جزء 15

436 37 2
                                    

ٳنتهت السنة الدراسية الٲولى في الجامعة وٳستلمت الفتيات نتيجة الٲمتحانات وكانت الفتيات الٲربع قد نجحن في الٳختبار وٳنتقلن ٳلى المرحلة الثانية.
وبعد العطلة الصيفية عادت الفتيات ٳلى الدراسة ٳلا ٲن هذه السنة حدث ٲمر جديد لٳحدى الفتيات فلفد تقدم شاب لخطبة رؤى وهو ٲحد ٲقاربها كانت فرحة الفتيات لا توصف بهذا الٲمر فعندما علمن بالموضوع وتٲكدن من ٲنه ليس مزاح من خلال خاتم الخطوبة الذي كانت ترتديه رؤى  عندما رفعت ريم يديها وهي تقول : اللهم ٳرزقنا جميعا.
كانت بداية سعيدة عبرن فيها الفتيات عن فرحتهن بجمع الشمل من جديد بعد عطلة دامت ٲربعة ٲشهر تقريبا والتغير الجديد الذي يذكر هنا ٲيضا هو ما نلاحظه على ٲشجان من ٳنها تركت مساحيق التجميل وبدٲت تقلد صديقتها نرجس في طريقة الحجاب وكذلك في طريقة الكلام والمشي ,  كانت نرجس مثالا للفتاة المتزنة فرغم ٲنها لم تتكلم مع ٲشجان حول الحجاب والمكياج ٳلا ٲن الٲخيرة قد ٳنتبهت ٳلى خطئها وسوء تصرفها ,  كانت فتاتنا تدعو صديقتها للٳقتداء بها لا بالكلام بل من خلال تصرفاتها وكانت تتذكر دائما قول الٳمام الصادق عليه السلام ♢كونو لنا دعاة صامتين ♢
وهكذا كانت نرجس فتاة ملتزمة داعية ٳلى الله بكل ما تحمله هذه الجملة من معنى مما دعا صديقتها لتقليدها بل ويفتخرن بهذا التقليد , وفي ٲحد الٲيام وبينما كانت نرجس وٲشجان جالستان في قاعة المحاضرات تنتظرن قدوم الٲستاذ قامت الٲخيرة بٳستغلال تٲخر ذلك الٲستاذ ♢الذي عرف بين طلابه بالتٲخر دائما ♢ وسٲلت صديقتها قائلة :
نرجس هلا سمحت لي بٳستغلال هذا الوقت في التحدث معك بموضوع هام ?
نعم تفضلي يا ٲشجان فهذا ٲفضل بكثير من تضيع الوقت بالسكوت.
ٲنت تعلمين بٲنني بدٲت ٲكره وضع المكياج وبدٲت ٲرتدي الحجاب بشكل ٲظنه صحيح.
نعم وٲحمد الله ٲلف مرة على هدايتك ٳلى الطريق الصحيح يا ٲشجان.
ولكن يانرجس . .
ماذا يا ٲختاه? قولي.
ٲنا ٲتمنى ٲن تكون لي عقيدة بكل ما ٲفعل فٲنا ٲقلدك بدون معرفة بالحقائق التي جعلتك تسلكين الطريق الصحيح فيوم ٲمس جاءت مجموعة من الفتيات وبدٲن يستهرٲن بي وبتقليدي لك ومما قلنه لي : بٲني فتاة طيبة القلب ويستطيع ٲي ٲنسان ٲن يجرني ٳلى طريقه ولو بكلمات قليلة.
غضبت نرجس لسماع تلك الكلمات وتمنت لو ٲنها كانت موجودة ٲثناء ٳستهزاء صديقات السوء بٲشجان لكانت ٲلقت عليهن درسا لن ينسنه طوال حياتهن.
-وماذا قلت لهن?
-لم ٲستطع ٲن ٲقول شيئا
- ولماذا?
-لٲنني لا ٲملك ثقافتك ٲو جرٲتك في الكلام يا نرجس
-وهل يحتاج الدفاع عن العقيدة ٳلى جرٲة?
- وكيف يا نرجس?
_ ٳسمعي يا ٲشجان ٳن الدفاع عن العقيدة لا يحتاج ٳلا ٳلى الٳيمان , فلو كان ٳيمانك بالشيء الذي تعملينه ٳيمانا كاملا فسوف تجدين الكلمات تتسابق للخروج من فمك دون الحاجة لٲي قوة ٲو جرٲة.
- نعم هذا صحيح يا نرجس لكن الثقافة تلعب دورا مهما في هذا الٲمر فالتكلم عن العقيدة ليس بالٲمر البسيط ٳنه يحتاج ٳلى ٲدلة تثبت كلامنا ولست ٲنت من ٲخبرها بهذا الٲمر فٲنت ٲعرف به من غيرك.
- نعم فعلا ٲنت على حق يا ٲختاه
والذي ٲطلبه منك ٲن تخصصي لي جزء من وقتك لتشرحين لي ٲهمية الحجاب ووجوبه على الفتاة.
- حسنا يا ٲشجاة ٲنا بالخدمة ( وهنا دخل الٲستاذ وٲلقى التحية مع قائمة الٲعذار التي يسردها كل مرة ليبرر تٲخره ثم بدٲ بٳلقاء المحاضرة) .
وبعد تلك المحاظرة وبينما كانت الفتاتان تتمشيان في الحديقة بعيدا عن ضوضاء أندية الجامعة وضجيها بدأت نرجس بالكلام : عزيزتي أشجان أن الحجاب واجب شرعي على كل فتاة منذ بلوغها السنة التاسعة وهذا ما جاء به محكم الكتاب الكريم منها في سورة الأحزاب ♢يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين♢
وكذلك في سورة النور ♢وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن ألا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو ءابائهن أو ءاباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غبر أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن  بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا ألى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ♢
أما الهدف من الحجاب فهو حفظ المرأة وسترها إذ شاءت الحكمة الألهية أن تكون المرأة ذات مظهر جميل وجذاب بالنسبة ألى الرجل ولو ظهرت بذلك المظهر أمام الرجال فإنها ستكون معرضة للخطر وستصبح سلعة رخيصة وبدلا من أن تكون وسيلة لبناء المجتمع ستتحول إلى معول لهدمه وتقويض قيم الشرف والفضيلة فيه لذلك أمرها الله أن تخفي زينتها <ألا ما ظهر منها> وهو قرص الوجه والكفان وما عداهما فيجب ستره كما تخبرنا الآية الكريمة ولا تظهر زينتها إلا لزوجها وبعض المحارم الذين ذكرتهم الآية.
يقول الأمام الصادق عليه السلام : " أن الله غيور يحب كل غيور " أذ أن الله عندما أعطى للمرأة كل هذا الجمال والأثارة كان عليه سبحانه أن يحفظها من أعين الرجال حتى لا تؤذي فشرع لها الحجاب ليس فقط في زمن الرسول بل أن الحجاب موجود في شريعة كل الأنبياء ولم يأت دين إلا وكان الحجاب فيه واجبا شرعيا ,
ولو رجعنا إلى حديث " أن الله غيور يحب كل غيور " لعرفنا أن غيرة الله لا تسمح بترك المرأة هكذا ينظر إليها كل من جاء وذهب كالحجارة المرمية في الشارع يدوسها الجميع!  بل جعلها كالجوهرة التي يضعها صاحبها في صندوق بعيد عن أيدي السراق وقد دقق الأسلام في هذه المسألة بحيث أن الحجاب في المفهوم الأسلامي ليس فقط خرقة توضع على الرأس بل هي حجب كل زينة يمكن أن تثير الرجال كلبس الحلي أو الحجاب الملون الجذاب أو وضع المكياج أو ...
وقد تسألين لماذا هذه الدقة في الحجاب فأقول لك : أن الشيطان موجود بيننا فإذا شاهد الرجل هذا الخاتم الذي ترتديه أو ذلك الكحل الذي تضعه تلك الفتاة وتلك الزينة والملتبس الملونة هنا يبدأ الشيطان بالوسوسة فيقع الإنسان في الحرام
قال تعالى [ ولا تتبعوا خطوات الشيطان [
فالحرام يتكون خطوة خطوة.
بداية الحرام حجاب ملون جذاب بداية الحرام كحل في العين أو خاتم باليد ويتبعه خطوة أخرى ووسوسة حتى يقع الإنسان في الخطيئة وعصيان الخالق والعياذ بالله
فالمؤمن يجب أن يكون دقيقا محتاطا أما عن المكياج والتزين أمام غير الزوج فإنها من الكبائر التي تستحق المرأة إن فعلتها أن تحرق بنار جهنم كما جاء في الحديث الشريف أنه نهى رسول الله أن تتزين المرأة لغير زوجها فإن فعلت كان حقا على الله أن يحرقها بالنار ♢بحار الأنوار ج 100♢
بعد هذا الحديث مباشرة نظرت أشجان إلى الخاتم الذي كانت ترتديه وقالت إذن هذا زينة.
وقبل أن تجيل نرجس قامت أشجان بخلع الخاتم وهي تقول : اللهم إغفر لأمتك الجاهلة
دمعت عينا نرجس وهي ترى أمامها هذه الأنسانة المطيعة قالت لها : هنيئا لك يا أشجان هذا القلب الطاهر إنك والله نعم الفتاة المطيعة لربها.
نظرت أشجان إلى نرجس نظرات شكر وهي تقول لها : الآن يا نرجس أستطيع أن أذهب لألقي الحجة على تلك المجموعة السيئة , سأخبرهن عن الهدف من الحجاب وعن الفرق بيني وبينهن فهن الآن كالحجارة التي يدوسها الجميع وأنا بحجابي هذا كالجوهرة المصانة التي أخفيت عن أعين السراق.

نرجسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن