D•8

50 9 0
                                    

"انه عالم حافل ،سوف أعطي اهمية حتى لأتفه الأمور."
اظل منشغلة البال طوال اليوم انه اليوم الخامس منذ مقابلتي له لكن استمر في تذكر تلك اللحظة بشكل دقيق وكأنها حدثت البارحة اتذكر ملامحه حتى ما كان يرتديه ،لكنه لم يعد منذ ذلك اليوم ،لاأعني انني اريد رؤيته مجددا ! ربما أريد ذلك قليلا لكن فقط لكي اتأكد من نفسي .
جلست حذو كلارا كالعادة لكنها هذه المرة هي من نادتني ،لم أتكلم فقط انتظرتها هي ظننت ان لديها ماتخبرني به .
وقفت ونظرت حولها وقالت لي :
_" مارأيك في المتجر ؟
_"مااهذا السؤال تعلمين بالفعل انه رائع جميع من في الحي يفضل متجرك عن البقية وتعلمين ايضا انك من تزيدينه روعة.
_" اترغبين بالعمل معي؟
_" انا؟ لماذا؟
_" هناك من طلب مني ذلك
_"ماذا تعنين ؟
_"صديق لي قال انه يرغب برؤيتك كثيرا لكنك لاتكونين في المتجر حين يأتي لذا طلب مني ان اجعلك تعملين هنا،ان كنت لاتريدين ذلك لن اضغط عليك فقط قولي ماترغبين بفعله
_" انا يمكنني العمل معك ؟
_" طبعا ساكون في المتجر معك بما انك لاتستطيعين الاندماج مع الٱخرين بسهولة لاتقلقي فقط يمكنك ترتيب الازهار او تنظيف المتجر وإيصال طلبات الزبائن تستطيعين تدبر امرك اليس كذلك؟
_" طبعا يمكنني ان اقوم بعمل جيد اعدك بذلك ،سأكون عونا لك شكرا ..
مر اسبوعان على عملي في المتجر مع كلارا لم يكن الامر صعبا كما توقعت ولم يكن عملا اتحدث فيه مع الناس كثيرا فقط انصت لرغباتهم ؛احدهم يأتي ليبحث عن زهور مناسبة لتزيين منزله ،والاخر يريد زهورا لحفلة عيد ميلاد صديقته، وبعضهم يشترون الزهور هدية لحبيباتهم او زوجاتهم ،وفي كل مرة اكتشف ان هناك نوع من الناس تعبر عن نفسها بالزهور! ااظن انني لست الوحيدة التي تواجه مشاكلا في اظهار مشاعرها فهم يلجؤون للزهور لتتكلم بدلا منهم.
تعلمت الكثير خلال هذه الفترة وهناك نوعين من الزهور اعجبت بهما ؛اليستروميريا  وهي ترمز للصداقة وايضا زهرة الكاميليا التي ترمز للحب والاعجاب.
بدا هذا العمل يعجبني كما انني تعلقت به فمن خلاله استطعت ان ارى كلارا كل يوم .
مرّ شهر تقريبا لكنني لم ار اي شخص غريب عن الحي اردت ان ارى ذلك الصديق الذي ذكرته كلارا لكنه لم يأتي الى اليوم،ثم دخل شخص الى المتجر وجلس امامي مباشرة لكنني لم استطع رؤيته بسبب القناع الذي يضعه كان نفس الشخص الذي يتردد على المتجر كل يوم انه فقط يجلس قليلا يتأمل الزهور ثم يخرج ولايشتري شيئا لذا تجاهلته و لم اوليه اهتماما ثم وقف وبدأ بالكلام :
_" هناك فتاة تعجبني !
التفت فجأة كانت نبرة صوته مألوفة
ثم اكمل حديثه وكان يخطو عدة خطوات ليقترب مني :
_"انها تعجبني لكن لااظن ان الامر كذلك لديها اظن انها لاتستطيع التعرف علي لذا اريد ان أخبرها بذلك أردت ان أقدم لها زهورا مناسبة لكنني لاأجد شيئا يجذبني منذ ايام جميع الزهور تبدو متشابهة.
البشر ضعفاء ،لذا اشك بان يكون حب البشر قويا لكنني استشعرت صدق كلامه كان يتردد على المتجر منذ ايام فقط ليختار زهورا للفتاة التي تعجبه ،كيف ستكون ردة فعلها لو علمت بهذا لاأظن انها ستتأثر نحن فقط نكرّس انفسنا من اجل اشخاص لايعلمون حتى مقدار ذلك الجهد الذي نبذله من اجلهم .
_" من الرائحة ! قلت ذلك واتجهت لاجمع له بعض الورود
_" ان لم تكن لديك خبرة في الزهور فقط يمكنك الاختيار عن طريق الرائحة، اظن انك على حق فمن بعيد تبدو جميعها متشابهة لكن تحمل كل منها رائحة خاصة ومعنى خاص سأضع لك من هذه الزهرة انها تدعى الكاميليا ان قدمتها لها سيعني ذلك انك تعترف لها بانك تحبها اشك بانها ستدرك مشاعرك عن طريق الورود لذا اخبرها ان تبحث عن معناها حينها ستعلم ماترغب في ايصاله.
ثم اخذ الزهور وغادر دون ان يقول شيئا .
دخلت كلارا بعده متسائلة
_" هل اشترى ذلك الشخص الورود اخيرا؟
_" اجل كان يبحث عن نوع مناسب ،انه يبدو بريئا نوعا ما
_" حقا! اظن انها محظوظة لامتلاكها شخص مثله اظن انها حظيت بفرصة رائعة كهذه لمقابلة شخص يحبها.
_" لكن ان كان الشيء بريئا ،الا ينكسر بسهولة؟
عدت للمنزل محبطة لاأعلم السبب لكن استمر في التفكير كثيرا هذه الايام كان ذلك الشخص مألوفا كثيرا لكنني لاأتذكر بالتأكيد سمعت ذلك الصوت من قبل .
خلدت للنوم وانا ارغب بان لايأتي الصباح مجددا اظن انني ادرك اخيرا لما لايرغب الجميع في الاستيقاظ مبكرا بعد ان حصلت على عمل اصبح الأمر متعبا بمرور الايام.

| when the camellia blooms |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن