الفصل الثالث عشر

2.6K 33 1
                                    



كم كنت أقول ان المفارق سهالات
لين انتثر دمعي من أول دقيقه

غطت وجهها بكفوفها واجهشت بالبُكاء كلمات امها
قاسيه بالحيل .. قاسيـّه .
علي بهدوء يحاول أنه يمتص حزن هدى و غضبها
: امجاد نفسك ما عرفت الا الحين ، سلمان وأمجاد مالهم حياه مع بعض دامهم تفاهموا مع بعض ووصلوا للحل هذا ماراح نجبرهم على حياه ماتتسمى حياة و دام للحين ما انربطوا بطفل هذا أفضل قرار اتخذوه ، حياة امجاد ماراح توقف على سلمان و العكس صحيح و احنا مالنا رأي و لا كلمه في حياتهم صح يا هـدى ؟
طلعت من المجلس وهي مقتنعه من كلامه بس ما تبي توضح له ، ما صار لزواجهم سنه عشان يتطلقون و اكثر ما يقهر قلب الأم ان بنتها تصبح " مُطلقه " سحبها علي لحضنه و هو يشد على عناقها لحد ما تبلل ثوبه بالدمع المالحّ .


حصه بعصبيه : على كيفهم يتزوجون و يتطلقون ؟
أنا قلت لكم من البدايه ماراح يكملون مع بعض بس محد سمعني لين طاح الفاس بالرأس !
ام رعد بحدة نبرتها و لأول مره يرتفع صوتها الهادي فطرياً : تتكلمين و كأن مالك علاقه يا خاله ؟
لا تنسين أنك اللي استفزيتي امجاد بكلامك لين
ضربها سلمان قدام الكل ، و مع ذلك ما اعتذرتي
ولا قلتي لسلمان شي و كنتي سعيده لأن من البدايه
شايفه زواجهم غلط و تتصيدين أي فرصه عشان تفرقين
بينهم و صار اللي يتمناه قلبك وش تبين بعد ؟
حصه و الغضب طغى على كل خليه في جسدها وهي تسمع كلمات زوجة ولدِها اللي بنظرها مافيه اعقل ولا أحسن منها بس خيبت ظنونها فيها :
اي صح ما كانت ابيهم يتزوجون في البدايه بس أتمنى لهم الطلاق بعد ما صار اسمه يقترن باسمها لا طبعاً .. و الكف اللي جاها تستاهله ولان سلمان رجال طلقها و عرف كيف يوقفها عند حدّها و للمره المليون اقولكم عايلة علي ما تناسبكم و لا أنتم مناسبين لهم لمتى بعيد في هالموضوع اللي ما يجيب الا ضيقة الخلق
جميله بارتباك من الجو المشحون :
تعوذوا من الشيطان .. لا يكبرها في روسكم على مشكله تنحل بالتفاهم مو أول ناس ولا اخر ناس يتطلقون يمكن طلاقهم خيره لهم ما تدرون ليش كل هالتعصب ؟
أذا هم صاحبين القرار راضين فيه لا تخلون الشيطان
يزرع الفتنه بينكم و صلوا على النبي
أردفت غاده اللي كاِنت زايره حصه بالصدفه و تقابلت مع ام رعد : الله يهديك ام رعد كيف تكلمين حرمه كبر امك بهالطريقه وين الاحترام اللي أسمعه عنك
تنرفزت رزان اللي كانت من بداية الجلسه بالعه موس و ساكته و معجبها ان امها فرغت كل عصبيتها في حصه اللي تكون السبب الرئيسي في طلاق سلمان و امجاد بوجهة نظرها :
انتي و لا كلمه لما يتكلمون الكبار تبلعين لسانك و تسكتين
غاده : خوش والله عرفت الحين البنت على مين طالعه
جميله بحدة : غاده لا تتدخلين في مواضيع مالك فيها ، رزان اطلعي شوفي ابوك بالمجلس أذا يحتاج شي
طلعت رزان رغماً عنها بسبب نظرات حصه و أصرار جميله مستحيل تقابل شخص اساء لها كثير حتى لو كان " أبوها" ومن سوء حظها كان داخل من الباب الرئيسي بيعرف سبب الأصوات نوف بنظره عميقه
: ما ودك تسلمين على ابوك اللي صار لك أشهر ما شفتيه ؟
رزان بهدوء : ابـوي سلمان ما أعتبرك أب لي لان مافي اب يترك بنته بالشهور ما يسأل عنها هي بخير ولا مو بخير ، يزورها يتطمن عليها يشوفها محتاجه شي لا قدر الله حتى اتصال ماكلف على نفسه يتصل .. لا تقول اخوانك عندك و أنا واثق فيهم سقطت هذي الحجه !
نواف بغضب رغم تأنيب الضمير و الضيق اللي يحس فيه ناحيتها : خليتك فتره و طال لسانك بعدين الشقه اللي ساكنه فيها و الممرضه كلها بفلوس من ما سألتي بحساب من ؟
كله من فلوسي و تقولين تاركك بالاشهر شكلك نسيتي من أكون يـا عاقه .
تنهدَت رزان بضيق : حتى الآباء يعقون في اولادهم الله يلعن الفلوس و ياخذها اذا بتخليك تفكر ان كل شي في الحياه يمشي بالفلوس ! غلطان مره أنا ما احتاج منك أشياء محسوسه أنا ابي منك دعم معنوي الفلوس ايام و تخلص .. بس العاطفه والحُب اللي متيقنه أنه كله وهبته لرعد ولسلمان ليـش؟
لانهم عيـال و احنا بنات حنا " الـعـار " اللي تخاف منه ، ما أنسى السنين اللي كنت معذبنا فيها لا ندخل و لا نطلع و طول الوقت تشك فينا و تكسر خواطرنا عشان رعد و تخليه يتحكم فينا
تعتقد انك ريبة أنسان مثلك .. مثل أطباعك بالضبط بس الحمدلله انه طلع غير و ماراح يكون ولا بيكون نفسك !
مهما سويت تبقى ابوي بالاسم و علي واجبات تجاهك بس لا تطلب مني اكثر من سلام
أقتربت منه و قبلت جبينه و أبتعدت عنه بخطواتها وهي تصعد الدرج و مباشره دخلت غرفة جميله .. أنحرج من كلماتها اللي تدل على سطحية تفكيره و ظهر له بصوره ان كل همه
" الفلوس " عض شفتيه بغضب و ندم كبير حادث رزان صحاه من تفكيره الجاهلي بمعنى الكلمه و ينطبق القول على نواف : و ربما ضارةٍ نافعه

رواية قبل الورق وأنتي في بالي قصيده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن