الفصل السادس

1.5K 36 0
                                    


ابتسمت الاء لما سمعت أغنيتها المفضله على التلفزيون اخذت الريموت وعلّت على الصـوت

دخيل الرب اللي اسكنك فيني
جاوبني هُو أنا فيك مثل ما أنت فيني ؟
.

اندمجت قوت بكلماته البسيطه اللي بعثرت مشاعرها و خـّال لها بسام .. هل هو صادق بحبها تنهدت و تعمقت بأفكارها ، عكس الاء اللي كـانت تسمع الاغنيه بكل حب و فرحه أول مره تحس براحه نفسيه مافيه اي أحد ولا جنس بشري غريب عنها بنفس المكان اللي هي فيه .. تقدر تطلع وتدخل براحتها مافيه توتر ولا أرتباك و لا تفكير طويل قبل لاتخرج لهم تشجع نفسها بكلمتين و تعطيهم ثلاث كلمات تختلط بلعثمة لسانهـا .
ابتسمت و انتبهت لها قوت اللي عقدت حواجبها : شفيك تبتسمين ؟
ناظرتها الاء و برقه : مبسوطه صح اني مو متقبله آنا عايشين ببيت ابو مشاري ، لكن ما اقدر اخفي راحتي في هالمكان اللي بعيد عن الناس وضجتهم
قوت بضيق و هم كل ماله يكبر بداخلها :
راضيه بحياتـك ؟ مو حلوه العزله ابداً ولا انك تكونين انطوائيه لو تشجعين نفسك و تطلعين نفس الناس و تاخذين وتعطين معهم بتتغير حياتك وبتكسرين حاجز الخوف والارتباك اللي تحسين فيه لما تقابلين ناس جديده عليك .


فـ الدار :
صحت على خبر ان قوت وخواتها طلعوا من الميتم ريناد بحزن : كله بسببك يا ناديه لو ماسويتي اللي سويتيه كان هم موجودين
ناديه باستغـراب : انا بفهم ليش تحبينهم هالكثر
بنات ابوك وانا ما ادري ؟
مافيه كلمه توصف بشاعة شعور ريناد لما صحت و مالقت لهم أثر غير غرفتهم .. قامت ناديه من مكانها وعلى ثغرها ابتسامه واسعه : كلمني نايف وقالي انه هالشهر بيخطبني
ابتسمت ريناد لها و بفرحه : الله يهنيكم
سكتت شوي ثم قالت بخوف : طيب يمكن يكذب عليك ؟
يعني انتي لاتثقين ثقه تامه بعدين تنكسرين لأن عارفه العيال لعابين انتبهي منه .
ناديه بابتسامه خجوله : لا هو قالي انه كلم امه بالموضوع ، بس ينتظرون رد ابوهم على خطبتي هل هو موافق أو لا
ريناد : مستحيل يوافق عليك الا اذا الله كاتب بينكم نصيب ، لان انتي تعرفين الاب اذا جاء بيخطب لبنته او لولده لازم يشوف النسب و فيه ناس منا مجهولين نسب لا تنسين كلامي ولا تبنين سعادتك على نايف
ناظرتها ناديه بقهر لانها بدت تشك في الموضوع
وهذا اللي ماتبيـه ماصدقت على الله تلقى لها
شخص يطلعها من غبرة الميتم و رداة حظهـا
تبي لها اسره نفس صحباتها .. و مالقت هالشي
الا في نايـف بيوفر لها كل احتياجاتهـا !
ابتسمت بخفه لما تذكرت انها أرسلت لنايف صوره ولحد الان مافتحها .

"طفله عاشت على حس رجال مدللّها
رجل يقطف لها اللي كفها ماتطوله "

بعد صلاة العشاء دخلوا امجاد وسلمان في بيت سعد بعد ما اعطوهم خبر انهم مسوين لهم حفله بسيطه
ارتمت امجاد على طول باحضان امها اللي دمعت عينها لما شافتها همست بشوق : اخبارك يـاعمري
امجاد بنفس الهمس جاوبتها ولا رضت تفكها لين
دخلت رزان اللي شهقت و صرخت على طول : امـجـاد
ضحكت امجاد وهي تبعد عنها امها ضمت رزان
اللي استهل وجها وبانت الفرحه بملامح وجها
فصلوا العِناق اللي دام دقيقه .. رزان بلهفه : وين سلمان ؟
حصه : سلم علينا وطلع لجدك وعمك دقايق وبيجي .
ابتسمت رزان لبُرهه وجود سلمان يعني نسيان رعد للي صـار اليوم ولو لايام ، رفعت عينها لامجاد الي سألت امها : ابوي وينه سلمت على جدي و عمي وقعدت اسولف معهم ولا بين
جميله باستغراب و الخوف بدأ يتسرب لقلبها : من عمك ؟
امجاد : عمي نواف
رفعت حاجبها رزان باستنكار ابوها بالعاده هالوقت في الشغل حتى ابوه مايزوره كثير طأطأت براسها والف فكره و فكره داهمت بالها
شوي و سمعوا صوت ابو مشعل اللي اتسـعت ابتسامته لما شاف طفلته و حبيبته امجاد اندفعت له و حضنته بقوه ضحك على حركتها وأردف بحنو : يا هلا والله ببنت ابوهـا
استانست لما سمعت صوت ضحكت ابوها حست بشعور الام اللي تطالع اغلى عيالها و هو يضحك سالت دمعتها وهي بوسط حضنه ماقدرت ترد عليه لان بتوضح غصتها اللي خنقتها
و اكتمت انفاسها وأنهت كلماتها
.
بعد نصف ساعه دخل عندهم سلمان و على ثغره ابتسامه هاديه وزادت ابتسامته لما شـاف رزان بينهم الي اخذها مباشره لحضنه بـ اعتبارها " بنته الصغيره "
ابو مشعل همس لامجاد اللي ارتبكت من كـلامه :
سلمان مضايقك بشي .. لا تخبين علي يا بنتي تراك
اغلى عيالي و ما اسمح لاحد يمس شعره منك
ضحكت امجاد بتوتر : يبه شدعوه أنت تعرف سلمان مستحيل يسوي لي شي .. قبل لا اكون زوجته اكون بنت عمه و انت ادرى بسلمان مني .
ابو مشعل : له شهرين مو عاجبني عشان كذا سألتك
اهم ما علي راحتك ، و تكونين مبسوطه ما ابي شي
يمحي هالبسمه اللي اتذرا فيها
حضنت ذراعه امجاد و عيونها تشع من الفرحه سندت راسها على كتفه بدلال و قالت بصوت عذب :
يارب انت و كل ما يسر خاطـرك .
كل يوم تزداد يقين انها تقدر تواجه و تزيل هزيمة كل اتعابها ومخاوفها ما دامت سانده كتفها على كتف ابوهـا
ابو مشعل بهدوء و يده تلعب بيد بنتـه : والله ان البيت بدونك ولا شي ، مشتاقين لك اعظم من ضمى الارض للسيل
امجاد بطفوليه قالت : يبه تبي تبكيني ؟
ضحك ابو مشعل ولف على حصه اللي كلمته
نظرات سلمان كانت ثابته على امجاد يراقب ملامح
وجها المتورده و انحنائتها و حركات ايدينها العفويه

رواية قبل الورق وأنتي في بالي قصيده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن