| when the camellia blooms |

D•7

"البالغون الذين يتسببون بمعاناة الأطفال يجب ان يتم تمزيقهم الى قطع صغيرة ." هذا مااعتدت قوله ورغبت به طوال سنين اردت ان يكون هناك عقاب عادل .
اظن ان والدي الى الٱن لم يعلم بان امي سبب وصولي الى هذه الحالة ،على اي حال وان عرف يوما لن يستطيع فعل شيء سوى التأسف والبكاء. لا أعلم كيف التقيا لكن الأمر يبدو مضحكا من بعيد مقارنة بأمي فابي كان ضعيفا جدا لايقدر حتى على النظر في عينيها ومواجهتها .
حين تقابلها لأول مرة ستجد انها مخيفة جدا. وقوية شعرت دوما انني ملزمة على اخبار نفسي انه يجدر بي ان اكون قوية وحين اراها امام عيني اريد ان اتبعها بشكل اعمى ،كرهت كوني ضعيفة كابي للغاية، كنت جشعة في ان اصبح مثلها لدرجة انني غفلت عن عقوبات ذلك.
استيقظت مجددا ،لم يكن العالم مختلفا ابدا من الشكل الظاهري ؛ البعض يذهبون للعمل في الصباح،والطلاب يذهبون الى المدرسة اما انا فأجلس بجانب النافذة اتصور امورا لطيفة تساعد على تمضية الوقت وأقصد كلارا حين تنتهي من عملها .
نجلس لشرب العصير ،لم تكن تملك سوى نوع واحد لذا استنتجت انه شرابها المفضل ،كانت عفوية بطريقة تجعلك تريد ان تغوص في اعماقها على الرغم من انك لن تحتاج لذلك فهي بارعة في ايصال مشاعرها ورغباتها هي بارعة في التعبير عن نفسها تستطيع ان تخمن فقط من النظر اليها لم تكن تملك عدة جوانب من شخصيتها ولم تكن متقلّبة يوما ،ان كانت سعيدة او حزينة فملامحها لن تكذب فقط عليك ان تمعن النظر فيها ستعرف ماتريد ايصاله بنظرة فقط. كلارا كانت مثالا للكمال والمثالية لدي .كان الإثنان السبب في تغيير حياتي. والدتي وكلارا ،انهما متشابهان فقط الاولى رمتني في فجوة عميقة من الألم والحزن والأخرى اخرجتني منها .
رن جرس المنزل لأول مرة منذ انتقالي لذا تساءلت فجاة ان كان لدي جرس حقا او متى قمت بتركيب جرس ،لم تكد يدي تصل الى مقبض الباب حتى فتح من تلقاء نفسه كان صادما بعض الشيء ظننتها كلارا في البداية لكنها كانت امي..
انتابني شعور من الحزن والإحباط فجأة، انزلت رأسي خجلا وظللت اردد أسفي .كانت تلك المرة الأولى التي اقابلها بعد هروبي من المنزل ليس خطئي حتى لكن لاأعلم لما تصرفت بذلك النحو ،كنت مثيرة للشفقة لم استطع التحدث مجددا لم استطع لومها ككل مرة مضت .
نزعت حذاءها وعلقت معطفها ووضعت اغراضها فوق الطاولة ،كانت افعالا عادية لكنها كانت تقوم بهم بشكل متميز كانت رائعة في كل حركة وفي كل خطوة تخطوها ،كيف لها ان تكون هكذا ؟  بعد ان اجالت ببصرها في كل أرجاء المنزل جلست امامي ونظرت تجاهي التفت قليلا فوجدتها تتأمل في صورة معلقة في الجدار خلفي ،كانت صورة لي ولكلارا ..
_" ليس لدي الكثير لأقوله ،لكن كان عليك ان تسألي عن حالي من وقت لٱخر ، ظننتك ستعودين يوما ما لكن مرت ثلاث سنوات ولم اسمع عنك شيئا ،اعلم انني لاأروق لك لكن عليك الانتباه ينتهي الجميع بمقابلة أصدقاء جيديين بعد ان يمروا بشيء كهذا واظن انك وجدتهم بالفعل .لن امنعك من فعل شيء مجددا سأترك لك بقية حياتك يمكنك فعل ماتشائين لكن احرصي على ان لايعلم احد بالعلاقة بيننا حافظي على حياتك جيدا لكي لاتتضرر حياتي .
أردت ان اسمعها تعتذر ولو لمرة واحدة كنت ٱمل ان تكون حزينة لأجلي وتشعر بالأسف تجاهي لكن لم يكن الأمر كذلك ، كنت أعلم ان حياتها أثمن مني لكن خدعت نفسي بأنها ستتغير يوما من اجلي وتحاول تعويضي ما سلبتني إياه،لكن هذا الحلم بدأ يتلاشى تدريجيا .
_" لقد بكيت كثيرا في الأيام الماضية،كنت بمفردي وشعرت بالوحدة ،اتعرفين رغبت حينها برؤيتك من دون الجميع كنت تمدينني بالقوة دون علم منك رؤيتك فقط كانت تجعلني اتخطى كل ما شغلني ،كنت أشعر بالأمان بجانبك اشعر وكانه لن يصيبني مكروه وان تداخل العالم وشُنت حرب وقتل الجميع لن يمسني شيء طالما كنتِ معي ، حين اخبرت ابي بمرضي المزيف وجعلتني ابدو كأنني انسان لايستحق العيش بحبسك لي في ذلك المنزل .ذلك اليوم سمعتك تبكين كانت اول وآخر مرة اجدك بذلك الضعف لم ارك تبكين منذ ذلك اليوم. وانا اقتنعت بمرضي لكي لا أجعل الأمور صعبة عليك، مرت العديد من السنوات وانا أشعر كما لو انني لاأملك مشاعرا في الحقيقة لم اكن مدركة بمشاعري لم استطع التعبير عن نفسي لكن اظن انني اتعافى . رؤيتك تجعلني اعود لذكريات الماضي لذا لاتعودي لزيارتي مجددا فقد وجدت من يلهمني ويعطيني القوة بدلا منك.
ما ان انهيت كلامي حتى غادرت دون ان تقول شيئا انها والدتي لكن لم تفهم انني اردتها ان تبقى معي لا ان تغادر فعلا .