"مايخفيه الأطفال لن يعرفه الأهل"
كانت حكايتي اعمق بكثير مما اعتدت قوله .لقد كنت منهكة للغاية في السابق كنت أبلغ الخامسة عشر فقط لكنني رأيت مالايجب علي رؤيته وخُضت اشياء مبكرة عن الحياة .كنت في عمر لايسمح بكل هذا اردت فقط ان ادرس والعب كالجميع لم اطلب العابا باهظة الثمن لم اطلب الدراسة في مدارس مرموقة كنت ارغب فقط في ان اعيش كبقية الاطفال ،لكن كل ماحصلت عليه هو الخذلان.
لقد خُذلت من اقرب الناس الى قلبي ،حاولت امي قتلي ،ذلك اليوم لايزال محفورا في ذاكرتي انه لاينمحي مهما حاولت .
**تذكر **
كان الطقس مغيما وباردا لكن الاجواء داخل المنزل اكثر برودة .تجمعنا حول الطاولة تترأسنا والدتي كالعادة ،كان ابي فرحا حينها لكن امي كادت تولع من الغضب التفتت لي بنبرة حادة وقالت ساخرة:
_" اانت فرحة بعودتك للدراسة مجددا ؟
_" اجل ،لقد اشتقت لاصدقائي لذا انا فرحة لمقابلتهم اكثر
لم اكد انهي كلامي حتى رمت بالسكين على وجهي لحسن الحظ لم يصبني شيء لكنه خلف ندبة صغيرة.
نظر والدي بعجز وامتلأت عيناه دموعا ثم وقف وحوّل بنظره لها:
_" لقد شفيت تماما لقد اصبحت قادرة على التواصل مع الاخرين حتى انها لم تعد تصاب بنوبات كالماضي مالمشكلة الان لما لاترغبين بعودتها ،استتركين ابنتك محبوسة هنا للابد ،يجب عليها الخروج مجددا لتكمل حياتها ،لقد سرقت منها للان ما يكفي الازلت ترغبين بالمزيد؟
ردت امي بعصبية :
_" شفيت!! ان خرجت مجددا فلن استطيع العمل براحة ساظل منشغلة البال ان قابلت صحفيا او شخص اعرفه كيف سيكون موقفي حينها كيف سابرر للجميع ان لدي ابنة مريضة! انت وابنتك اتعملون معا لتدمير حياتي ؟ انا فقط اريد ان نعيش بهدوء الا تستطعين الجلوس في المنزل فقط كعادتك ان هذا لمصلحة الجميع يجب ان تتخفي عن الانظار .لم يكن يجب عليّ انجابك في البداية لذا ارجوك عيشي كما ٱمرك فقط لاتفعلي شيئا .
تلك الكلمات! لااعلم كيف استطاعت ان تخرج كلمات بتلك القسوة من ذلك الجسد الرقيق،في تلك اللحظة ادركت شيئا واحدا ،امي لاتحبني .
لم تمضي تلك الليلة لم استطع التوقف عن التفكير كل ماشغل بالي في تلك اللحظة هو الخروج اردت ان اخرج لذا حملت حقيبة ووضعت فيها بضعة ملابس وخرجت عبر التسلق من النافذة للمنزل المجاور وهناك سرت في طريق لااعلم عنه شيء فقط اتبعت اضواء النجوم في السماء لم اعلم اين سأذهب او اين سأظل لذا كل مافعلته هو التمشي .
مضت ساعتان ثم ثلاث ثم اربع ولم يحدث شيء، حينها ادركت شيئا اخر. انا لاشيء دون امي.
حملت حقيبتي وعدت ادراجي مستعدة للعقاب الذي سأتلقاه وانا اعلم ان امي لن تغفر لي هذه المرة.
طرقت الباب ولم تكن هناك اية اجابة لذا تسللت مجددا من النافذة ودخلت ،كان المنزل هادئا بشكل غريب لذا اردت تفقد المكان فاذ بي ارى مشهدا اسقطني ارضا ؛كان أبي على الارض مغطى بالدماء يكاد يتنفس وامي حذوه تمسك بسكين بيد وتضغط على جرح ابي بيد اخرى كانت تنظر بفراغ شديد لم تتاثر حتى ثم التفتت لي واشارت للهاتف فوق الطاولة ،اسرعت لجلبه وقدمته لها كنت انتظر منها ان تتصل بسيارة الاسعاف او لاااعلم شيء كهذا لكنها اتصلت بمديرها في العمل تخبره انها مشغولة ولن تتمكن من القدوم غدا !
اتلك امي حقا؟ لقد اخافتني تلك المرأة خطوت بضع خطوات للوراء محاولة الوصول لباب غرفتي لكنها امسكتني، حاولت الفرار بكل جهدي لكن انتهى الامر بها تدفعني من على النافذة ،ظننت انها كانت نهايتي لكنني استفقت مجددا لقد نجوت لكنني خسرت شيئا أثمن من حياتي رغم ذلك فقد خسرت أبي.لم يستطع النجاة ،مات ابي تلك الليلة ومت انا معه.
لكنها لم تعاقب لقد عوقبت انا لقد اتهمت بطعن ابي ثم القفز من النافذة. تعللت والدتي بمرضي لتحبسني مجددا في مستشفى للامراض العقلية لقد جعلت مني مريضة رغما عني .
**عودة**
لم استطع النسيان لقد حاولت التخطي لكنني كنت افشل في كل مرة بسبب ضعفي لم استطع الابلاغ عن والدتي حتى لم استطع ان اخبر احدا عن مافعلته .وكانت تعلم انني لن اتجرا على فعل شيء كذلك كانت تعلم انني لن استطيع العيش دونها كانت تستغل ذلك في كل مرة لتأخذ ماتريده لذا عشت لليوم بشعور الذنب تجاه والدي افكر احيانا لو لم اهرب تلك الليلة اسيكون بجانبي الان..
أنت تقرأ
| when the camellia blooms |
Romanceيمكن للورود ان تعبر عن ما لانستطيع قوله ،يمكن للورود ان تمثل مشاعرنا ،يمكن للورود ان تكون صوتا لنا. ♤ قصة قصيرة عن الصداقة ♤ تركز القصة على حياة البطلة المليئة بالمصاعب وعلاقتها الهشة مع عائلتها ، الى ان تأخذها كلارا من حفرة الظلام التي تعيش فيها ال...