"لايمكنك ان تشفى في نفس البيئة التي جعلتك مريضا ،غادر"
اتبعت هذه المقولة وخاطرت بكل شيء من اجل البحث عن حياة جديدة .كنت طيلة العشر السنوات الماضية احاول جاهدة من اجل نفسي من اجل تحقيق تغيير بسيط وكانت محاولاتي دائما تنتهي بالفشل.
اتساءل احيانا لو تغير الزمان والمكان وتغير الجميع من حولي اكنت سأكون كما انا الٱن؟
لا يهم اين اعيش اظن انني كنت سأتصرف بالطريقة نفسها كنت سأعيش نفس هذه الحياة المملة لو تكررت الاف المرات .
لاأعلم متى كان ذلك ،حين ادركت ان الكون سيستمر بالحركة من دوني وانني لست مركز العالم ،لم اكن مهمة لأحد لم أملك في حياتي شخصا كان مستعدا للتخلي عن اي شيء لأجلي ،فقط كنت أعيش ضمن الأشخاص العاديين .
الصباح..انه الصباح مجددا! لقد كان مجرد صباح جديد،لقد استقيظت كما لو انه مثل اي يوم مضى او هذا ماأوهمت به نفسي ،لم انقطع عن التفكير طيلة الليلة لم ادرك حتى كيف غلبني النعاس .
احب الدرامات المليئة بالحب لانني لن احب احدا في الواقع لطالما كررت نفس الكلمات" بما انني لا استطيع ان احب اذا لا يوجد مشاعر كتلك في الحقيقة لا يوجد شيء اسمه الحب"
انا مصابه بالتوحد لا استطيع ان اميز مشاعري لا استطيع التعلق بالاخرين او الشعور بالفضول نحوهم او ان اصادق احدا او ان اقع في الحب مع احد انا خالية من كل تلك المشاعر. اذا ما كان ذلك في الليلة الماضية؟ حتما استطعت الشعور بشيء لكنني لا استطيع ان اميزه،اكان خوفا؟ اجل اظنه الخوف لقد باغتني فجاه من الخلف لذا من الطبيعي ان اكون متفاجئة . تلك ردة فعل طبيعية للجميع..
لقد مر نصف يوم هكذا وانا ابحث عن اجابة لكل هذه التساؤلات .
الى ان انتهى بي المطاف مجدد بجانبها لما أستمر في القدوم لها في كل مشكلة تعترضني ليس وكأنني لاأستطيع حلها بنفسي حسنا ربما كنت اتسبب بذلك لأستطيع رؤيتها و التحدث معها اكثر .
جذبتها من يديها وجلسنا على نفس الطاولة ،جلت بنظري في المكان ولاوجود سوى للورود في كل مكان, اقتربت قليلا وهمست لها :
_" لقد سرحت شعري!
ابتسمت قليلا فقد لاحظت الأمر قبل ان اخبرها:
_" اجل لقد رأيت ذلك ،ااستذهبين لمكان ما؟
_" اجل
_" الى أين؟
_"لقد اتيت اليك بالفعل
_" اكنت تسرحين شعرك في كل مرة تأتين فيها لااظن ذلك.
نهضتُ من على الكرسي وأخذت اتأمل الزهور
_" انها زهور جديدة لم ارها البارحة!
قلت ذلك فقط لأتجنب الرد على سؤالها كانت نفس الورود موجودة البارحة وبنفس الترتيب حتى .
_" الا تريدين سؤالي لما غادرت البارحة دون قول شيء..
_" اجل كنت انتظر ان تخبريني ،مالذي حدث؟ لقد استمريت بمناداتك ولم تجيبيني على غير عادتك ؟
_" لقد قابلت شخصا..
_"في المتجر؟ اي شخص؟ ادخل احد للمتجر معك البارحة؟
_" اجل لااعرفه لم اره من قبل
_" استمري وماذا حصل ايضا؟
_" لقد واصل النظر لي كما انني احسست بشيء غريب واستمر قلبي بالنبضان فجأة لذلك هربت..
_" لمَ ينبض قلبك لشخص لاتعرفينه ؟اظن انك رأيته من قبل ، ربما كان شخص قابلته في الماضي ،لايوجد تفسير اخر لذلك .
قالت ذلك ثم نهضت تمسح الغبار عن الورود مجددا ،كلما انغمسنا في الحديث كانت دائما ماتقاطعه لتنظف الورود .
لكنني ظننته خوفا لقد كان ذلك الشخص مخيفا لما سأعجب في شخص مخيف وغير مريح مثله ،صحيح، ايضا لايعجبني ذلك النوع من الفتيان ،اظن ان كلارا مخطئة هذه المرة...
ساد هدوء مريح المكان ،كانت تحوم في الأرجاء مبتسمة تدفعك للتأمل في وجهها وشعرها المتساقط على جبينها ، ثم كسرت هذا الهدوء بغنائها لم اكن اعلم انها تحب الغناء ايضا ايجب ان اخبرها ان صوتها ليس بذلك الروعة لكنني ساقاطعها هذا تصرف وقح قليلا ،لكن لما يجب ان استمع لغنائها هذا ايجب ان ارحل فقط...
نظرت لي فجأة وقالت ضاحكة:
_" لما لاتوقفينني الايزعجك صوتي!
لم أستطع الردّ، انها تجعلك تبستم وانت في قمة حزنك انها بارعة في مواساتي .
_" لن تعتذر الحياة منك ابدا ،لن تعتذر على كل ماتمرين به الان لذا عليك فقط مواصلة المضي قدما في طريقك انه خيارك اما ان تنسي او ان تتجاوزي ،بنظرك انهما نفس الخيار ،اما انا فاظن ان الخيار الثاني افضل دائما،ان تتخطي شيئا افضل من نسيانه، ذلك يعني انك قادرة على العيش بوجوده لانك تجاوزتي مرحلة الشعور بشيء معه وتقبلت جميع افعاله ، لن يأثر فيك بعد الان ستنظرين له كما لو انه شخص لم يكن في حياتك ابدا او كشخص ...
قاطعت مجموعة من الفتيان كلامها لذا وضعت ما في يديها وخرجت لإلقاء التحية بعد ان غيرت ملامحها ،كانت تتظاهر دائما لم تكن ابتسامتها حقيقية كما ظننت لقد كانت حزينة ايضا.
لكن بعد سماع كلام كلارا تذكرتها فجأة ،ترى مالذي تفعله لاأريد قول هذا لكنني اشتاق لها...
أنت تقرأ
| when the camellia blooms |
Romanceيمكن للورود ان تعبر عن ما لانستطيع قوله ،يمكن للورود ان تمثل مشاعرنا ،يمكن للورود ان تكون صوتا لنا. ♤ قصة قصيرة عن الصداقة ♤ تركز القصة على حياة البطلة المليئة بالمصاعب وعلاقتها الهشة مع عائلتها ، الى ان تأخذها كلارا من حفرة الظلام التي تعيش فيها ال...