الفصل الثامن عشر

2K 33 0
                                    




شددت على كلامها الاخير و كملت وهي تبعد نفسها عنه حتى ما تتأثر من قربه المُسكر و المزلزل لمواطن الاستقرار والثبات في دواخلها : بس مو معقوله بتحمل أهلك و أذاهم اللي ما كفوه عني للحين .. كل يوم واحد طالع لي من جهه و كلامي لك الحين صدقني مو من سفاسف الكلام !
و لا هي أنا اللي أنبش ورا أنسانه أمّعه مثل أيلين .. إذا ما تقدر تقضبها لسانها هي و خالتك عني .. أنا أقدر و لاهو صعب علي ! بس ماشيه على مبدأك اللي ببيتي مين ما يكون ينحشم و يحترم .. لكن والله لو زاد الموضوع عن حده مثل اليوم .. فـ أقولها لك بالفم المليان مستحيل أسكت لهم أو أدمح زلاتهم عشانك
و برعشة رسمت حدودها على كامل جسدها قالت وعيونها تلمع بالحزن وشي من الصدمه فيه و الخذلان اللي كانت نهايته ثقه مفرطه و محكمه : بس أكتشفت أنك ما تقدر حتى تتغاضى عن حقيقة أنِ أعرفهم و تحاول تزكيهم و تنزهم .. ما كنهم غلطوا
زم شفايفه بامعتاض و حيره من التعامل معها و هم في هذي النقطه الحساسه ، نظرات الخذلان اللي تراعيه و ترمقه فيها تثير جنونه و حفيظته غبيه لو هي تظن أو تعتقد أن ايلين أو غيرها يجارونها بنفس درجة الحب و المكانه .. صعب جداً أنه يعري أسباب تصرفاته هذي بالوقت الراهن واللي ممكن يخسر الكثير لو تكلم و علمها بنيته اللي بتقلب كل حياتهم بحذافيرها ..راساً على عقب صعب يفضح ما يكتمه في صدره قال بكلمات
من جيب مخباه مو من جيب قلبه عشان يقطع هالسيره و تتناساها على الاقل و ما تطريها قدامه لانها ما تعرف الخراب و الدمار اللي يحصل لا جابت هالطاري وهو مكتوف اليد :
أهلي لو زعلوك بكلمه وحده أزهميني وأنا بتصرف
بس سيرة جسار تنقطع و تندفن .. ماكن الله خلقه !
وأيلين أتركيها في حالها .. كافي حملها ماهوب ثابت
وأنا هالايام بترخص منك و بكون عندها وقت النوم
لان النزيف ما وقف عندها .. ولزوم أحد يكون قريب منها الاسباب وافيه ومشروحه ما يحتاج أزيد في كلامي شي
تجمَّدت ملامحها بصدمه و كأن الشخص اللي قدامها أو بالاحرى زوجها و حبيبها .. الانسان اللي كان معها الليله الماضيه تبّدل لشخص أخر .. شخص تشمئز منه و تنفر منه و هذا هو عيب رعد اللي تكرهه و تمقته بشكل مو طبيعي ، متى ما بغى قربها منه حتى أقرب من أنفاسّـه و إذا تغير مزاجه أقصاها بطريقه عجيبه مهينه بحق نفسها .. هي حذره بشأن كرامتها و صورتها قدامه جحدت الدمع اللي تشكل بعيونها الرماديه الواسعه المثقله  بأهدابها اللي على وشك فضحها و فضح ضعفها و كسرها منه و بصوت مهزوز أردفت :
مرخوص .. حلو منها تشيل فكرة أنِ ساحرتك .. أحسن ما سويت
أنسحبت من المكتب بعجل و سرعه صعدت الدرج متجاوزه هديل و رزان اللي كانوا يسولفون بصوت منخفض .. منتظرين جيت أمهم التفتت هديل على رزان بعد ما كانت نظراتها مصوبه على أستبرق : اللهم أجعله خير .. الظاهر متزاعلين ! واضح باكيه
رزان و تعودت على هالشي في علاقتهم اللي كلها تذبذبات
: يالله تو ما قلنا بسم الله و زانت علاقتهم في بعض .. الله ياخذ ايلين متأكده هي السوسه
رفعت كتفها هديل بعدم أهتمام وهي تقول مغيره الموضوع : عطيني أنطباعك الاولي عن زوجي ، وش رايك فيه بما أنك شفتي صورته ؟
رزان بتشويش سألت : أروح لها ولا مالي داعي
هديل بابتسامه ساخره : يالله أنا وش أقول وهي وش تقول .. من رأيي تخلينها تختلي في نفسها يمكن ما تبيك تشوفينها بهالحاله
هزت رأسها موافقتها الراي و بنبرة وعيد :
أنا بنزل أغث بنت الكلب اللي تحت .. الله لا يوفقها
نزلت و أتبعتها هديل بصوت واطي : هدي حبيبتي
رعد اليوم موصينا ما نقولها شي .. عشان حملها حرام طلع مو ثابت و أحتمال تسقطه و نفسيتها مو بذاك الزود ناويه تشبينها بينك وبين رعد وتدخلين في دوامة مشاكل مع ايلين الحيه ؟

رواية قبل الورق وأنتي في بالي قصيده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن