الفصل السابع عشر

2.7K 47 1
                                    



يالله إني بوجهك لا العروق يبسَن
مامعي قلب لنْزَال الموادع شجيع

اليوم التالي

في بيت مصعب أخو أم مشعل .. حست بالدنيا
تلف و تدور فيها وهي تسمع خبر أعتقال مشعل
رفعت نظرها لوالدها اللي قال :
ام مشعل أمشي معي أبيك تجهزين أغراضي
أمجاد بسُرعه : أنا بروح معاك مستحيل أخليك لحالك تسافر
علي بموافقه : جوازك معك ؟
هزت رأسهـا بالموافقه و الخوف والهلع متلبسها أخوها الوحيد اللي بقى لها بالدنيـا .. أنسجن و مو باي سجن و أي قضيه متأكده وواثقه فيه هذا الطريق مو طريقه الموضوع مبهم و فيه التباس من كل الجهات حست بحرارة الدمع على خدها مسحتها بيدها المرتجفه وهي صاده عن أمها و أبوها المتأثرين باللي حصل و يتناقشون ، طلعت من بينهم لغرفتها وهي تاكل حبوبها المهدئه اللي أعتادت عليها بالفتره الاخيره خبتهـا في الدرج وهي تسمع صوت الباب يفتح : هلا يمه
ام مشعل وهي تسكر الباب خلفها :
ما تحسين أنك أستعجلتي بقرارك
أخذت نفس عميق وهي تقول بعقلانيه و تفكير مسبق : كيـف تبيني أترك ابوي هناك لحاله..و أنتي عارفه الضغط و السكر مو ثابتين عنده و لا فيه أحد يدير باله عليه و ينتبّه له .. سلمان تعبان و اللي سمعته من ابوي أن رعد بيرجع هناك عشان يشوف سير القضيه مو فاضين أنا أنتبـه لابوي دامك مو رايحه
دمعت أم مشعل بتأثر وهي تتذكر ضناها المتوفي :
لو باسل موجود ما كان هذا حالنا
قاطعتها أمجاد بصوت هادي متعب من هذي الذكرى : الله يرحمه و يغفر له .. و أن شاءالله رعد ما يقصر مع مشعل قالي أبوي أنـه كلم ناس في السفاره يشرفون على القضيه
ام مشعل بتردد : بس راح تقابلين سلمان هناك إذا
قاطعتها أمجاد بنبره بارده :
أهم ما علي الحين أخوي ما همني سلمان و لا فكرت فيه
ام مشعل : بس ما طلعتي من النفاسه باقي .. أخاف تتعبين
امجاد : كلها ثلاث أيام و أخلـص مافيها مشكله أن شاءالله
طلعت أم مشعل لزوجها و جلست أمجاد على طرف سريرها و هي تتطلع على الحالات المشابهه لحالة مشعل في فرنسـا و مدة الحكم اللي ممكن تطوله رجف قلبها بخوف بأنهيار فعلي لمصيره المجهول ما عندها الاستعداد لفقدانه .. يكفي باسل اللي يتجرعون مرارة فراقه ما عاد فيها قُدره تعيش ألم فراق جديد ! للآن قلبها ينوح كل ما تتذكر كل شي يخصه .. كأنها مكبله و مجبره أنها تذوق هذا الوجع العليل




" لأنك قبلة الخطوة ووجهك وجهة المشوار
يعنيني جفافك وأستقر إن مالت فروعك "

فتحت الباب وهي تدفع عربة الطعام دخلت و أنصدمت بوجود عبدالله في الجناح تباطئت بخطواتها قالت بابتسامه مصطنعه : صح النوم
ردّ بفتور بعد ما أنهى مكالمته مع عمه علي :
صح بدنك .. أنتبهي لعبود أنا طالع للمطار
وقفت عن الحركه وهي تسأله : ليش وش عندك في المطار ؟
أبعد عبدالله عن أحضانه و سار ناحية شنطته اللي لحد الآن ما فتحها يتفحصها :
بسافر لفرنسا صايره مشكله مع العيال .. أخذي المفتاح اللي في مخبى ثوبي و أفتحي غرفة الضيوف فيها أيلين
ملامح الصدمه بانت على ملامحها طالعته بريبه
نطق عبدالله اللي يستمع لهم :
أنت تعرف مكان ماما و أنا اسألك من اليوم
قفز من السرير بحماس و مسك أيـد أستبرق يشدها : يلا نفتح لماما الباب
نزلت لمستواه و بنبره لطيفه قالت : أسبقني أنت وأنا بلحقك تمام
هز رأسـه بالموافقه و طلع من الجناح بفرحه عارمه
سألته برجفة لسانها : وش المشكله اللي صايره ؟
كان في طور صدمته لحد الآن ما فاق منهـا و هو يتأكد من أن كل أغراضه كامله : مشعل ولد عمي متورط في مشكله مع وحده فرنسيه تقول أنه متحرش فيها
شهقه مصدومه أنفلتت من فمها و بعدم أنتباه قالت :
الحمدلله أن الله فك رزان منه .. شيحس فيييه تحرش مره وحده ياكثر البارات هناك وش حاااده على هالتصرف اللي بيوديه ورا الشمس ؟
مسح على وجهه بتوتر يحس أنـه بيقتله ما أنتبه لجملتها الاولى :
كلم مشعل السفاره وقال لهم أن السالفه كلها كذب البنت ملفقه عليه .. شكل مبتغاها مادي بس عسى ربي يزينها و يطلعه من هالكارثه
أقتربت منه بتخوف حقيقي بعد ما عرفت حجم المشكله و المصيبه اللي مشعل واقع فيها :
بس هناك قوانينهم ما ترحم وفوق هذا مشعل عربي و سعودي .. زيادة الطين بله كيف بتنحّل ؟
رعد برد بتلقائي متناسي غيرتها المجنونه عليه :
بروح أهناك و بكلم البنت بحاول أقنعها تتنازل
و أعطيها اللي تبي بس تتنازل و تفكنا من هالمصيبه
رفعت حاجبها بعدم أعجاب ما تقدر توضح غيرتها لأن العمل في هالقضيه اضطرراي و فيها حياه أو موت في سجون الغُرب و بنبره متحايله قالت :
طيب ما تخاف تتبلى عليك أنت بعد أنك ترشيهـا ؟
زفر أنفاسه بغضب و قلق : كل شي جايز الله ييسرها
باست رأسـه و هي تحضنه من الخلف :
طيب شرايك تفطر و تروق و بعدها تمشي للمطار
أبتسم وهو يأيد كلامها مخفي حزنه و أنزعاجه من المشاكل اللي تنزل عليه بشكل متتالي .. ماله فُرصه يتنفس و ينفس عن نفسه و كأن محكوم عليه بالشقاء و التعب عداها هي ، هي الركن الهادي و المحبب لقلبه حتى لو كثرت مشاكله و غرق فيهـا

رواية قبل الورق وأنتي في بالي قصيده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن