الفصل الخامس

1.4K 33 0
                                    



مياسه : عندك ورقه ؟
طلع المحاسب ورقه لها و هو مبتسم لها و عارف ان فارس ما كان الا حبيب لها
كتبت وهي في قمة غضبها بعد ماتذكرت انه صار ملك لغيرهـا و لا هو فارسها وحدها ، جمله بسيطه كافيه انها تهيّنه و ترجعه لصوابه فيها ما ترددت باخذ الكتب اللي اشتراها لها وبنفسها تقول : زيادة الخير خيرين
طلعت من المكتبه بخطوات عجلّه و تسابقت خطواته للمحاسب سحب الورقه و بردت ملامحه لما قرأ كلامها
جز على اسنانه و بغضب مكتوم : ‏عندك حساسيه من الأشخاص المتاحين للجميع اجل !
طلع وراها و تمنى انه يلحقها و لأول مره وقف معه حظه ، كانت واقفه تنتظر سواق خالتها
فارس من وراها : تنتظرين سـامي ؟
لفت عليه وانصدمت ماكانت متوقعه انه بيواجها عطته ظهرها و ضلت ساكته ماتبي تخلق معه حوار عشان يتركها ولا تعطيه مجال يقولها شيطلع سبحته من مخباه و بدأ يلعب فيها قال بهدوءو نظره على الشارع : انتظره معك ، تعرفين صرنا اكثر من اصحاب
مياسه بسخريه : اخوي يصاحبك ؟
فارس : انتظري و شوفي انتي بنفسك
من شافته و مشاعرها كلها منهدّه طول هذي الايام تحاول تتناسى حياتها معه .. ليش يحب يذكرها فيه بكل مره ناظرته و لمعت عيونها بحزن شديد بـان لفارس اللي عرف على طول وش مر في بالها : انا لك ، من تركتيني ماصرت لغيرك ولا بصير
ضحكت مياسه بهستريه و كأن كلامه ضرب وترها الحساس ناظـرته بحده و قالت :
ماصرت لغيري وانت متملك لهدرجه فيك انفصام ؟
و مو أي انفصام .. انفصام حـاد ! معاذ الله منـه .
ضحك فارس بهدوء و فرح تغلل أعماقه لما شاف غيرتها عليه : ما تملكت صدقيني انا باقي عند وعدي ، امي قالت كذا لأن البنت الي معك أحرجتها
ماصدقته ولا أقتنعت بكلامه : طيب ممكن تمشي لأن لو جاء اخوي وشافني معاك ماراح يصير خير وانا مو حابه ادخل بمشاكل بسببك
فارس بتعب : من رحلتي والليالي السّود
تشرب من ضلوعي ماودك ترجعين ؟
تجاهلت كلامه رغم انه خلق مشاعر كبير وصراع مابين قلبها
و عقلها .. عكسه كان تعبان ومهدود حيلّه من الشوق واللهفه عليها تعب كثر ما انتظرهـا ترجعله من نفسها كان في يده كيس طلع اللي بداخله و رمى الكيس على جنب سحب يدها بسرعه مباغته وحط وسط ايدينها ورده حمراء
أبتسم و اردف بنبره عذبه : خليها عندك تذكرك فيني .
عطاها ظهره ومشى ركب سيارته و انتظر لحد ماجاء السواق اللي كانت تنتظره ، ما كانت مستوعبه كلامه ولا وردته اللي جذبتها و احيّت مشاعر مدفونه من سنين

‏"ياسيدي وسيد الحّلوين..ياورد  احمر في بساتيني "

.

نظراتها كانت مليانه حزن وأسى الضيق واقف لها بكل جهاتها مو متخيله اسبُوعين و تفارق خواتها ماراح تكون معهم يومياً و تعررف اخبارهم بشكل جيد .. لأنها تعرف مدى تأثير استبرق على الاء بترتبط برجال ثم بأطفال معقوله اخذت قرارها الصحيح ولا اخطأت خرجت تنهيده من صدرها المليان عبرات الشي اللي مكدر خاطرها أن لا امها ولا ابوها بيكونون متواجدين بزواجهـا غمضت عيونها بحسره من الشعور المرير اللي تحس فيه مين بيكون جنبها وقت دخلة بسام عليها ، لا أم و لا أب و لا اهـل
إحساسها صعب مُعقد لابعد حد مين بينهر بسام ويحذره انه مايزعلها ويقولـه ان وراها اهل وسند ؟
شدت على شفايفها تكتم غصتها و شهقاتها من الخروج ، لأنها لو طلعت مستحيل توقف تحس بوخزات في قلبها محتاجه ام تكون معها في هالفتره الحساسه .. محتاجه اب يغدقها بالحنيّـه والأمان يطمنها انها ماراحت لمكان بعيد وانها بتكون طول العمر تحت ناظريه حتى لو كانت على ذمة رجال بيبقى هو أول رجل في حياتهـا بتبقى بنته الصغيره اللي مستحيل تكبر بعيونه !
هذي كلها أحلام وترهات بنتها قوت بوقت وجيـّز
دخلت استبرق ويدها محمله بالأغراض عقدت حواجبها لما شافت ملامح قوت : قوت فيك شي حبيبتي ؟
ابتسمت قوت ماتبيها تحس عليها لان استبرق اكثر وحده حساسه من هالناحيه : مافيني شي ، بعدين من متى تقولين حبيبتي صاير شي وانا مدري ؟
ضحكت استبرق : لا يبا شدعوه انا انا ماتغيرت المهم لا تنسين اول يوم تكلمين بسام باللهجه الكويتيه لازم توضحين له انتمائك من اول ليله ودقيقه
رفعت حاجبها قوت : شمعنى اول ليله ؟
استبرق : عطيه نباهه انج كويتيه مو سعوديه عشان متى ما اشتقتي تروحين هناك عطاج الضوء الأخضر
ابتسمت قوت الي تغيرت نفسيتها بكلام بسيط محبب لقلبها
دخلت الاء اللي حضنت استبرق من الخلف و ناظرت بقوت : فديت اختي اللي تسمع الكلام ، المهم جايينك نعلمك شتسوين بليلة العمر
غمزت لها الاء بنهاية كلامها و ضحكوا على ملامح قوت الي توردت ملامحها بخجل قالت بعصبيه
: خيير بنات تجاوزتوا الحد المسموح و تخطيتوه
استبرق بحماس : اسمعي اول شي تسوينه
و كملت كلامها بجرأة أخجلت قوت الي تمنت الارض تنشق وتبلعها

رواية قبل الورق وأنتي في بالي قصيده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن