كان الطلاب جميعهم يشتركون في الحديث وهو يحاول أن يقرأ تأثير كلماته في أعينهم التي كانت تنظر إليه وقد شدها سحر الحديث.
#أما_نرجس فكانت الوحيدة التي لا تنظر إلى ذلك الأستاذ أبدًا وكانت تقول في نفسها:
ما دام شكله جميلًا وجذّابًا فلن أرفع بصري نحوه، لابقى أستمع إليه وأنا غاضة البصر، المهم عندي أن أفهم ما يريد قوله لنا ولا شيء آخر يهمني!
وفي الحقيقة إن جمال الأستاذ حسن والذي لاحظته نرجس منذ أول وهله دخل فيها لقاعتهم جعلها تخشى النظر إليه مرة أخرى لئلا تقع في النظرة المحرمة.
وقررت بعدها أن تغض الطرف عنه ما دام وسيمًا وجذّابًا والاكثر مت هذا ملتزم دينيًا مما جعل نرجس تخشى أن يكون مصيرها كمصير رؤى صديقتها عندما دخل إليها الشيطان من باب الإلتزام والتدين في تلك الحادثة التي مرت برؤى قبل ثلاث سنوات.
هكذا كانت بطلتنا تحسب للأمور جيدًا وتفكّر قبل ان تفعل أي شيء وتحتاط و تحذر من الشيطان بأدق الامور ،وهكذا يجب أن يكون المؤمن الحقيقي.
بعد مرور عدة أشهر على وجود الاستاذ حسن في الجامعة بدأ امر نرجس وإطراقة راسها المتواصلة وعدم إشتراكها في الحديث تثير التساؤلات لدى ذلك الأستاذ الشاب.
وعندما كان يتحدث عن إمام الزمان «عجل الله تعالى فرجه » وامر ظهوره وهو حديث لا تخلو أي محاضرة من محاضراته منه كانت نرجس حينها تنغسل خدودها بدموعها التي ما أن تسمع إسم «المهدي » حتى تتسابق بالنزول وهذا اكثر ما يجذب نظر الأستاذ حسن ويزيد من حماسه في مواصلة الحديث عن صاحب الزمان «عجل الله تعالى فرجه الشريف » ، ومن خلال عدة محاضرات عرف ان طالبته هذه لها علاقة خاصة مع إمام الزمان وتمنى لو انه يعرف رأيها في قضية المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف » ولماذا كل هذا الألم والحزن والدموع؟
في حقيقة الأمر كان حسن هو الآخر يعيش حالة من الروحانية وله علاقة عجيبة بالإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف » ويتمنى ان يتكلم عنه طوال الوقت وأن يُعرِّف طلابه بل الناس جميعهم بقضية حبيبه الحجة المنتظر..
وإن حالة نرجس تلك جعلته يتمنى أن يتكلم معها شخصيًا ويبثها ألمه وحزنه على فراق الحبيب طالما هي تعيش ذلك الحزن والألم أيضا..وهكذا هم عشاق الإمام يتمنون أن يلتقون دائمًا يشكو كل واحد منهم لآخر حزنه ولوعته على فراق إمامه الغالي..
أقول لأهل القلوب الحزينة
هلّموا لكي نلتقي للبكاء!
وقبل ان تبدأ الإمتخانات النهاية بأيام قرر حسن بعد تفكير طويل بموضوع نرجس أن يتحدث مع صديقتها المقربة أشجان حول حالة تلك الفتاة.
وفعلًا ففي احد الأيام وبينما كانت أشجان تجلس مع خطيبها تقي في حديقة الجامعة وهما يحضّران ويتهيئان لأيام الإمتحانات تقدم الأستاذ حسن نحوهما والقى التحية ..قام الأثنان وردّا التحية.
قال الأستاذ: هل تسمح يا اخي أن أتكلم مع خطيبتك وبحضورك طبعًا حول أمرٍ هام؟
-نعم. يا أستاذي الغالي وبدن أي أذن، فإنك لست فقط أستاذنا بل اخونا والله يشهد.
-قال تقي هذه الكلمات وقد بدت الفرحة لا توصف على وجهه لأنه أستطاع أن يبدي رأيه في أعز أستاذ لديه.
أنت تقرأ
نرجس
Espiritualنرجس" رواية من الأدب الملتزم المشبع بالقيم تناسب فتيات المرحلة الثانوية والجامعية، تدور أحداثها حول ٤ طالبات جامعيات في السكن الداخلي، تمثل نرجس قطب الرحى بينهن ومصدر جذب وتأثير وإلهام لهن ولغيرهن، تتم مناقشة العديد من المواضيع الدينية بين طياتها أب...
