D•13

32 6 0
                                    

"لقد تأذت مشاعري كثيرا في هذه الحياة، لقد بذلت قصارى جهدي من اجل تغيير كل شيء ."
اعرف انني محظوظة بمقابلة شخص مثل كلارا في حياتي لكن هذا الحظ اظنه لن يستمر .
استيقظت كعادتي كأن شيئا لم يكن فتحت النافذة ببطء لتتسلل اشعة الشمس لارجاء المنزل وتملأها بالحياة ،الجو هادئ بالخارج  كأجواء ماقبل العاصفة، الجميع في مكان ما،كل له عمل يقوم به .
وانا على تلك الحال اذ بكلارا تأتي من بعيد أسرعت في تغيير ملابسي وتهيئة نفسي لم ارد ان ابدو في مظهر بائس امامها ثم نزلت للمتجر بأسرع ما يمكن.
لم اتفوّه بكلمة واحدة طيلة اليوم فقط استمريت في العمل بذلت جهدي لكي تستطيع كلارا الراحة قليلا بوصولي فتحت المتجر ،نظفت الزهور واعدت ترتيبها غسلت الأصص والاواني واعدت زراعة بعض الورود ،جُلت الحي بحثا عن انواع تربة جيدة وبعض المواد اللازمة للزهور وحين عودتي انغمست في تحضير طلبات الزبائن وانقضى النهار هكذا رغم انهياري من التعب لكنني كنت اشعر بالرضا .نادتني كلارا كالعادة لنجلس معا ،كنت اتأمل وجهها الهادئ لم يبدو عليها اية علامات ارهاق او تعب او حزن وهذا ما جعلني ابتسم لا اراديا ،لاحظت كلارا ذلك
_"احصل شيء جيد اليوم وجهك مفعم بالطاقة اراك لأول مرة تعملين بهذا الجهد ان استمريت هكذا لن تصمدي لاسبوع .
_"اشعر برغبة في العمل اليوم اريد ان اتعلم جيدا ما تحبينه.اريد ان اسألك شيئا ان لم ترغبي بالحديث فلن اضغط عليك.
_" اخبريني ماتريدين معرفته
_" اتعلمين انا بخير الان ،بخير لانني كنت معك وامضيت وقتا رائعا هنا برفقتك لقد عوضتني عن كل سنوات اليأس الماضية لااستطيع ان اطلب شيئا اخر من هذه الحياة لانك كنت اكثر من كافية عندي.
وماحدث في النهاية انك ستتركينني..
_" مالذي تقولينه لن اتركك ابدا يا ديما
_"لكنك مريضة ،ستذهبين في النهاية ليس لك رأي في ذلك.
_" صحيح ليس لي الحق في اعطاء رايي في مثل هذه الاشياء لكن لا احد يعلم ربما تحدث معجزة ربما يعلم الكون انني لااريد المغادرة فيمنحني فرصة.
_" اتريدين العيش؟
_" لاأعلم ان كنت اريد العيش ام لا ،ارى الجميع متلهفين لهذه الحياة يدفع البعض الالاف من اجل عيش يوم واحد اضافي اهذا دليل على انهم يحبون هذه الحياة؟ لا لااحد يحب المأساة انهم فقط ليسوا مستعدين لخسارة كل شيء فكرة ان كل مافعلوه وكل ماحققوه سينتهي بمجرد مغادرتهم تجعلهم هكذا، ان البشر انانيون حتى مع قرب النهاية اننا هكذا نطمع في كل شيء، ونحن بشر ايضا انا ايضا اطمع في عيش حياتي. نحن نعيش مرة واحدة لذا لااريدها ان تنتهي هكذا .
_" يولد الانسان  لسبب ما يكبر يتعلم يذهب للمدرسة ثم يكبر ليذهب للجامعة ويكبر اكثر ليبحث عن عمل يشتغل يتزوج ويكوّن عائلة ثم ينتهي دوره ، فتحين لحظات مغادرته لكنه يستمر في العيش ،لقد اخبروك انه لازال امامك ستة اشهر فمالفائدة من الذهاب للعمل كل يوم والتعب من اجل لاشيء.
_" ماذا سأفعل اذا ؟ اتريدين مني الجلوس في المنزل والنظر للسقف او الخروج والجلوس في وسط الطبيعة والاستمتاع بالهواء والسماء انها اشياء اراها كل يوم ارى السماء كل يوم لما يجب ان اراها في اخر ايامي ايضا اريد ان اكون وسط الاشياء التي احبها مع الناس التي كانت بجانبي هنا اريد ان اكون في هذا المتجر الى اخر نفس، انه ماحققته طيلة حياتي اريد ان تكون لي ذكريات جميلة فقط .
_" اهناك شيء تندمين عليه ؟
_" طبعا هناك الكثير كانت حياتي سلسلة من الندم ،اندم على نضجي وادراكي لهذه الحياة ،اردت ان اعيش كل لحظة وانا احس بالرضا ،اندم على عدم قضاء الكثير من الوقت مع عائلتي ،حتى ان كان كل الالم الملحق بك من قبل  عائلتك فإن الأشخاص الذين سيتمسكون بك ويقفون بجانبك في النهاية هي عائلتك،  اندم على تضييع العديد من الفرص في الخوف والتردد اردت ان اكون متسرعة وطائشة لكن كنت عكس ذلك ،ربما يمكنك ان تصلحي ما اخطأت فيه لاتكوني مثلي لستُ ذلك الشخص المثالي الذي ترينه ، لستِ مريضة بعد الان لذا لاتخافي مجددا اعثري على شيء ترغبين بالقيام به شيء يشجعك على مواجهة هذه الحياة، ولاتقتصدي في مشاعرك ؛ان كنت حزينة فاوضحي ذلك وان كنت فرحة فلا تترددي في اظهار فرحتك ،ان احببت شخصا فأخبريه وان كرهته فاعلميه لاتتركي احدا حائرا بسببك. أيضا طبيعة البشر معقدة لذا لاتحاول فهم اي احد فقط تقبليه كما هو لاتتعمقي ولاتبحثي عن اجابات ففي داخل كل شخص ماض لايريد ان يخرجه  ومن حق كل شخص ان يحاول مجددا لذا امنحيهم فرصة لاصلاح اخطائهم، ليس الجميع ملائكة فربما يأتي يوم تستحقين فيه هذه الفرصة ايضا.  يجب ان تعيشي هكذا لاتصعبي الامور عليك لاتظهري للكون انك كبيرة وناضجة ودعيه يتعامل معك كطفلة في العاشرة من عمرها .
لاأفهم كيف يستطيع الكون ان يفرط في شخص مثلها تقول انها ليست ذلك الشخص المثالي ولاتعلم انها اكثر من ذلك بكثير ، اين تعلمت ان تقول كلاما جادا كهذا ؟ ربما عاشت مايكفي من الاحداث لجعلها بتلك الصلابة والقوة .
منذ ذلك اليوم لم تعد كلارا مجددا ،لم تعد لفتح المتجر ولم تعد للاطمئنان على زهورها ،ولم تعد لتوديعي حتى.

| when the camellia blooms |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن