغم ما أحسّه من ألم 😖 كنت اشعر بطيفه يدور حولي ويشجعني على الكتابة وما أن أمسك القلم ✏️ حتى ابدأ بالإجابة بشكل غير طبيعي ونتيجتي تشهد على ما اقول.
حينها تذكرت كلامك عن قدرته «عجل الله تعالى فرجه الشريف» في مساعدة محبيه لأنه الآن خليفة رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو الوحيد الذي بإمكانه إدارة شؤون جميع المسلمين بل جميع البشر في هذه الأرض بأمر الله سبحانه وتعالى.
وبعد ان استلمت نتيجة الأمتحان خجلت من نفسي وبدأ ضميري يؤنبني 😔 فرغم أنني كنت لم ادخل فعليًا في روضة حبه إلا ان الإمام «صلوات الله وسلامه عليه» عندما ناديته وطلبت منه ان يدعوا الله لي لم يُخيّب ظني 😍 ، لقد دعا لي عند الله وانا متاكدة من ذلك ! فإن مرضي وحالتي المزرية تلك لم تكن تسمح ابدًا بأن أخوض الإمتحان واخرج ناجحة وبهذا التفوق!
وفي العطلة بدأت ابحث وبشكل حثيث على الكتب التي ذكرت لي أسماءها في المرحلة الأولى وبتوكلي على الله تعالى وبمساعدة الإمام لي تمكنت من العثور على جميع تلك الكتب وقرأتها بالكامل! وكلما اكمل قراءة كتاب اشعر بإزالة غشاوة من عيني ، حتى أنتهت العطلة وانتهى معها ألمي واضطرابي فلقد آمنت بوجود الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف» وبكل فخر وثقة أقول :
الآن فقط اشعر بكياني وبوجودي وبأنني أسير على الطريق الصحيح طريق اهل بيت النبوة مهبط الوحي وموضع الرسالة ولولا انت يا نرجس ولولا علاقتك بإمام الزمان «عجل الله تعالى فرجه الشريف» لما تمكنت من الوصول إلى طريق النجاة ابدًا.
-لا تقولي هذا يا اختاه فلولا طيبة قلبك ولولا حبك للحقيقة وعدم تعصبك لما كنت على ما كنت عليه الآن فكثير هم الذين يجدون فرص كفرصتك لكنهم لا يستغلونها في الوصول إلى الحقيقة بل يبقون متزمتين برأيهم مثلهم كمثل اهل الجاهلية الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه في سورة لقمان الآية 21:
«وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولوا كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير».
وفي صباح اليوم التالي كانت نرجس تجلس لوحدها قي قاعة المحاضرات وقد تركتها أشجان وذهبت إلى مكتبة الجامعة مع بعض الطالبات لإستعارة بعض الكتب المهمة من هناك.
وفي هذه الأثناء وبينما كانت نرجس تُذاكر وتستعد للمحاضرة القادمة تقدّم نحوها أحد الطلاب وألقى التحية..
ردّت نرجس التحية بأحسن منها بنظرة سريعة أرادت ان تعرف من خلالها من هو المتكلم فوجدته زميلها «تقي» وهو أحد طلاب مرحلتهم وكان ذلك الشاب أسم على مسمى 😍 فهو قمة في الخُلق والأدب وتقوى الله سبحانه وتعالى...-ترى ماذا ارد تقي من نرجس؟؟؟
##تكلم تقي مع نرجس وهو غاضًّا بصره خافضًا صوته قائلًا :
هل يمكنني أخذ خمسة دقائق من وقتكِ للتحدث في موضوع هام؟
-تفضل يا أخي إن كان الأمر في هذه الأهمية فأنا مستعدة لسماعك.
-أختي نرجس أنتِ تعرفين انني بعيد كل البعد عن التصرفات الصبانية التي تصدر عن أكثر الطلاب ولم أفكر في يوم من الأيام أن أعقد صداقة مع إحدى الطالبات ولم أفكر حتى بالزواج من إحداهن وهذا كان طوال العامين الماضيين.
لكني هذه السنة تغيرت فكرتي تلك فلقد بدأت إحدى الفتيات تجذب إنتباهي بتصرفاتها المتزنة وبتغيراتها الإيجابية اكيد عرفتيها إنها صديقتك «أشجان» فأنا منذ العام الماضي لأحظت هذا التغيير لكني خفت أن تكون أشجان مقلدة لك لا أكثر ولا أقل اما هذه السنة فاشعر أن وجهها قد اشرق بنور الإيمان وبأنها التزمت نتيجة عقيدة في داخلها وليست نزوة أو تقليد.
ارجوكِ يا نرجس هل انا محق بتفكيري أم أنني مخطئ وإن أفكاري هذه مجرد اوهام !؟.
أبتسمت نرجس وهي مطرقة الرأس كالعادة وقالت :
فعلًا يا أخي إن أشجان تغيرت تغيرًا جذريًا.
-كيف هذا ارجو التوضيح أكثر إن امكن؟
-لقد كانت اشجان من عائلة غير ملتزمة دينيًا وبيئتها لم تكن تشجعها على الإلتزام الديني.
إلا إنها ورغم كل هذا كانت سليمة القلب لذلك فقد هداها الله تعالى إلى الإيمان، وملأ قلبها بحب إمامنا المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف» وبدأت منذ ذلك الحين تسير كما امر النبي وآله «صلوات الله عليهم اجمعين» ومحبتهم قد اشرقت ونورت وجهها.
-الآن فقد عرفت سبب تمسكي بتلك الفتاة :
قال تقي حملته هذه وقد احمرّ وجهه ثم اكمل : صدقيني يا اختي نرجس..
انا لست ممن يتطلع في وجوه الفتيات أو ينظر إليهن بريبة ولا اعرف ما الذي جعلني أنتبه لإشراقة تلك الفتاة..رغم انني لم اكن مهتمًا بها عندما كانت غير ملتزمة.

أنت تقرأ
نرجس
Espiritualنرجس" رواية من الأدب الملتزم المشبع بالقيم تناسب فتيات المرحلة الثانوية والجامعية، تدور أحداثها حول ٤ طالبات جامعيات في السكن الداخلي، تمثل نرجس قطب الرحى بينهن ومصدر جذب وتأثير وإلهام لهن ولغيرهن، تتم مناقشة العديد من المواضيع الدينية بين طياتها أب...