ومن الحب ما ظلم

البارت الثامن

                          البارت الثامن

في كل مرة، تجد رحمة نفسها بين أختيارين أصعب من بعض، وأي اختيار ستختاره سيترتب عليه خسارتها على أي حال، فأضطرت لإخبار أبيها وأمها بجزء من الحقيقة، وهو أن نضال وافق على الطلاق ومزّق الشيكات الخاصة بأبيها، ولم تخبرهم بباقي الحقيقة الخاصة بزواج نضال بامرأة أخرى، كما وعدت نضال، الأمر الذي أسعد نهال كثيرًا وأطلقت الزغاريد

نهال –" أخيرًا هانخلص منه.. الحمد لله.. بس ده ضميره صحي فجأة كده!.. أنا كنت فاكرة أنه معندوش ضمير أصلًا"

داغر بفرحة شديدة هو الأخر، وهو يمسك ورق الشيكات الممزق

-" أنا مش مصدق.. دي شيكات بملايين معقولة يتنازل عنها كده بسهولة!"

تجد رحمة أمها نهال تمسك بالهاتف لتهّم بالاتصال، فتسألها رحمة بتوتر

-" هاتتصلي بمين؟ "

نهال –" بخالك وقرايبنا عشان يجوا يشهدوا على الطلاق قبل ما نضال يرجع في كلامه"

تسرع رحمة نحوها، وتمسك الهاتف لتغلقه، الأمر الذي أثار دهشة نهال وداغر

رحمة –" بلاش يا ماما"

نهال بتعجب –" بلاش!.. ليه؟ "

ترد رحمة بصوت مخنوق ودموع محتقنة

-" أنا فكرت كويس ووصلت لقرار.. أنا مش عاوزة أتطلق"

تبادلت نهال وداغر النظرات في صدمة

نهال –" يعني أيه مش عاوزة تطلقي.. ليه؟!.. مش ده اللي كنتي عاوزاه من زمان"

يقترب داغر من رحمة وبنظرة حنونة قال

-" رحمة حبيبتي في حاجة مخبياها علينا.. الحيوان ده مهددك بحاجة تانية غير الشيكات.. قولي خلينا نساعدك"

تجلس رحمة وهي منهارة من البكاء، فتسرع نحوها نهال التي تبكي هي الأخرى على بكاء أبنتها

نهال -" عملك أيه.. ردي عليا"

رحمة –" معملش حاجة.. بس أنا لاقيت أني الوحيدة اللي هاطلع خسرانة من الطلاق "

لم يفهم داغر ولا نهال معنى كلام رحمة، ففسرته نهال خطأ

نهال –" تقصدي تخسري ماديًا يعني.. في داهية الفلوس المهم أنتي يا بنتي "

رحمة –" فلوس أيه ياماما.. ده مفيش حاجة في الدنيا تقدر تعوضني عن اللي راح مني.. أنا كل اللي عملته أني حسبتها بعقلي ﻷول مرة.. أنا لو أتطلقت هو هايتجوز ويخلف ويعيش حياته، وأنا هاعيش لوحدي.. أدفع التمن لوحدي"

نهال –" لوحدك أزاي وأحنا روحنا فين.. وبعدين بكرة يجيلك سيد سيده اللي يعوضك ويسعدك "

تبتسم رحمة والدموع منهمرة من عينيها