٧

57 6 0
                                    

دخل الفضل قصر الخليفة السابع وقلبه يرقص فرحاً لقد انتهى أمر هرثمة وبقي طاهر بن الحسين أن له يوماً ليس ببعيد وبعدها يضرب ضربته القاضية.

منذ شهور وهو يفكر في خطّة سرّية لا يعرفها حتى أخيه « الحسن » ٢٤ وها هو المأمون يفكّر فيما يسهل عليه مهمته ..

انبعث بريق مخيف من عينيه سرعان ما تبدد مع أول ابتسامة يتصنّعها أمام المأمون.

هبّ الخليفة الشابّ لاستقباله بابتسامه متصنّعة أيضاً لا تقل عن ابتسامة الوزير مكراً.

وعندما أخذ الفضل مجلسه قرب الخليفة بدأت اللعبة ، وكلاهما ماهر فيها.

قال المأمون لينفذ في قلب وزيره :

ـ كيفتك امر هرثمة وهو الآن في السجن.

ـ انه لا يخلص لك كما قلت .. أعرف نوايا هؤلاء القادة.

ـ ولكنّ العلويين لا يكفون عن اثارة القلاقل .. وقد سمعت أن أبراهيم بن موسى الكاظم قد ثار بمكة ، ونقل لي الجواسيس أنه في طريقه الى اليمن.

وبعد صمت استأنف المأمون حديثه حذراً :

ـ لقد فكرت كثيراً في الأمر .. ان الخطر الحقيقي يكمن هنا .. في هؤلاء العلويين .. الناس يحسبونهم انبياء ويتناقلون قصصاً عجيبة عن زهدهم .. اتعرف لماذا يا فضل؟

ـ؟!.

ـ لأنهم يعيشون في الخفاء .. لأنهم يعيشون بعيداً عن الانظار ... فلو ظهروا اكتشف الناس عيوبهم ، ولعرفوا أنهم لم يرفضوا الدنيا الا لأن الدنيا رفضتهم.

تظاهر الوزير بالبراءة : ـ ولكن يا أمير المؤمنين انهم لم يظهروا ، وكيف يظهرون وقد فعل الرشيد بهم ما فعل .. شرّدهم في بقاع الأرض وها نحن نحصد ما زرعه الآباء.

ركز المأمون نظره :

ـ أعرف كيف اجعلهم يظهرون .. أمنحهم الأمان.

ـ أنهم لن ينخدعوا بذلك ولن يصدّقوا أبداً.

ـ فاذا جعلت أحدهم وليّ عهدي.

انتفض الوزير كمن لسعته عقرب.

ـ ماذا؟! ماذا أسمع؟

ـ أجل لقد قررت أن اجعل أحدهم وليّاً لعهدي فاذا فعلت ذلك اطمأنوا وظهروا.

ـ ولكن هذا يا سيدي ينطوي على كثير من المخاطرة ان بني العباس لم يغفروا لك قتلك أخيك فكيف تريد أن تقضي على ملكهم وخلافتهم؟!!

الطريق إلى خراسان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن